تواصلت نزالات بطولة اسيا بالمصارعة للناشئين في العاصمة التايلندية بانكوك ، التي تحتضن البطولة على قاعة مدينة جنبري ستي ، حيث اظهرت الفرق المشاركة خاصة بلدان اسيا المتقدمة باللعبة كايران واليابان وكوريا والهند وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ، مدى قوتها واهتمامها بهذه البطولة التي تبني امال كبيرة من خلالها على صناعة ابطال اولمبين عالميين للبطولات والاستحقاقات المقبلة، حسب ما اكده معظم الخبراء المتواجدين هنا ، وقد شهدت اغلب النزالات تنافس محموم اظهر فيه اللاعبون مدى قوتهم ومهارتهم الفنية والبدنية وكذلك مدى حسن الاعداد
الذي هم عليه ، وقد تمكن مصارعونا الابطال من مجارات نظرائهم والتفوق في بعض النزلات على المنافسين او الخسارة بفار ق النقاط بعد تقديم مستويات جيدة اشاد بها بانصاف كل من اطلع عليهم.
نزلات عراقية جديدة ونتائج متفاوتة
شهدت نزالات اليوميين السابقين مشاركة سبعة مصارعيين عراقيين باوزان مختلفة ، حيث لعب غيث محمد وزن 69 كغم رومانية وخسر من الاوزبكي بالنقاط الذي تقدم لمنصات التتويج ساحبا المصارع العراقي معه لنزلات المركزين الخامس والثالث ، وقد خسر غيث امام المصارع الهندي بفارق ضئيل من النقاط بالثواني الاخير في نزال شهد سيطرة العراقي غيث الذي كاد يحقق وسام جديد باول مشاركة له لو لا قلة الخبرة وحداثة التجربة ، كما اكد ذلك مدربيه الذين اثنوا على جهوده وقالوا انهم كسبوا مصارعا سيكون له شانا في قادم الايام انشاء الله ، كذلك لعب المصارع احمد طارق 54
كغم حرة وحقق فوزين متتاليين على التابيه بالكتف وكذلك على الاندنوسي بالكتف ايضا ، بعد ان قدم مستوى اثار انتباه الحضور الذين اشادوا به ، وقد حصل على المركز الخامس بعد خسارته بالكتف امام الهندي المتفوق بدنيا وعمريا ، بشكل واضح ، كذلك لعب المصارع العراقي عمر الملا 63كغم حرة وفاز على المنغولي بالكتف ليخسر في نزاليين متتالين مع ابطال مشهود لهم بالكفاءة والتتويج وهما المصارع الهندي وكذلك الايراني الذي حسم المركز الثالث لصالحه بفارق ضئيل عن الملا ، الذي كان ندا قويا وقدم نزالا مشرفا امام بطل ايران، كما خسر عباس حسن 63 حرة امام
الكازخستاني بالنقاط وغادر من الدور الاول ،ثم خسر الملاكم عدنان عيد 69 حرة امام الهندي بالنقاط وفي نزال الترضية خسر ايضا امام الاوزبكي بالنقاط بعد ان قدم مستوى جيد ، اما قصي سامي وزن 58 رومانية فقد اوقعته القرعة امام الياباني الذي تغلب على قصي ليغادر البطولة التي شكلت له نقطة تجربة وخبرة مفيدة جدا على طريق اعداد جيل جديد من الابطال ، وقد خسر ايضا حيدر عطية 63 كغم رومانية امام الهندي وخرج من البطولة.
الزعيم يكرم المتوجين ويثني على المشاركين
في الوقت الذي حضر الاستاذ عبد الكريم الزعيم رئيس الاتحاد العراقي للمصارعة الى البطولة بصفته رئيسا لاتحاد غرب اسيا ، فقد حرص على متابعة الفريق العراقي وتلبية احتياجاته وتشجيع لاعبيه خلال ايام البطولة وتحفيزهم بالتكريم ومحاولة رفع الروح المعنوية ، وقد كرم الفائزين واثنى على جهود مدربيهم وكذلك تعاطف وابدى رضاه على جميع مصارعينا المشاركين بالبطولة على المستوى الذي قدموه ، حيث قال : ( اننا نبني امال كبيرة على هذا الجيل الجديد من المصارعين الابطال ، الذين تم اختيارهم من خلال نزالات بطولة العراق التي جرت بكربلاء قبل مدة وفقا
لمعيارية الفوز ، ثم تم تجميعهم بمعسكر داخلي ببغداد واخر في ايران ثم المشاركة ببطولة الطفل العالمي للمصارعة التي جرت بايران مؤخرا وحققنا المركز الثالث فيها فرقيا ، ثم اقمنا معسكرا مشتركا مع الجانب الايراني في طهران قبل الدخول بمنافسات البطولة الاسيوية التي اثبتت حسن تخطيط واستراتيجية الاتحاد العراقي ، اذ ان النتائج اظهرت بان الفريق العراقي يمتلك خامات جيدة ولا يتخلف عن قمة ابطال العالم الممثلين بمصارعي اسيا في ايران واليابان والجمهوريات الاسلامية الا بافرق ضئيل اثبتته النزلات الاخيرة ، ونحن فعلا سعداء بما تحقق ونبني امال
كبيرة على صناعة ابطال جدد للمصارعة لتحقيق انجازات عالمية واولمبية شريطة ان يتوفر لهم الاعداد الكافي من خلال توفير قاعات حديثة في العراق الذي يفتقر الى اي قاعة بالمواصفات المطلوبة ، بالوقت الحاضر فيما يمتلك المنافسين عشرات القاعات العالمية الحديثة المجهزة باحدث الاجهزة التكنلوجية ، فضلا عن الدعم المالي الكبير ، ونحن من هنا نناشد السادة المعنيين لتقديم المزيد للعبة المصارعة التي حققت الانجازات خلال السنوات الماضية وينتظر فيها ابطالنا مستقبل باهر انشاء الله.
العراق ممثل من جهتين بالبطولة
بعد الحضور العراقي المتميز في البطولة التي شهدت غياب عربي واضح بسبب قوة البطولة وخشية فرق الخليج والاخرين من المجازفة والمشاركة ،مقارنة مع مستويات المنتخبات والمصارعيين المشاركين فيها ، ظهر الفريق اليمني الشقيق مشاركا بقوة بقيادة المدرب العراقي ثابت نعمان الاعظمي ، الذي حضر الى نزالات الفريق العراقي وشجع منتخب بلاده العراق ،كما تفاعل افراد الوفد العراقي بتشجيع المدرب العراقي والمنتخب اليمني الشقيق في مهمتهما الاسيوية ، وقد توقع الكابتن الاعظمي قبل بدا النزلات بان يحقق الفريق العراقي بعض الاوسمة ، اذ قال: الحقيقة اني فخور
بمشاهدة ومشاركة الفريق العراقي العزيز ، الذي احن اليه واشعر بانتمائي له ، وقد تملكني الفرح حينما شاهدت ابناء بلدي هنا في تايلند خاصة في ظل غياب عربي واضح ، واني اتوقع تحقيق بعض الاوسمة للمصارعين العراقيين الذين اعرفهم وشاهدتهم من قبل ، كما اعرف مدربيهم ولي معرفة واطلاع على قدراتهم ، لذا اتوقع تحقيق نتائج عراقية خاصة وان العراق معروف منذ سنوات طويلة بصناعة الابطال كما اننا ابطال العرب وظلت المصارعة محافظة على مستوياتها بجهود السادة المسؤولين عنها بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد ، متمنين مزيد النجاح للفريق
العراقي وكذلك للفريق اليمني الذي قال عنه بان انجازه سيحسب للمدرب العراقي وبالتالي للعراق الممثل من جهتين في البطولة الاسيوية.
هيمنة يابانية على نزلات النساء
بالرغم من قلة الفرق المشاركة ببطولة اسيا للمصارعة للناشئات ، الا ان العروض القوية التي قدمت تنبا بان اسيا سيكون لها شان عالمي اولمبي على مستوى الفتيات ، بعد ان قدمت مستويات كبيرة وشهدت اثارة واضحة وتصميم ومنافسة حقيقية على بلوغ منصات التتويج خاصة من قبل المصارعات اليابانيات وكذلك الكازخستانيات اللاتي قدمن مستويات ممتازة وعروض مميزة برغم صغر السن الا انهن خطفن الاضواء والتشجيع للعروض المتميزة ، فيما توزعت بقية الاوسمة على فرق كوريا والصين واوزبكستان والهند وغيرها.
برغم المصاعب التي يعيشها مصارعونا الابطال نتيجة للظروف العراقية العامة ، الا انهم قدموا مستويات مشجعة بمشاركتهم في البطولة الاسيوية للناشئين بالمصارعة التي تستضيفها العاصمة التايلندية بانكوك ، فقد زينت الاوسمة صدور لاعبينا الابطال مع بقية مصارعي الدول الاسيوية ، التي تعد من بين الفرق الاقوى في العالم باللعبة جنبا الى جنب مصارعي ايران واليابان وكازخستان وكوريا واوزبكستان والصين .. وغيرهم من لاعبي تلك الفرق التي اغلب لاعبيها ابطال عالميين اولمبيين ، وقد اشاد غالبية المتابعين ممن حضروا نزلات البطولة بالمستويات الفنية
والانضباط العالي للفريق العراقي حتى بالنسبة لبقية اللاعبين ممن لم يحالفهم الحظ وخسروا في نزلات قوية امام ابطال معظهم شقوا طريقه لمنصات التتويج ، الا ان لاعبينا قدموا مستويات جيدة وكانوا ندا وسجلوا نقاط متعددة قبل انتهاء النزلات برغم صغر السن والتزامهم بالاعمار مع عدد قليل من بقية الفرق الاسوية الملتزمة ، في وقت شهدت المنافسات مشاركة بعض الفرق باعمار كبيرة خاصة الهند وبعض دول الجمهوريات الاسلامية السوفيتية.
احمد كفاح وطه لطيف على منصات التتويج
تمكن البطلين الناشئيين احمد كفاح وزن 46 كغم رومانية و المصارع طه لطيف وزن 100 كغم حرة من تحقيق وساميين اسيويين جديدين للعراق ، اذ تمكن البطل احمد كفاح من الفوز على المصارع الياباني بالنقاط وسط فرحة وتشجيع من الحاضرين وكذلك الفريق العراقي وعدد من العرب المشاركين في البطولة ، الذين عبروا عن فرحتهم العامرة بتحقيق وسام عربي في اسيا ، التي غاب عنها العرب ، الا عبر مشاركة المنتخب العراقي وشقيقه اليمني ، فيما غابت بقية الدول العربية التي لم تستطع تأمين مشاركاتها في البطولة لاسباب متعددة .. وقد رفع العلم العراقي بين اعلام الدول الفائزة
وكان يوما عراقيا مشهود عبر فيه الوفد العراقي عن سعادته من خلال التشجيع والحماس والهتافات التي شدت من ازر لاعبينا الابطال ، الذين انهمرت دموعهم فرحا لرفع راية العراق بين الرايات الاسيوية.
رئيس الاتحاد الاسيوي يشيد بالمشاركة العراقية
اشاد الدكتور الكوري الجنوبي كيم بالمشاركة واداء الوفد العراقي لاعبين وحكام وبقية اعضاء الوفد الذين كانوا ملتزمين منضبطين خلال ايام البطولة وميادينها الصعبة ، وقد ذكر الدكتور كيم قائلا: اشكر واثمن المشاركة العراقية ، فقد لاحظت تطورا في المستوى عند اللاعبين العراقيين ، الذين كانوا اندادا لمنافسيهم واستطاعوا ان يعتلوا بعضهم منصات التتويج باشارة واضحة على مدى تطور مصارعي العراق ، ونجاح مشاركاتهم التي ليست هي الاولى على الصعيد الاسيوي وغرب اسيا ، اذ يعد الاتحاد العراقي للمصارعة من الاتحادات الملتزمة الفاعلة النشطة على مستوى
القارة والتي بموجبها يستحقون الاشادة والتثمين ، اذ انهم وبرغم الظروف الصعبة التي يعيشها بلدهم خلال السنوات الماضية ، الا انهم كانوا متواجدين تواقين للمشاركات وتمثيل اللعبة وبلادهم باحسن ما يرام.
درهم المغربي يثمن الفوز العراقي ويوجه دعوة لمعسكر في صنعاء
من جانبه اشاد رئيس الاتحاد اليمني للمصارعة نائب رئيس اتحاد غرب اسيا ، الاستاذ عبد الله درهم المغربي الذي مدح لاعبينا كثيرا وعبر عن سعادته وتشجيعه لاعبينا اثناء النزلات كما كانت فرحته غامرة اثناء التتويج وقد اثنى على شجاعة واجتهاد وصرار المصارع العراقي لرفع اسم بلدهم والعرب عاليا ، وقد وجه بهذه المناسبة وتعبيرا عن حبه وتضامنه مع العراق ، الدعوة للاتحاد العراقي للمصارعة لزيارة اليمن واقامة معسكر تدريبي في صنعاء على نفقة الاتحاد اليمني الخاصة ، جاء ذلك بعد اللقاء الذي جمع الاستاذ عبد الكريم الزعيم رئيس الاتحاد العراقي
للمصارعة رئيس اتحاد غرب اسيا والسيد المغربي على هامش البطولة ، وقد شكر السيد الزعيم الاشقاء اليمنيين على مشاعرهم وتضامنهم واحساسهم العربي ، ملبيا الدعوة على ان يحدد موعدها لاحقا انشاء الله ، في ذات الوقت نقل تحيات العراقيين عامة واسرة المصارعة العراقية خاصة الى اشقائهم اليمنيين ، داعيا لهم التوفيق والنجاح والمساهمة معا ، جنبا الى جنب اخوانهم العراقيين لتمثيل العرب بصورة مشرفة من كل الجوانب.
مشاركة فاعلة ونتيجة مشرفة
برغم خسارة بعض لاعبين في النزالات التمهيدية الا انهم قدموا مستويات فنيه مشجعة ، اذ ان مشاركتهم هذه تعد الاولى لهم اسيويا وهي تجربة مفيدة جدا ، وستزيدهم خبرة يمكن ان توظف لهم ولكوادرهم التدريبية التي احتكت مع لاعبين ومدربين ابطال دوليين مشهود لهم في الساحة الدولية ، ولديهم لاعبين من خيرة مصارعي العالم وينتظرهم مستقبل دولي اولمبي كبير ، اذ ان هذه البلدان تعد من المدارس القوية خاصة على مستوى الاعداد والاهتمام بالفئات العمرية الذين يعدوهم ويجهزوهم ليكونوا ابطالا اولمبيين في المستقبل . وقد جائت نتائج بعض لاعبينا كالاتي ، اذ
خسر المصارع زين العابدين وزن 42 كغم رومانية امام المصارع الهندي بالنقاط ، وقد خرج من البطولة بعد خسارة الهندي امام المصارع القرقيزستاني الذي واصل مسيرته الى منصات التتويج ، فيما خسر المصارع حيدر طالب 50 كغم رومانية امام المصارع الاوزبكي بالنقاط ومن ثم خسر في نزاله الثاني امام المصارع الطاجيكي بالفارق الفني ليخرج من البطولة التي شهدت تتويج الايراني والطاجيكي بهذا الوزن ، وتمكن البطل احمد كفاح من احراز المركز الثالث والوسام البرونزي الاول للعراق ، بعد ان خسر امام البطل الايراني في الجولة الاولى بالكتف ، ليواجه المصارع الياباني
على المركز الثالث وبحمد الله تمكن من تحقيق اول وسام اسيوي للعراق بهذه البطولة ، فيما تمكن المصارع العراقي طه لطيف 100 كغم حرة ، من انتزاع الوسام البرونزي الثاني بعد ان حل بالمركز الثالث اثر تغلبه على كل من المصارع التايبيه بالنقاط ، ثم خسر امام المصارع الطاجيكي بالنقاط والذي حصل على الوسام الذهبي بالبطولة لما قدم من مستويات كبيرة ، ثم فاز على المصارع المنغولي بالكتف ، فيما التقى مصارعنا طه امام المصارع الكازخستاني القوي الذي تمكن مصارعنا البطل طه من التغلب عليه بالنقاط وسط فرحة عراقية كبيرة تكللت بوسام ثاني برونزي.
مدربينا جهود وانجاز
مدربي لاعبينا الابطال عبروا عن سعادتهم اثناء النزالات ولحظات التتويج التي كانت عامرة بالفرح والدموع حبا بالعراق ورفع راية العراق في المحافل الدولية بالرغم من قوة الفرق والظروف الصعبة ، وقد عبروا عن فرحتهم بالدموع وتمنوا ان تقوم الجهات المعنية بتكريم هؤلاء الابطال وتقديم مستلزمات الاستمرار والتطور لهام عبر المشاركات المكثفة والاعداد الجيد حتى يتمكنوا من تحقيق انجازات عراقية قادمة خاصة وان الفريق العراقي اثبت انه يمتلك خامات قادرة على التطور وتحقيق الانجاز حت الاولمبي منه ، فضلا عن القاري ، اذا ما توفرت لها سبل الفوز ، وفي
الختام عاهد مدربينا ولاعبيهم الابطال على تحقيق المزيد من الانجازات والاداء الحسن من اجل خدمة العراق وأسعاد جماهيرنا ورفع رايتنا خفاقة في المحافل الدولية.
قاعة متواضعة وظروف صعبة
مع حرارة الجو العالية والرطوبة الخانقة المزعجة المتعبة لجميع المشاركين واللاعبين خاصة ، كذلك شهدت البطولة تنظيم متواضعا لا يليق ببطولة اسيا من حيث القاعة والامكانات وتوفير سبل النقل والراحة وسوء نوعية الاكل التي لا تتلائم مع طبيعة الدول العربية والاسلامية ، كذلك كانت قاعة البطولة بعيدة نوع ما عن العاصمة وتقع في منطقة حارة جدا ورطوبتها عالية ، كما انها افتقرت الى ابسط مقومات الراحة للوفود المشاركة وكذلك اللاعبين.
و

1 Comment