نابولي/ رافـد البدري – موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية
اضاع منتخبنا الوطني بكرة القدم للصم فرصة الانتقال الى الدور الثاني من بطولة كأس العالم للصم المقامة حالياً في مدينة نابولي الايطالية، وغادر اسوار المنافسة نتيجة الخسارة غير المتوقعة من المنتخب الالماني بهدفين نظيفين،في المباراة التي جرت على ملعب ايبولي (Epoli) ضمن منافسات المجموعة الاولى، وشهدت المباراة اضاعة عدد من الفرص الضائعة، التي لو ترجمت الى اهداف لكان هناك حديث اخر، ولكن تسرع اللاعبين وقلة الخبرة ، لعبتا دوراً كبيراً في حسم النتيجة لمنتخب المانيا، وبهذه النتيجة فان منتخبنا الوطني سيكون خارج منافسات الدور الثاني، حيث تصدرت المانيا المجموعة برصيد 6 نقاط من فوزين وخسارة، واحتل المنتخب البلجيكي المركز الثاني بفارق الاهداف عن المنتخب الايطالي، بعد ان حقق مفاجاة من العيار الثقيل، حين هزم منتخب ايطاليا صاحب الارض والجمهور بنتيجة 4-2 ،ليرافق المنتخب الالماني الى الدور الثاني.
تشكيلة منتخبنا الوطني
لم تختلف تشكيلة منتخبنا عن المباريات السابقة ، سوى الشيء القليل، بسبب تقليص عدد لاعبي الوفد العراقي للظروف الخاصة، حيث مثلنا في حراسة المرمى باسم جبار، وفي خط الدفاع كل من علي فوزي وعلاء سلام وجهاد حسين واثير عقيل، ولخط الوسط حسن مرعي وسجاد كاظم وعلي كريم (احمد حاتم)ومرتضى محمد (محمد شهاب)، وفي خط الهجوم كرار عبد علي (حيدر فائز) واحمد بدر.
ملخص الشوط الاول
شهدت الدقائق العشرة من الشوط سيطرة عراقية على مجريات المباراة، وكاد منتخبنا ان يتقدم من خلال ركنية الى ان الكرة جانبت القائم، تبعها جهاد حسين بتسديدة قوية ارتطمت بالمدافع الالماني والعارضة (د10)، قابلها المنتخب الالماني بهجمات عكسية خطرة على الجناح الايسر الذي يتميز بالسرعة والاختراق من الجانب، مما شكل خطورة مستمرة على مرمانا،وسنحت للاعب احمد بدر فرصة ذهبية للتسجيل، عندما لعب علي فوزي ضربة حرة ساقطة خلف المدافعين وعلى بعد امتار قليلة من الهدف، الى ان كرة احمد بدر كانت ضعيفة امسكها الحارس الالماني(د20)،قابلها المنتخب الالماني بهجمات خطرة لم تسفر عن شيء، نظراً لصلابة الدفاع العراقي، وفي الدقيقة 30 حصل المهاجم الالماني على كرة انفرد بها، ولكن الحارس انقذها، واستمر اللعب هجمة بهجمة، وفي الدقائق الاخيرة من الشوط سيطرة عراقية على المباراة، لكن دون تحقيق شيء، لتنتهي احداث الشوط بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني
حفلت دقائق الشوط بالندية والاثارة نظراً لاهمية المباراة، وسيطر منتخبنا على الدقائق الخمسة الاولى من الشوط، بعدها استفاق المنتخب الالماني واخطر مرمانا بكرات عديدة، حيث لعبت الخبرة دوراً كبيراً في التحكم بايقاع المباراة،وفي الدقيقة 52 من المباراة سجل المنتخب الالماني الهدف الاول، من ضربة حرة سددها المهاجم قوية الى المرمى ، تمكن الحارس المتالق باسم جبار من ابعادها، تابعها اللاعب الالماني وبحركة دورانية وضعها في الزاوية البعيدة، تبعها المنتخب الالماني بكرة خطرة جانبت القائم، ومن هجمة مرتدة حصل منتخبنا على ضربة حرة مباشرة سددها علي فوزي بقوة، ولكن الحارس تمكن من امساكها، اردفها علي كريم بضربة قوية جانبت القائم، وفي الدقيقة 70 اهدر المهاجم احمد بدر( وكما عودنا) فرصة ذهبية لاتعوض، بعد ان حصل على كرة ساقطة من الحارس وعلى بعد امتار قليلة، ولكنه سدد كرته من فوق المرمى الخالي من الحارس والمدافعين،واستمر اللعب سجالاً هجمة بهجمة دون تغيير، وزج المدرب هاشم رويض بالبدلاء احمد حاتم ومحمد شهاب، في محاولة لتنشيط خط الوسط ، وفي الدقيقة 81 سجل المنتخب الالماني هدفه الثاني، من كرة اخطا المدافع علاء سلام في ابعادها،سيطر عليها المهاجم الالماني وانفرد بالحارس ووضعها بهدوء داخل المرمى العراقي، بعدها حاول لاعبينا الاندفاع الى الامام واللعب في منطقة الخصم ، لتقليص الفارق، ولكن شيء من هذا القبيل لم يحدث، بسبب التمركز الصحيح للاعبي المنتخب الالماني، وشهدت القائق الاخيرة سيطرة عراقية تامة، لكن النهاية كانت بدون عنوان ، بسبب التسرع وعدم التركيز، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب الالماني بهدفين نظيفين.
الاخطاء حسمت المباراة
حيث تحدث مدرب المنتخب العراقي هاشم رويض قائلاً: قدم منتخبنا مباراة كبيرة واحرج الالمان في اغلب الاوقات، لكن الاخطاء كانت السبب الرئيسي في خسارة الفريق، مضيفاً بان المنتخب الالماني من اقوى المنتخبات المشاركة في البطولة، وهم ابطال العالم، وسينافسون على اللقب بضراوة ،لذلك فانا لا استغرب الخسارة من منتخب يعرف كيف يسير المباراة لصالحه، فتواجد لاعبي الخبرة في المنتخب الالماني ، كان لهم الثقل الاكبر في حسم النتيجة، مؤكداً باننا لعبنا بفريق شبابي لاتتجاوز اعمار اغلبهم العشرين عاماً، وهذا يتطلب منا عمل كبير من اجل اعدادهم لهكذا بطولات، واراهن بانهم سيكونون مستقبل اللعبة في العراق.
الخبرة قالت كلمتها
من جانبه تحدث المدرب المساعد حسين الشافي وقال: اجد ان عامل الخبرة لعب دوراً كبيراً في حسم نتيجة المباراة، بالاضافة الى بعض الاخطاء التي ارتكبها اللاعبين بدون قصد، واضاف الشافي المنتخب الالماني من المنتخبات القوية، والتي تنافس بقوة على اللقب، وتمكنا بلاعبينا الشباب من احراجهم في اغلب الاوقات، وكنا قريبين من التسجيل لولا اضاعة الفرص التي سنحت للاعبينا، لذلك فلا يسعني الا ان اشكر هذه الوجوه الشبابية التي تمكنت من اثبات جدارتها والوقوف امام منتخبات لها باع طويل في المسابقات العالمية، ومتسلحين بعامل الخبرة والعلم الحديث في اعداد منتخباتهم، ولكننا بامكاناتنا البسيطة سجلنا حضوراً ناجحاً.
الفوارق التكتيكية
وتحدث جمال جمودي مدرب حراس المرمى عن خسارة منتخبنا الوطني وقال: اجد ان الفوارق التكتيكية بين منتخبنا والمنتخبات الاخرى بسيطة جداً ، فمن خلال متابعتي لمباريات البطولة استطيع القول بان المنتخب العراقي كان متميزاً بشهادة الجميع، واضاف حمودي وجدنا الاهتمام الكبير من قبل اللجنة المنظمة وحرصها على التواجد مع المنتخب العراقي، وخاصةً بعد ان حققنا تعادلين مع المنتخب البلجيكي في المباراة الاولى، وكنا قريبين جداً من تحقيق الفوز، وظهورنا الثاني مع المنتخب الايطالي بحضور ومساندة جماهيره، والتي من خلالها اصبحت المنتخبات الاخرى تنظر الى الفريق العراقي بانه فريقاً كبيراً، مؤكداً بانه وبمعية الملاك التدريبي ،ورغم الخروج من الدور الاول، الا اننا فخورين بتواجدنا مع منتخبات العالم، وتقديم هذا المستوى المتميز، وخاصةً في حراسة المرمى.حيث اثبت الحارس باسم جبار انه من افضل حراس البطولة.
النتائج الاخرى للبطولة
اسفرت نتائج المباريات الاخرى للبطولة عن فوز المنتخب الروسي على المنتخب الامريكي بنتيجة 2-0 ، وحقق المنتخب الانكليزي فوزاً كبيراً على المنتخب الايراني 3-1 ،وحققت بلجيكا مفاجاة كبيرة حين اقصت المنتخب الايطالي من البطولة ، بعد الفوز العريض بنتيجة 4-2 ،وهي التي خسرت من المانيا 4-1 في مباراة الدور السابق، وتمكن المنتخب الياباني من تحقيق اول فوز في البطولة، حين تغلب على المنتخب اليوناني بهدفين نظيفين،وتعادل المنتخبان المصري والاوكراني 1-1 .
مباريات التصنيف
حددت اللجنة المنظمة للبطولة المواعيد الخاصة بمباريات التصنيف الدولي للمنتخبات المشاركة في البطولة، اذ ستلعب المنتخبات التي احتلت المركز الثالث في مجموعاتها وعددها 4 منتخبات، فيما بينها بطريقة التسقيط ، لاحتلال المراكز من التاسع وحتى المركز الثاني عشر، فيما ستلعب المنتخبات التي احتلت المركز الرابع في المجاميع الاربعة، وبنفس الطريقة لتحديد مراكزها من المركز الثالث عشر الى المركز السادس عشر. لذلك فان منتخبنا الوطني سيواجه اليوم الاثنين المنتخب اليوناني في مباراة مهمة،رابع المجموعة الاولى مع رابع المجموعة الثانية، وتنتظرنا بعد يوم غد الاربعاء المباراة الثانية.ِ


No comment