بقلم د. يوسف لازم

قبل عدة ايام كنت قرأت تصريحا للاخ رئيس الاتحاد العراقي بكرة القدم عبد الخالق مسعود..اعلن فيه بانه سيطلق في الموسمين القادمين دوري كرة القدم للمحترفين..حقيقة ان هذا التصريح استوقفني كثيرا.. وانا اتسال هل اننا في العراق لا نعرف قوانين اتحاد كرة القدم (الفيفا) ام اننا نعرفها ونتجاهلها عمدا، وهل ان كلامنا احيانا يكون لغرض الاستهلاك المحلي..ام اننا نجافي الحقيقة دون اهتمام..هل ان انديتنا مستعدة للاحتراف؟ هل ان لاعبينا مهيأين للاحتراف؟ هل ان هيأتنا الادارية تملك القدر اليسير وحتى البسيط عن معنى الاحتراف؟ هل يعلم رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم من اجل ان ينظم النادي الى الاندية المحترفة لابد أن تنال الحد الأدني لنيل الرخصة والإيفاء بالمتطلبات 49 شرطًا.. ومعيارًا، حيث تنقسم معايير الحد الأدني إلى خمسة محاور هي:
1- متطلبات رياضية.
2- متطلبات بنية تحتية.
3- متطلبات عمالة وادارة.
4- متطلبات قانونية.
5- متطلبات مالية.
وأن تكون للنادي روئية واضحة لتنمية مواهب الشباب.
حقيقة ان اتحاد كرة القدم الدولي (الفيفا) قد وضع شروط صعبة جدا للانظام الى رابطة الاندية المحترفة..لا يمكن لانديتنا بوضعها الحالي ان تنظم لهذه الرابطة، لا الان ولا بعد سنين طويلة..وذلك لعدم تهيء البنية التحتية والمالية والادارية والقانونية..فالشروط التي وضعها اتحاد كرة القدم (الفيفا) تتمثل بما ياتي:
1- مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)بخطاب رسمي مذكراً بضرورة تطبيق دوري المحترفين .
2- ضرورة البدء في تنفيذ القرار بتحويل الأندية لمؤسسات و شركات.
3- طبيق المادة 18 من لائحة النظام الأساسي للإتحاد الدولي يسمح للأندية المحترفة بممارسة كرة القدم كمهنة تقتضي بعدم وجود أكثر من نادي تابع لهيئة واحدة أو مؤسسة.
4- ـــ دوري المحترفين و الذي يتكون من الأندية التي ستنال الرخصة الصادرة من الفيفا بمطابقتها للشروط و إيفاءها لها،وتكون تابعة لما يسمي برابطة الأندية المحترفة، و الرابطة كيان جديد لها ممثلها في الإتحاد الإفريقي يمثلها وينوب عنها في قضاياها (عضو).
5- ــــ رابطة الأندية المحترفة كيان قانوني قائم بذاتة و تابع لإتحاد الدولة ودون تدخل مباشر منه لتنسيق التعاون بالتنظيم فقط،ولها (دوري المحترفين) بنية إدارية في تنظيم شؤون المنافسة و إدارة التسويق و الإعلام و الإستثمار وتتكون كذلك من ممثلي الأندية و لها مراقب حسابات لتلك الأندية المحترفة و يتم إعلان ميزانية الدوري و الخسائر و الأرباح مع نهاية كل موسم.

6- النظام المالي: أهم ميزة في هذا النظام المالي الذي تشترطه لائحة الفيفا هي أنه سينهي الى الأبد مسألة تراكم الديون على النادي سواء تلك المستحقة للمؤسسات أو الأفراد من خارج النادي أو اللاعبين أو الاداريين العاملين في النادي ..الخ. لأنه عند مراجعة الحسابات في آخر العام المالي لا تقبل أي متأخرات على النادي وعدم تسديدها قبل الدخول في السنة المالية الجديدة قد يعرض النادي لعقوبات ما لم يوافق صاحب الدين كتابة على تأجيلها..

7- تقديم مستند الالتزام بلوائح الفيفا والمحاكم الرياضية وعدم اللجوء إلى المحاكم المدنية وتوفير نسخة من النظام الأساسي وإعلان قانوني عن ملكية،
8- في متطلبات العمالة والادارة.. أن يستخدم النادي عمالة مؤهلة للعمل بأقسامه المختلفة (سكرتارية + مدير عام + مدير مالي + ضابط أمن + طبيب وأخصائي علاج طبيعي + مدير فني للفريق الأول يكون مسجل لدى اتحاد الكرة + مدير لبرنامج تطوير الشباب + مدرب لكل فريق سني) وفق عقود عمل واضحة البنود..
9- ــــ أن يتوفر للنادي استاد رئيسي (لا يُشترط أن يمتلك النادي الاستاد ويكفي فقط أن يتعاقد مع مالك استاد لكي يكون الاستاد متاح للفريق في المباريات) ويجب أن تتوفر في الاستاد كافة المرافق الضرورية من مرافق صحية وان تكون الاضاءة مطابقة للحد الادنى لشروط ومعايير الفيفا القانونية لذلك وتشتمل على عدة مداخل والمسافات القانونية بين كل مقصورة واخرى وكل مجموعة مقاعد واخرى واجراءات الامن والسلامه في حال حدوث الشغب اضافة الى أن يتوفر للفريق الأول والفريقين السنيين ملعب للتدريبات (لا يُشترط ان يكون استاد.. أي ملعب فرعي صالح لاجراء التدريبات ولا يشترط ان يمتلك النادي ذلك الملعب وانما يكفي فقط ان يتعاقد النادي مع مالك ذلك الملعب لتخصيصه في أوقات محددة).
10-اشترط اتحاد كرة القدم (الفيفا ) وجود مستشفى قريبة من الملعب لا تبتعد مسافتها لمدة 30 دقيقة، من أجل سرعة إسعاف اللاعبيين في حالة وجود إصابات خطيرة.

كيف نطالب بالانظمام الى اندية العالم المحترفة نحن لحد الان لا نملك دوري بكرة القدم مستقرا ومنظما..فلا زال الدوري يمشي اعرجا..تتلاطمه التاجيلات والتاخيرات..والمقترحات التي لا اساس لها ..والقرارات المستعجلة ..والمدرب لا يعرف متى يبدأ التدريب لتهئية لاعبين للموسم المقبل..ام ان الدوري قد تأجل الى اشعار اخر..
اني اتسأل؟ كيف يمكن ان نفكر بالانظمام الى رابطة الاندية المحترفة ونحن لا نملك لحد الان ملعب نظامي واحد يستوفي المتطلبات والمعايير الدولية؟..وكيف نفكر بالانظمام الى رابطة الاندية المحترفة واغلب انديتنا الجماهيرية يوميا تعلن افلاسها وتستجدي اموال المدربين واللاعبين من المؤسسات؟..وكيف..وكيف..اني اتسأل فقط؟
إننا اليوم أمام واقع لابد من الدخول فيه ولكن بحسابات دقيقة تعيش الواقع وتقدم النظريات العملية المدروسة المشفوعة بالعلم المتقدم خارج حسابات الحكومات وبعيدا عن تأثيراتها وقراراتها السياسية حتى تحفظ كرة القدم من تلك الأنظمة التي تريد أن تسير الواقع الكروي بحسب هواها وما تريده هي.
ان الدخول في عالم الاحتراف ليس بجرة قلم ولا بقرار من أهل السياسة في تلك البلدان، وإنما لابد أن يأتي بحسب الشروط التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم ليتم تنفيذها نقطة نقطة وبوضوح تام حتى تستطيع أن تحصل على رضا الآتحاد الدولي، وغير ذلك فليس بمقدور أية دولة إذا لم يكن لديها البنية التحتية الصالحة والقوية أن تصل إلى ما وصل إليه أشقاؤها وليس للدول الأوروبية.
ومن اجل المضي في هذا المجال لابد من ركب المحترفين بالشكل السليم والتعامل معها يحتاج إلى عقول علمية تضع دراساتها وفق المنظور وبحسب الإمكانات المتاحة لكي تنتقل من وحل الهواية إلى عز الاحتراف..والعقول العلمية إذا درست وفهمت ما يجب فهمه فهي قادرة على إيصال المعلومة إلى المهتمين والقائمين على كرة القدم لكي يكون التحول بسلاسة تامة ومن دون مشكلات ولا معوقات تذكر..فالعراق يزخر بالعقول العلمية القادرة على القيام بالدراسات والعمل على توحيد صياغة علمية سليمة تاخذ بعين الاعتبار المتطلبات والمستلزمات والامكانيات المتاحة في العراق والاندية العراقية خاصة.. وبدء عهد جديد يسمى الاحتراف ولكن بفوارق كبيرة جدا مع الدول الأوروبية. وان العمل رغم الظهور المتأخر احسن من الظهور المتسرع..ولتحقيق ذلك نطالب ان يعتمد الاتحاد العراقي لكرة القدم..لجنة تضم شخصيات علمية من كل اتحادات كرة القدم الفرعية لترشيح اساتذة اكاديمين واداريين لديهم الباع الطويل في امور الاحتراف بكرة القدم..يكونون متفرغين للعمل ولتقديم الدراسات العلمية السليمة..وتكون اللجنة بدعم كامل من الاتحاد المركزي لكرة القدم في العراق..وان لا يقبل في اللجنة الا اصحاب الكفاءات العلمية وحملة الالقاب العلمية..وان لا تفرض عليهم اسماء لا تعرف حتى معنى الاحتراف؟ من اجل وضع رؤية واضحة للاحتراف في العراق.