كتب : هشام السلمان
للأسف الكرة العراقية تظهر اليوم وهي على أعتاب أبواب مهمة من الدخول الى مشاركات عالية المستوى في اولمبياد ريودي جانيرو في البرازيل وتصفيات مؤهلة الى نهائيات مونديال روسيا , تظهر وكأنها امرأة عجوز رمى بها الدهر والزمن الاغبر في احضان المجهول وسط عتمة الليل والظلام والدامس … كرة البلاد لاتعرف من اي الابواب تخرج لتقول للعالم انا هنا موجودة فكل السهام مصوبة باتجاه نحرها ليتم رميها من اعلى الاماكن حتى تضيع وتطمر أثار الجريمة !!
اتهامات وخلافات
بات الشارع الرياضي لايشعر بالمفاجأة عند سماعه باتهامات متبادلة بين النجوم او من خف بريقه او من المنزوين بعيدا , ليس لعدم تصديق ما يقال ولكن ما دخل من تكنولوجيا وتطور في عالم الاتصالات والفضائيات والالكترونيات اشاع ثقافة التسقيط لدرجة انها احرقت الاخضر باليابس بحث اصبح السارق والفاسد والمغتصب يلوذ بمفردات دخيلة على الاذن العراقية على الاقل الرياضية لتلميع صورته التي بانت عليها اثار العفن والتلوث والاتساخ من كثرة استخدامها في عمليات الاستغلال للمنصب او للتقرب من صاحب القرار اذا ما تم الالتفاف على القرار وصاحبه !! . ولعل البعض من البرامج الرياضية والفضائيات المختلفة اسهمت بشكل كبير في اشهار التوتر لايجاد الحل وبالتالي تصاعدت الازمات وتنوعت المواقف واستسهل الناس التحدي للقرارات والقوانين في ظل غياب القانون الرياضي الذي تعطل منذ ما يقارب من 15 سنة عجاف.
صراع الكراسي
ومنذ تشكيل الهيئة المؤقتة لادارة شؤون الرياضة في العراق عام 2013 وحتى اليوم ضاعت الرياضة واصبح من يريد التعامل معها ان ينظر الى قدميه ليجدها خاوية تحت ( الرجلين ) ليس لانها عاجزة بل هناك من يهمه ان تكون الرياضة مكسورة الظهر وغير قادرة للوقوف على قدميها من جديد والسبب , لم تعد تلك الروح المحبة للرياضة والمنتخب والانجاز موجودة في النفوس بعد ان غادرها اصحاب العقليات العلمية الرصينة وصاحبة التخطيط والمقترحات والحلول وباتت اليوم تئن تحت وطأة من ينظر الى الكرسي والى جيبه في اي صفحة من قميصه ام في الجيب الخلفي للبنطلون!!
صراع من أجل البقاء
بهذه العقليات التي جلبت معها العشرات من الدخلاء في الاتحادات الرياضية او المؤسسات الرياضية الاخرى ليعيثوا فسادا وتدميرا للرياضة العراقية المبتلية بأسوأ حقبة زمنية مرت على العراق وشعبه ، الصراع من اجل البقاء اسلوب لايعترف بتعليمات او قوانين ولا حتى بقانون دوكان او قانون 16 او 18 ولا حتى تعديلاته ويعتبرها بدع رياضية تحت غطاء مشرعن , لذلك نرى كل مسؤول يسحب النار الى خبزته دون الاكتراث الى ما سيحصل من كوارث حتى وان حرم البلد من الرياضة وسحبت منه رخصة المشاركات على صعيد كرة القدم بل هناك من يتمنى خسارة المنتخب ليتشفى بالاخرين !!
الكرة مستقلة
الحل الوحيد للحفاظ على الكرة العراقية هو الاعتراف الرسمي من داخل مؤوسسات الدولة الرياضية بان اتحاد الكرة العراقي كيان مستقل بذاته وارتباطه بالاتحاد الدولي لكرة القدم وعلى الدولة دعمه وتمويله لاجل رفع العلم العراقي عاليا في المحافل التي تتواجد فيها الكرة العراقية , عندما تقر المؤوسسات الرياضة باستقلالية اتحاد الكرة تكون كل الشكاوى والاعتراضات لدى الاتحاد الدولي الفيفا لا لدى اشخاص يفسرون القوانين على مزاجهم الخاص , عندها سنحترم انفسنا امام الناس ونبني كرة عراقية خالية من الادران لا تفاجأنا بها المشاكل في كل مشاركة قريبة ولا يتمكن فيها من يريد ان يرفع الغطاء عن الاخرين باستغلال فضائيات او وسائل اعلامية مهما كانت صحة المعلومات او عدم صحتها لان الطريق الصحيح سيكون عبر الفيفا حصرا وبالتالي نقضي على توتر يكاد يكون مستمرا لربما كان لتصفية خلافات شخصية او الايقاع بالاخرين , حتى بات الموضوع يرهق الاخرين او يقلق البعض ممن يخافون على كراسيهم من الزوال , كل هذا يحدث في الوسط الرياضي ولكن آذان المسؤول دائما فيها قطعة من القطن لتخفيف الضوضاء وبالتالي فان اعتماده على المستشار لاينفع لان اغلب المستشارين بل من كان قد عين بالواسطة او للمجاملة او لاجل ان يحصل على امتيازات فانه لايستطيع ان يرشد المسؤول الى الطريق الصحيح وانما ستكون استشاراته محط تندر واستخفاف الشارع الرياضي , لان العمل عندما يصبح بطريقة (حارة كلمن ايده اله ) او فسر الامور بما يخدمنا ستكون قدميك ذاهبة الى متاهات لاخروج فيها وحينها اقرأ على الرياضة العراقية ودكاكينها ومؤوسساتها السلام !!
No comment