حسين الذكر

إنتهى مشوار الاولمبي العراقي بكل ما فيه وله، وعلينا ان نشكر الجهاز الاداري الفني واللاعبين على ما قدموه وما اجتهدوا فيه من نتائج واداء، مع انه لم يحقق الطموح والهدف المطلوب، إلا انه استطاع ان يقدم عرضا يمكن ان تكون معه الكرة العراقية حاضرة في اكبر محفل عالمي، وهو شيء معنوي مطلوب، فضلا عن اثبات جدارة واستحقاق واعادة هيبة لكرة مفقودة نحن بحاجة ماسة الى معنوياتها في ظل حرب نفسية ضروس مستعرة، وستستعر أثناء تصفيات كأس العالم التي ينظر اليها العالم من جوانب متعددة لا تقل بأي صورها اهمية عن الاولمبياد إن لم تتفوق عليه.
بهذه النقطة تحديدا سيكون العطاء الاولمبي ذا منفعة كبرى للمنتخب الوطني في ظل اعداد ومنافسات وجاهزية مطلوبة، بل مثالية لعدد كبير من اللاعبين الذين استدعاهم الكابتن شنيشل مؤخرا ليكونوا اضافة بالنسبة لبقية خيارته مع المغتربين يمكن ان يشكلوا منتخبا وطنيا عراقيا يعتد به، وقادرا على المنافسة وتقديم الافضل، كما انه يمكن ان يعيد ثقة الجماهير بلاعبينا، إذا ما استطاعوا فعلا تجاوز او تخطي الكنغر الاسترالي وتعطيله عن تحقيق أي من اهدافه، بعد ذلك ستكون موقعة ماليزيا امام المنتخب السعودي قريبة وبأيام معدودة، ويمكن ان نشكل منها نقطة وتطورا ايجابيا لتشكيل محطتنا التنافسية القادمة في التصفيات قبل مواجهة اليابان.
اليوم تشير الاخبار الى ان الكابتن راضي شنيشل قد استدعى عددا كبيرا من لاعبي الاولمبي، اضافة الى المغتربين ليدعموا تشكيلته التي تدربت معه خلال ايام خلت، ومن خلال مباراتي كوريا الشمالية القادمتين مع معسكر بيرث قبل مواجهة الكنغر، يمكن ان يرسم ملامح الخطة والتشكيلة والفكر الشنيشلي، فضلا عن الاطمئنان والثقة المطلوب الذي زرعه بين لاعبي الفريق وانسجامهم واقتناع الجماهير والاعلام بهم قبل خوض النزالات، إذ ان المواجهة صعبة جدا لكنها ليست عصية، ودرس البرازيل ليس بعيدا، ولم يعد معه مستحيل، شريطة ان نعد العدة بشكل جيد، وان نضع النقاط على الحروف وندرس منافسنا وفريقنا بصورة احترافية ليست غائبة عن ذهن شنيشل وبقية مساعديه، مع اننا ما زلنا نطالب بضرورة إلحاق مستشار فني مساعد للكابتن شنيشل للحضور الى جنبه وقت الأزمة.
نأمل ان يصل جميع اللاعبين الى معسكر ماليزيا قبل مواجهتي كرويا الشمالية الاعدادية، وان يكون الجميع خلف المنتخب ومدربه، وان نعد العدة لتشجيع المنتخب والوقوف الى جنبه، فإنه منتخب العراق والكل لهم حق فيه، فهو ليس منتخب الاتحاد ولا شنيشل، ولا يمكن ان يحصر بجزئية معينة، ما ينبغي ان نتناسى جميع هفوات الماضي القريب والبعيد، ونعدها دروسا للوقوف بوجه الكنغر وكسر ارادته.