بقلم طه كمر

تساؤل أضعه أمام أنظار كل من يدعي المسؤولية في دولة العراق من رئيس الجمهورية الى أدنى موظف فيها ، لما اقترفه كل القائمين على الرياضة العراقية من ذنب وجرم وجناية بحق 35 مليون نسمة ، عندما صادر حقوقهم لنزهة بعض رجالات الرياضة ممن ادعوا التصدي للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في اولمبياد ري ودي جانيرو ، واصطافوا في شواطئ ريو حيث الحسناوات تتمايلن أمامهم في مشهد قد لا يتكرر ثانية ، والحياة فرص لكن لا يمكن أن تكون على حساب دموع العراقيين وأشجانهم التي فرضتها عليهم ارهاصات السياسة المتخبطة.

في كل مرة نرى كيف يتسابق كل من هب ودب في رياضتنا ويزايد على اسم العراق في محاولة لكسب ود الجميع ، لكنها للأسف لا تنطلي الا على الساذجين ممن لا يفقهوا شيء في الرياضة أو مجالات الحياة الأخرى ، فلو أحصينا ما صرف بتبذير على من مثل العراق في الدورة الاولمبية الاخيرة نجده يكفي لتشييد سقوف لمن يبات في العراء ممن نزح من دياره وشرّد بليلة ظلماء من قبل الارهاب الذي يضرب أطناب الدولة في كل مكان ليجد نفسه متحسرا على لقمة عيش هانئة حاله كحال بقية الناس الذين يعيشون بأمان ، لكن بكل أسف نقولها ستسلم الجرّة كما سلمت من قبل ، وستمر الفعلة مرور الكرام ، ويعود من عاد من البرازيل مطئطئ رأسه لشعوره بالذل ، الى سابق عهده ليعد العدة لمشاركة جديدة لمنتخباتنا ولاعبينا الذين كانوا ارقاما مشاركة فقط هم ومدربيهم وادارييهم الذين اكتفوا بالتبضع والتقاط الصور التذكارية كونها فرصة قد لا تتكرر ، والانجاز الوحيد الذي تحقق هو للاعب التجذيف العراقي الذي أحرز المركز 21 من مجموع 32 مشارك.

لو علم هؤلاء بما سيترتب عليهم من عقوبات وحساب عسير في حال عدم تحقيقهم نتائج ايجابية لما شاركوا وما ذهبوا الى البطولة ، لكنهم يعون جيدا سلامة موقفهم من فعلتهم تلك ، لذلك صرحوا قبيل بدء المنافسات بانهم سيجلبون الذهب وسيأتون بالغنائم التي تقاسمتها دول العالم من دون العراق ، الذي خرج بخفي حنين يجر رجاله أذيال الخيبة التي اعتدنا عليها ، سواء في كرة القدم أو الملاكمة او التجذيف أو الجودو. ففي كرة القدم كان العراق قاب قوسين أو أدنى من كتابة تأريخ جديد على الاقل يعيد الى الاذهان ما حققه منتخبنا في أثينا عام 2004 ، لكن للأسف أتت الرياح بما لا تشتهي سفن اسود الرافدين ، ليعودوا لنا بثلاث نقاط بائسة وهدف يتيم جاء بشق الأنفس على فريق لو واجه نادي السماوة لخرج وشباكه مثخنة بأهداف عديدة ، لكننا لازلنا نهاب الأسماء التي لم تظهر بما معروف عنها ، فالدنمارك كان فريقا عاديا جدا وكان بالامكان الفوز عليه وجنوب أفريقيا أظهر ضعفه الذي تحدثت عنه امكانيات لاعبيه المتواضعة ، فكل ما ينقصنا القيادة الحقيقية والعقلية التدريبية الفذة التي من شأنها الوصول الى مبتغانا الذي أضعناه بفعل فاعل.

سنعود ونحسب الزمن ثانية وثالثة ورابعة من دون اي حلول ناجعة من شأنها اعادة روح الانتصار لكرتنا التي لازالت تتدحرج في ذلك النفق المظلم على امل الوصول لبصيص الضوء الذي يلوح في نهاية النفق ، وهذا الضوء لا يمكن الوصول اليه طالما تسيطر العلاقات والمحسوبيات في المنظومة الكروية التي تقود كرتنا ولا نعرف الى أين هذه المرة ، خصوصا ان منتخبنا الوطني تراجع 14 مركزا في التصنيف الأخير للفيفا ، الذي يجب ان تكون لدى القائمين عليه وقفة جادة وقول كلمة الحق حتى وان كانت على حساب مصالحهم الشخصية.

Editorial1مؤلف

Avatar for Editorial1

الدكتور عبد الجبار البصري رئيس تحرير صحيفة الرياضة العراقية

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *