بقلم د. يوسف لازم

في البداية لابد ان نتعرف على معنى تسرب ،يقصد بالتسرب: انقطاع الطالب عن المدرسة وعدم العودة إليها مرة ثانية، وحسب التعريف الدولي الذي أقرته منظمة اليونسكو فإن التسرب هو: ” انقطاع الطالب عن الدراسة في مرحلة تعليمية معينة قبل نهايته.
وهنا يجب ان نوجه الانظار الى الإحصائيات الصادرة من وزارة التخطيط(لسنة 2015) ان حوالي مليون طفل عراقي دون السن (15) سنة متسربين من المدارس… ارجو التركيز على الرقم (مليون طفل عراقي متسربين من المدارس) من المسؤول؟

واين المشكلة ؟ وماهي الحلول ؟المشكلة في اهمية خطورة التسرب كونها تؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه. وتسبب مشكلة التسرب ضياعاً وخسارة للتلاميذ أنفسهم لأن هذه المشكلة تترك آثارها السلبية في نفسية التلميذ وتعطل مشاركته المنتجة في المجتمع.  ويجب ان نؤكد هنا الى ان الجهد الحكومي لوحده عاجزاً عن إيجاد معالجات حقيقية وواقعية لمشكلة هؤلاء الطلبة ما يقتضي ان تتعاضد جهات عديدة ونصب جهودها في بوتقة العمل المشترك للخروج من نفق الأزمة.
ولجعل المدرسة محببة في نفوس الطلاب أمراً غاية في الأهمية نظراً لما يمثله من دور مهم في التقليل من تسرب الطلاب من المدارس، العمل على استخدام الوسائل التعليمية ما أمكن , وعدم الاستغناء عن دروس الرياضة والرسم والابتعاد عن اسلوب العقاب الجسدي‏ وتفعيل دور المرشد التربوي في المدرسة‏ , و تفعيل دور مجالس الأولياء والعمل على ان هذه الإحصائيات المخيفة الصادرة من وزارة التخطيط حول تسرب الاطفال العراقين دون السن (15) سنة من المدارس وهذا يمثل (كارثة) تربوية واجتماعية واقتصادية سوف تلقي بظلالها القاتمة على مستقبل هذا البلد..

فيجب ان تتظافر كل الجهود من اجل القاء على هذه الظاهرة المدمرة وذلك من خلال قيام مؤسسات الدولة ..وخاصة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية باعتبارهما المسؤولين عن الشباب اولا..وثانيا لكونهما يستقطبان العديد من الطلبة والشباب في اجراء البطولات والمسابقات والعروض الرياضية والمدارس والاكاديميات الرياضية لمختلف الالعاب..وذلك من خلال ايجاد الافكار الخلاقة والمبدعة للحد من ظاهرة تسرب الطلبة والتلاميذ ..هنا انقل اليكم فكرة خلاقة ابتكرها المنتخب الروماني لكرة القدم لتشجيع أطفال بلادهم على حب الدراسة، إذ قام اللاعبون باستبدال أرقام قمصانهم المخصصة للتدريب بمعادلات حسابية. وقال رئيس الاتحاد الروماني لكرة القدم إن “كرة القدم والرياضيات غير متناقضتين، نريد أطفالا أصحاء وأذكياء. الرياضة والتعليم ليسا ترفا بل عاملين أساسيين لبناء جيل واعد”. وتابع أنه “من خلال هذا المشروع يستطيع الأطفال تعلم أساسيات كرة القدم، وتمنح لهم الفرصة لأول مرة في البلاد لاكتشاف الرياضيات من خلال مبادرة جديدة لافتة”.يعني مثلا القميص الذي يحمل رقم (9) يحول الى (8+1) ..والقميص الذي يحمل (6) يحول الى (3×2)..وهكذا..فكرة خلاقة مبدعة تنم عن كرة القدم ليس للعب فقط بل من اجل وفي خدمة التعليم..اليس هذا هو الشعور الحقيقي بمستقبل البلد وابناء البلد..يذكر أن المهاجم التشيلي المعتزل إيفان زامورانو كان من أوائل من استبدلوا رقم قميصهم بمعادلة حسابية في تسعينيات القرن الماضي، إذ كان يرتدي الرقم (9) في نادي إنتر ميلان، ولكن بعد انتقال الأسطورة البرازيلية رونالدو إلى “النيراتزوري” تنازل النجم التشيلي عن قميصه له واستبدله بـ(8+1) بسبب عشقه للرقم (9).

اليس من المفروض ان يبادر اتحاد كرة القدم العراقي (باعتبارها اللعبة الشعبية الاولى في العراق)الى العمل بمثل تلك الافكار الخلاقة من اجل تشجيع تلاميذنا وطلابنا على التعليم وعلى الدوام وعدم التسرب من المدارس التي اصبحث كارثة انسانية وتربوية واجتماعية واقتصادية تنخر في المجتمع العراقي .. .. والذي يشكل خسارة اقتصادية وعرقلة لتطور البلاد، خاصة أن العراق يوفر التعليم المجاني من الابتدائية إلى الجامعة.. اليس من المفروض ان تبادر الاتحادات والاندية الرياضية انطلاقا من مسؤوليتها في احتضان الشباب والطلبة وحثهم ومتابعتهم على الذهاب الى المدارس ومحاولة تشجيعهم والقيام ببعض الانشطة الرياضيية والفنية التي تتناسب وميولهم واتجاهاتهم في المدارس . انها فكرة خلاقة تمثل العمل من اجل الحفاظ على ابناءنا من التسرب.

Editorial1مؤلف

Avatar for Editorial1

الدكتور عبد الجبار البصري رئيس تحرير صحيفة الرياضة العراقية

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *