مسقط- د.عبد الجبار البصري / اكاديمي وصحفي رياضي
المشاركة العراقية في منافسات كأس القارات كانت لها ايجابيات وسلبيات، ولابد ان نشيد بما قدمه المدرب الصربي بورا الذي تعامل بواقعية في ظل الظروف والمعطيات والوقت ومستوى اللاعبين.. فخلال فترة بسيطة قدم لنا بورا منتخبا امتاز بدفاع قوي وسد الثغرات الدفاعية ورأينا تناغماً جميلاً بين اللاعبين ولكن كان ضعف اللياقة لدى البعض وقلة الخبرة لدى البعض الآخر أثراً سلبيا على الاداء.

بالمقابل تألق الحارس كاصد وظهر بمستوى فني عال وحقاً كان سداً عصياً وذاد ببسالة عن مرماه ويستحق ان يلقب بحامي عرين الاسود ، كما لا ننسى المستوى الجميل الذي قدمه علاء عبد الزهرة ومشاغلته الخصوم وتحركاته بالكرة او من دونها واستبساله لقطع الكرات.. وبنفس الوقت كان الغائب الاكبر هو القوة الهجومية حيث لم يسجل مهاجمونا اي هدف ولم نشهد تحركات تعطي الانطباع بالراحة والرضا عن مستواهم فيونس غاب ولم يظهر الا عند تعالي صيحاته وعماد بدا منهكا وغاب فنه. لذلك يجب ان تكون هنالك وقفة جدية لتجديد عناصر المنتخب بدماء جديدة ..يجب ان نعطي الفرصة للاسماء الكثيرة التي عرضت نفسها وسيرها الذاتية امام مسؤولي المنتخبات، هؤلاء اللاعبون الذين تدربوا في بلدان غربية وانتقلوا بين الفئات العمرية تحت اشراف علمي ومنهجي والان يلعبون بدوريات قوية ، لن نخسر شيئا لواعطينا فرصة حقيقة لهم للاختبار واختيار الافضل بينهم ولكن بشرط توافر النية الصادقة لإعطائهم الفرصة الكاملة وليس فرصة منقوصة لذر الرماد في العيون.
تعالت الصيحات لتجديد عقد المدرب بورا او إستقدام مدرب اجنبي جديد وفق تصورات وتوافقات جديدة.. طبعا مهم جداً ايجاد مدرب اجنبي للمنتخب لما يمتلكه من مفردات حديثة ومفيدة لتطوير الكرة ،وهذا يتطلب توفير الأرضية الخصبة للتطور وهي مستلزمات التدريب واولها الملاعب الحديثة ، ولن يستطيع اي مدرب اجنبي تقديم شيء ما لم نوفر له جميع المستلزمات الضرورية والبنى التحية.
اذاً الاهم انه حان الوقت للاعتماد على المدرب المحلي واستغلال المبالغ التي حصل عليها المنتخب الوطني من مشاركته بكأس القارات لبناء ملعب جديد في بغداد حصراً لانها العاصمة الام والقلب الحنون الذي يغذينا بمحبة الوطن، وليكن بايدينا سلاح قوي نحاجج به (فيفا ) للعب على ارضنا من جديد. وهذا الملعب سيكون مدرسة كروية لتخريج منتخبات قوية من خلال الاعتماد على نهج بعيد المدى لتدريب المنتخبات وبأسس علمية حديثة معتمدين على العقول العراقية المهاجرة التي واكبت وعايشت التطور التدربيي الحديث.
دعوة صادقة لمسؤولي الرياضة بالعراق : تدخلوا قبل ان تضيع جائزة المنتخب ويتم صرفها على امور لا تخدم الرياضة العراقية الاهم بناء ملاعب وقاعات وتوفير البنى التحتية ، ولا ننسى ان اقرب استحقاق للمنتخب هو تصفيات كاس آسيا في قطر عام 2011 ومنتخبنا ضمن الصعود للنهائيات كونه بطل النسخة السابقة فلدينا عامان من الاعداد لنستغلهما بشكل صحيح،  فمن سار على الدرب وصل ولنضع اولى الخطوات بالاتجاه الصحيح وهو بناء الملاعب الحديثة وكفانا احلام اليقظة وامنيات وردية لان من سعى جنى ومن نام غرق في الأحلام!

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *