
الرياض – وكالات: سقط المنتخب السعودي و سقط للمرة الأولى منذ اثني عشر عام كان يمثل فيها العرب و آسيا في أكبر المحافل العالمية كأس العالم ، بدأت الرحلة في 1994 و انتهت في 2006 ليبتعد المنتخب
السعودي عن المونديال هذه المرة بظروف يصعب حصرها و لكن الأمور تؤخذ بالنهائيات دائماً و النهاية هي سقوط في درة الملاعب الذي تحول لكابوس حقيقي تفقد فيه النقاط رغم تهافت الجماهير له في كل مناسبة ؟.
المنتخب السعودي عاش اسوأ فتراته في التصفيات الآسيوية و توالت السقطات و التخبطات من بداية الاتحاد السعودي لكرة القدم مروراً بالمدربين و نهايتاً باللاعبين ، فترات سيئة أخرى كانت في التحكيم الذي كان الأبرز في هذه التصفيات من الجانب السعودي و كذلك الإصابات التي حرمت الأخضر من المهاجمين طيلة فترات التصفيات و حتى في الملحق الآسيوي بإصابة النجم نايف هزازي المهاجم الأول في السعودية في الوقت الحالي .
و الجدير بالذكر بأن الشارع الرياضي السعودي يعيش صدمة حقيقية بالخروج من التصفيات و ضياع حلم المونديال الذي بات أمراً معتاداً كل أربعة سنوات ، رغم أن الجميع لا يختلف على ضعف المنتخب فنياً و عناصرياً فهو مفتقد للهوية و منتخب بطيء و يلعب بعشوائية واضحة و استمر هذا الوضع في جميع المباريات الأخيرة للمنتخب السعودي وكان من أهم أسبابها تغيير المدربين و عدم الاستقرار و سوء الاختيارات و أخيرا ” المجاملات ” .
موجز المباراة..
تعادل منتخب البحرين مع نظيره السعودي 2-2 في مباراة مجنونة أقيمت في الرياض، وساد المباراة التنافسية الحادة من أجل التأهل لمواجهة نيوزلندا على نصف بطاقة أسيوية مؤهلة لكأس العالم. بدأ المنتخب السعودي مسيطراً منذ الدقيقة الاولى، وفرض كلمته على الملعب ونشط الشمراني والقحطاني من أجل تأهل كان يريده الأخضر…ولم ينتظر جماهير الأخضر كثيراً حتى جاء الهدف الأول من جملة فنية تكتيكية رائعة بين الشمراني ونور والقحطاني ليسجل الشمراني من كرة في العمقة أهداها نور له في الدقيقة 13. وبعد هذا الهدف، كادت السعودية أن تسجل الهدف الثاني في أكثر من مناسبة…لكن كل شيء تغير عندما استطاع جيسي جونز تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 41. وفي الشوط الثاني، لعبت البحرين مغلقة الملعب بشكل كبير، ولم تسنح للمنتخب السعودي المسيطر على الملعب فرص كثيرة مع التركيز الدفاعي البحريني الذي انهار في الدقيقة 91 من كرة عرضية ارتقى لها المنتشري ليعلن فوزاً سعودياً قريباً جداً حسب ظن الكثيرين إلا لاعبي البحرين. لم يفقد البحرينيون الأمل في أخر دقيقة في اللعب، فهاجموا كرجل واحد ليأتي هدف التعادل والذي هو هدف الفوز في الدقيقة 93 عبر اسماعيل عبداللطيف. وبهذا التعادل المجنون تأهلت البحرين لمواجهة نيوزلندا في الصراع على البطاقة الخامسة
بعض الوقفات الفنية للمباراة ….
البحرين تخلصت اليوم من العقم الهجومي الملازم لها، لكن لا بد من محاولة صنع أكثر للفرص على قدم رأس الحربة الصريح وليس الاعتماد على حرية التحرك للاعبي خط الوسط والمهاجم الثاني فقط.
* في الشوط الثاني دخل بوسيرو للعب في الشوط الثاني بمفاتيح اللعب نفسها التي لعب وتفوق فيها في الشوط الأول، وكأن الأمر نزهة أو خصمه لا يفكر…هذه نقطة أراها أمرين إما أن بوسيرو يدرب بملل أو أنه لا يحترم الخصم.
* كما توقعنا في مفاتيح الفوز والخسارة، تلقت البحرين هدفاً بسبب كرة في العمق وهي السبب التي جعلها تخسر الكثير من المباريات في التصفيات.
* ظهر لاعبو منتخب السعودية كثيرو الاعتراض، وأعتقد أن هنا مشكلة كبيرة كان على القائد في أرض الملعب أو المدرب ضبطها….لأن النتيجة معروفة وهي غياب التركيز.
* البحرين وقمة الطموح والهيبة، منتخب رفض الاستسلام ولعب على نفس الطريقة التي يعرف أنها سهلة الاتقان وهي سرعته ….لكن هنا يجب أن ننتبه أن المنتخب البحريني لم يستهلك هذه الطريقة طوال المباراة واستعملها عند الحاجة مرتين وسجلت هدفين.
* ما زالت السعودية تبحث عن الابداع في خط الوسط، عند غياب الابداع لا بد من تغيير شكل الفريق لكن هذا لم يحصل…وهنا علينا أن نشير إلى ابتعاد النمر محمد نور عن مستواه مع المنتخب..
وحلل الفنيون السعوديون الاخطاء التي وقع بها بوسيرو..
إبعاد النجم أحمد عطيف عن التشكيل الأساسي للمنتخب رغم أن اللاعب يعتبر الأفضل في الوسط السعودي في الفترة الحالية و استبداله بلاعب محور تقليدي لا يفيد في مباراة يحتاج فيها المنتخب السعودي للهجوم ولا شيء غيره وهو اللاعب عبداللطيف الغنام
* الإصرار على مشاركة القائد حسين عبدالغني فـ بعد أن استوعب متأخراً بأن اللاعب لا يمكن أن يفيد إلا في مركزه الأصلي وهو الظهير الأيسر أصر على إشراكه رغم افتقاده للكثير من لياقته و سرعته و كان لعبه بطيء و يغلب عليه لعب الكرات العرضية المكتسبه للدفاعات البحرينية
* التأخر و للمرة الثانية على التوالي في التبديلات الهجومية رغم أن الأمور اتضحت منذ نهاية الشوط الأول و هدف التعديل من جيسي جون فلم يشارك مالك معاذ إلى في الدقيقة 75 و كان أيضاً اختيار خاطئ لأن الجميع يدرك بأن مالك معاذ نجم كبير لكنه بعيد كل البعد عن مستواه و عن لياقة المباريات التي افتقدها بسبب إصابته
* اكتفى بوسيرو بمشاهدة التكتل الدفاعي للمنتخب البحريني منذ الدقيقة الأولى في الشوط الثاني و لم يكن قادراً على مساعدة اللاعبين فقام بإخراج عبداللطيف الغنام الاختيار الخاطئ و إشراك أحمد عطيف ، مركز بمركز رغم أن المنتخب السعودي كان بحاجة لتسجيل أهداف و ليس المحافظة على النتيجة التي كانت تعادل بهدف لهدف
* خيارات مميزه في دكة الاحتياط لم يستفد منها بوسيرو في أغلب مباريات التصفيات منهم ظاهرة الدوري السعودي الموسم الماضي عبدالعزيز السعران و حسن معاذ و محمد الشلهوب ، أسماء لو أعطيت الثقة لصنعت الفارق و حققت الأفضلية للمنتخب السعودي

1 Comment