بقلم /عبد الكريم ياسر:
لا يختلف إثنان على ان الساحة السياسية مليئة بالفايروسات القاتلة التي اصاب وباءها معظم من يدخل هذه الساحة.

فدائما ما نجدهم ينقلبوا على ارواحهم ونفوسهم وعقولهم رأسا على عقب فكم من الذين نعرفهم قبل دخولهم عالم السياسة وصراعاتها ، وهم على اتم صحة وعافية وعقل سليم ، ولكن سرعان ما تغيروا بدرجة 180 وباتوا مصابون بأمراض شتة تحمل فايروسات السياسة التي لا تطاق ، فيصبح احدهم ازدواجي متلون ، يقول ما لا يفعل ، يعد ولا يفي بل يخالف ، و يقدم التضحيات الجمة من اجل مصالحه الشخصية حتى وأن كانت هذه التضحيات على حساب شعب باكمله ، عكس اهل الرياضة ، هذه الساحة التي من يدخلها يوصف بصاحب العقل السليم وحامل رسالة محبة واخوة ، ولكن ما يؤسف ان هذه الساحة دخلتها فايروسات السياسة المقيتة ، فجعلت صورتها ضبابية ، بل بائسة ، ولن تبشر بخير مستقبلا ، وعلى سبيل المثال كم من الاموال الطائلة التي تصرف لقطاع الرياضة والشباب سرقت ونهبت وتبعثرت دون وجه حق ودون تخطيط سليم ، ثم الكل علم بما يحدث وحدث للبعض من اهل الرياضة خصوصا المسؤول منهم من قتل ، ومنهم من خطف ومنهم من حكم عليه بالحبس وادخل السجن فياترى كيف لحامل رسالة المحبة والسلام ان يجري عليه ماجرى وكيف لحمامة السلام ان يقص جنحها؟ ، اذا بعد ما كنا نتأمل خيرا بفعل الرياضة والرياضين من اصلاح في الساحة السياسية بتنا قلقين ولا نعلم كيف سيكون مصيرنا بما ان اختلط الحابل بالنابل مثل ما يقال بالمثل الشعبي الشائع والمقصود هو اختلاط الاوراق وبات من الصعب فرز الصالح من الطالح ، وتبين الحقيقة من الوهم ، فكثير من الاشخاص الذين ينتمون الى الساحة الرياضية اصبحوا يتكلمون اليوم بشكل يختلف عن كلامهم يوم امس ، يمدحون فلان ويذمون فلان حسب ما تقتضيه مصالحهم وسرعان ما يكشروا عن انيابهم مع اقرب الناس اليهم اذا ما وقف مع المصلحة العامة ضد مصالحهم الشخصية ، وتبدأ هنا الاتهامات الكيدية وحياكة المؤامرات والتهديد والوعيد خلف الكواليس وحدث ولا حرج بكل انواع السلبيات التي لا تمت للرياضة واهلها بصلة على الاطلاق بل بعيدة كل البعد ولا تحمد عقباها فخوفا ان يصيب الشارع العراقي الملل من ما يجري مع الرياضة وبين اهلها مثل ما اصابهم من السياسة واهلها حين شاهدوهم مرارا وهم يضحكون مع بعضهم البعض بوجوه صفراء لا توحي على المصداقية وشاهدوهم ايضا من على شاشات التلفزة وهم يختلفون مع بعضهم البعض وفي اليوم الثاني تنتشر السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة في عموم مدن العراق وبالتالي الخاسر الوحيد هو الشعب الذي قدم التضحيات الكثيرة والكبيرة حبا ووفاء لبلدهم العراق بحيث ما قدمه الفرد العراقي لم ولن يقدمه كل السياسيون بكل عناوينهم وانتماءاتهم وادعائاتهم التي لم تكن الا وعود كاذبة فقط لم يفوا بها بل بجزء منها خدمة لهذا البلد ولهذا الشعب الطيب فهل سنسمح لانفسنا ان نكون على هذه الشاكلة المقززة المقيتة المملة ؟
ان كنا نسمح فعلا لا سمح الله فلنقرأ على هذا البلد السلام ولنعتذر من ابنائنا القادمون على اساس اننا سنخلف لهم كل ما بؤس وحرمان وظلم وجهل وتناسينا ما وعدنا به الله والرسول واجدادنا وابائنا حيث قلنا سنكون مكملين لرسالتهم وسائرين في دربهم .
عموما اعتبر هذه السطور هي رسالة ابعث بها الى كل من ينتمي الى الساحة الرياضية مشجعا او متابعا او رياضيا او مسؤولا او صحفيا ليقرأها وليميز بينه وبين السياسي واهدافه واهداف السياسي الذي عرفناه اليوم فياترى ايقبل ان يحسب له الشعب مثل مايحب لسياسيوا اليوم وشكرا.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *