حاوره: حسن البيضاني / (خاص) الرياضة العراقية:
يعّد اللاعب الدولي سعد قيس من النجوم البارزين على خارطة الكرة العراقية في عقود مضت ، فقدمه اليسرى المميزة أهلته ان يتحصل الثناء والاهتمام للمدربين المشرفين على المنتخبات الوطنية.
فكان ذلك اللاعب المبدع الذي قدم أروع العروض وحاز مع المنتخبات على اوسمة وبطولات عدة , كما قاد ناديه الاثير (الشرطة) لأحراز درع الدوري للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب 18 سنة وذلك في موسم 1997-1998 عازفا معه اشجى الالحان , اعتزل مرغما واكتوى بنار الغربة رغم انه يعيش روحا في بغداد حسب قوله بعد ان حاورناه من مقر اقامته في اوسلو النرويجية ، ليدلو بدلوه بشأن واقع الكرة العراقية وناديه الشرطة ، فجاء حديثنا معه كالأتي :
*الحنين الى بغداد:
يقول عن حنينه لوطنه وللعاصمة بغداد : لا اخفي عليك مدى تألمي الكبير جراء غربتي وعشق العراق كله بدمي وقلبي ، وبغداد لها معزة خاصة ، وان شاء الله قريبا ساكون بين اهلي وناسي وساكون على عشب نادي الشرطه كمحب ومشجع وتابع: الغربة سلبتني الشعور بالسلام ، فأنا في حرب مستمرة مع حنيني الجارف للعودة إلى بغداد , وأتمنى أن يهيئ الباري عز وجل الظروف الملائمة وانتهي من وطأة هذه المشاعر ، أما العائلة والرياضة فهما طرفا معادلة اساسية في حياتي ، أعطياني الكثير ، وأخذا مني الكثير ، ورغم ذلك لا انوي الابتعاد عن عشق الكرة المستديرة ، متخذا من بحثي عن احدث اساليب اللعب الحديثة ، والدخول في معايشات ودورات تدريبية لرفع قدراتي وامكانيتي ، وزيادة خبرتي في التعامل مع الشؤون الكروية , واتمنى ان اخدم الكرة العراقية وكرة نادي الشرطة لأنه النادي صاحب الفضل الكبير على ما وصلت اليه من نجومية حصلت خلالها على محبة الناس وتشجيعهم وهتافاتهم التي مازالت صداها لا يفارق اذني ، فلهذا انا وجميع ابناء الوسط الرياضي من واجبنا ان نخدم بلدنا من أي موقع كان عدم الاستقرار على المدربين.
مشيراً: ان اكثر ما يؤثر بالمنتخبات وكذلك الكرة العراقية هو عدم الاستقرار في الكادر الفني والتدريبي ، ولو اجزمنا بان لكل مدرب فكرة واسلوبه وطريقته التي قد تحتاج لوقت طويل من اجل تعود اللاعبين عليها وكذلك استيعابها والعمل عليها ومن هذا الباب ، فاننا بذلك سوف نحتاج لوقت طويل كي نرى تأقلم اللاعبين على عدة مدارس واساليب وربما يكون عدم الاستقرار هو الواضح ، وربما لو توصلنا لصيغه او منهاج سليم ومنظم في عمل ، واسناد تدريب الفرق الوطنية على مدربين اكفاء وبعقود لا تمتد لأشهر فقط ، ومن هنا فاني استطيع القول بان سوء الادارة هو السبب في تذبذب كرتنا ومستوى فريقنا الوطني والسبب تعدد المدربين.
*مع بقاء بورا:
واضاف: لو كنت تبحث عن الانجازات والبطولات فعليك ان تستعين بمدرب عالمي معروف ، وليس هناك مانعا من زج مدربين وطنيين كمساعدين مع هذا المدرب الكبير من اجل كسب الفائده للطرفين ، وبذلك نضمن اننا عملنا على كسب الاجنبي والمحلي معا ، خصوصا وان المحلي سيكون حلقة وصل بين نفسيات اللاعبين واحتياجاتهم ، وشخصيا اجد من المفيد استمرار المدرب الصربي بورا مع المنتخب الوطني لما يملكه من مؤهلات وخبرة واسعة وكبيرة ، وكذلك وضوح أسلوبه الجيد وبفترة قصيرة جدا ، ولو توفر الوقت الكافي لهذا المدرب فاننا سنكسب فريقا قويا وقادرا على مواجهه اقوى المنتخبات .
*التغيير من اجل التغيير:
وعن رؤيته لخارطة انتخابات اتحاد كرة القدم اشار قيس: الى صعوبة رؤية ملامح هذه الخارطة كونها غير واضحة المعالم , وبرأيي اجد من الضروري ايجاد مبدأ التوافق بين الجميع والعمل من اجل الكرة العراقيه وبقلوب متسامحة ومتصافية وبقلوب بيضاء من اجل العمل يد واحده لخدمة سمعة الكرة العراقية ، وان توفرت النيات الصادقه والسليمه ، فاننا سنصل الى بر الامان بالتأكيد.
مؤكداً انه ضد ولوج اناس لا تفهم ولا تفقه بكرة القدم بشيء ، ولكن شغلها الشاغل هو تغيير الاسماء فقط ، ولكني اؤيد ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ، وهذا يعني بإننا نحتاج للكفاءة قبل ان نفكر فقط بالتغيير على انه الحل ، ولو اعدنا ذاكرتنا للخلف ، فإننا سنجد عقليات ونوابغ وعلماء في كرة القدم ولكنهم مهمشين ومبعدين ، وربما احتاج لصفحات لذكر اسمائهم ، وعلى الاقل هم خدموا وعملوا في هذا المجال لسنوات طويله
وزاد: الكارثه هي ان تستعين او تجلب اناس لا تفرق بين التكتيك والتكنيك ، ولكن الغاية فقط هي التغيير غير المحسوب ، لاننا اليوم لسنا امام كلمه تغيير فقط ، بقدر كوننا اليوم امام حاله مهمة جدا ، ونأمل ان يكون التغيير في آليات العمل والبرامج والخطط التي يمكنها ان تحقق نقلة جديدة في واقع الكرة العراقية ، من اجل النهوض بالكرة العراقية وسمعتها ، فأتمنى ان تتظافر كل الجهود والايادي ، وتتوفر النيات الصادقه ، لنصل لحلول ناجعه تعيد هيبة كرتنا.
*خبرة وشباب:
اما تجديد شخوص الاتحاد وهل تفضل ان يتبوء ابناء جيلك الشباب مناصب لقيادة الكرة والتخلص من الاساليب الكلاسيكية العقيمة في ادارة المؤسسات أجاب: ولم لا اخي؟ ، مؤكداً انه مع تجديد شخوص الاتحاد ولكن يجب ان لا يكون من منطلق اقصاء هذا او ذاك ، بل من الممكن ان تختار الهيئة العامة توليفة ادارية مكونه من خليط بين الخبرة والشباب ، وان نستعين بمن خدم الرياضة العراقية والكرة العراقية بحب واخلاص وتفاني ، وان تكون الحالة كفريق فيه لاعبين شباب وخبرة لاننا لايمكن ان نستغني عن الخبرة ، ويجب بذات الوقت ان نمنح ألفرصه للشباب المندفع والقادر على الخدمه والعطاء ، لان كرة القدم لاتقف على لاعب واحد فقط ، وكذلك المناصب القيادية يجب ان لاتحتكر اسماء معينه فقط ، وهذا هو السبيل للنجاح , وادعوا المرشحين ان يضعوا الله بين عيونهم ، وان يفعلوا مايقولوا ، وان يعملوا بإخلاص وتفانٍ وحب للبلد قبل الكرسي والمنصب ، وان ينتشلونا وينتشلوا كرتنا من الضياع والاحتكار والتخلف ، وان يبنوا ويعمروا ويستعينوا بأهل اللعبه ويبعدوا اهل السياسية من اقحام انوفهم بما لايفهموه من خلال تكاتفهم وصحة طريقة عملهم وسد الثغرات بين ابناء الوسط الرياضي وهذا سيقطع الطريق على من يحاول ان يكون الوسط الرياضي ملاذا لتحقيق مأربه او منافعه الشخصية.
*ثورة خضراء:
الحديث مع سعد قيس لا بد ان يكون فيه نصيبا لناديه حيث ابدى سعادته بالخطوات التي اتخذتها ادارة النادي وقال :اجد هناك ثورة حقيقيه في النادي هذه الايام ، وكل الاخبار تبشر بالخير ، ونتمنى ان يكون الحال في نادي الشرطة وكما نتمناه في الاتحاد العراقي ، وهو ان يبتعد المغرضين والمنتفعين من نادي الشرطة.
وطالب: بأن يتم الاستعانة بأبناء النادي وجيله الذهبي الذي أفنى حياته من أجل هذا النادي ، وأن يستفيدوا من خبراتهم وعقولهم وحبهم الكبير للنادي ، ويكفي دموع (يونس عبد علي) على شاشه العراقية الرياضية لكي نعرف كيف يجب ان يكون حال نادي الشرطة وكيف يجب ان يتم الاستعانة بأبناء النادي المخلصين ، ويجب ان تكون هناك ادارة صارمة وقويه لكي لا تترك الفرصه للمتصيدين والمستغلين لإسم النادي إستثمار الدعم الوزاري.
وأبدى قيس تفاؤله بمستقبل النادي في ظل وجود عدد من الاشخاص المخلصين امثال رئيس النادي رعد حمودي و وزير الداخلية الاستاذ جواد البولاني الذي يجب على الجميع ان يعملوا كما هم يفكرون في كيفية خدمة النادي بأخلاص وتفانٍ ، وان يقدموا لجماهير الشرطة هدية بسيطة وهي العودة للألقاب والتألق والابداع ، وهذا اقل ما يمكن تقديمه للجماهير العاشقة والمحبة للنادي الكبير.
واردف: ممكن تحقيق هذا الامر في حال توفر النيات السليمة والحب الحقيقي لهذا النادي ومن الجميع طبعا وليس ، لرئيس النادي الذي كلنا يعرف حبه وولائه للنادي ، وطبعا انا اقصد للاخرين الذين يعملون تحت لواء النادي ورئيسه فأنني استطيع ان اصف الوضع بالرائع والممتاز والذي يبشر بالخير الوفير ، وعلى العموم فإن القيادة اليوم رائعه بتواجد السيد وزير الداخلية على هرم النادي بدعمه ومساندته الكبيرة ، ويجب استثمار هذا الدعم والمساندة بشكل صحيح و مثمر لواقع النادي.
*الرياضة للرياضيين والسياسة للسياسيين:
في تصريحات سابقة نسبت للنجم سعد قيس بخصوص السياسة كان لزاما علينا ان نستوضح منه مصداقيتها فأكد: لم اطلق اي تصريحات سياسية تخص سياسة البلد او ساسته ، وهذا كلام غير دقيق وغير صحيح ، ولكني كنت ومازلت ضد ان يعمل السياسيون في الرياضة ، فمن الاجحاف ان يزج السياسيون انوفهم بالعمل الرياضي ، وخاصة انهم كانوا في يوم من الايام ضد ان يتدخل القرار السياسي بالقرار الرياضي ، وكانوا ضد تدخل رجال الساسة بالرياضة وما حدث بالماضي من ظلم وتعسف هو خير دليل على اننا ضد تكرار هذه التجربة ، ولكني مع ان تدعم الحكومة الرياضة ، وتحاول ان تبني جيل شبابي كامل وتوفر له كل ما يحلمون به من ملاعب ومنشات رياضية وامكانيات لاظهار مواهبهم وامكانياتهم ، وكي لا ينشغلوا بأمور سيئة ومرفوضة ، ومن هذا الباب انا ادعوا الحكومة بالعمل لاجل النهوض بجيل الشباب والاهتمام بهم ، وكذلك دعم الرياضة وجميع ألعابها ، وليس التدخل بالقرارات ، وهذا وحسب ظني ليس بتصريح سياسي ، وانما رجاء وطلب ان تدعم الحكومة القطاع الرياضي والشبابي.
وفي الوقت ذاته طالب قيس الرياضيين بترك الحقل السياسي وقال : هذه حاله لا تختلف ايضا عن الحالة السابقه بتدخل السياسيين بالعمل الرياضي بل انها تعكس الفوضى ، لاننا نملك مايكفي من رجال السياسة ولا نحتاج ان يتوجه الرياضيين للسياسة والعكس صحيح ، وأتمنى ان يتوجه الرياضي للرياضة والسياسي للسياسة ونكون قد كسبنا خبراتهم وفي مجالاتهم فقط ، موضحا انه قال ومازال يقول كجميع العراقيين ابغض الاحتلال واحب بلدي ، واتمنى ان يتعافى ويكون بخير وبأيدي رجاله ، كي نعود ونقدم لهذا البلد جزءا مما قدمه لنا ونرد الدين له.
وفي ختام حديثه اوضح قيس: انه سيكون قريبا بين اهله واصدقاءه ومحبيه وسيكون على عشب نادي الشرطة الذي طالما احتضنه وقدمه للجماهير ، بقوله: سأتواجد كمحب ومشجع للأخضر ، وبخصوص العمل فلا ارغب بالعمل سوى في أروقته ، مع أني أرى أن العمل الاداري الاقرب لنفسي ، وسأترك الامر إلى حينه ، ولا يهم ان يكون تواجدي معه في الجانب الفني او الاداري ، لأن الأهم هو رجوعي لبيتي الثاني نادي الشرطة الكبير.
1 Comment