ستوكهولم – د.علي الحسناوي/الرياضة العراقية:
أعترف بأن العلمية التي تغمر تفكيري الرياضي والأكاديمية التي تتميز بها طروحاتي , تمنعني على الأغلب من التوقع , وبذلك فإنني غير قادر ووفقاً لهذا القياس على حسم المقابلة الحاسمة بين البحرين ونيوزلندا من خلال توقع النتيجة.
ولكن الواقع النفسي الذي عليه اللاعب البحريني في الوقت الحاضر أو لنقُل دافعيته, هي في أفضل حالاتها وطبعاً يتحقق ذلك مقابل انهيار تام للمؤسسة الكروية السعودية التي لازالت تلعق جراحاتها وتُخاصم تنينية إعلامها الرياضي. وكما يقول الإعلام التلفزيوني المصري الموجه مِن أن هذا الرجل أو ذاك المسؤول فيه شيء من الله سبحانه, فإن البعض يجد أن في مدرب البحرين العجوز الهاديء ماتشالا, فيه أيضاً شيء من الله. فهو مبارك أينما حل أو رحل وهذه المباركة لا تتخذ البعد السماوي, عذراً, ولا المعنى النبوي, وجلاً, ولكنها تتحقق من خلال قدرته على فرض إيقاع هدوئه وتفائله على اللاعبين والكادر الاداري والفني المحيط به والمحلّق معه نحو ينابيع نيوزلندا الشافية. قد لا يختلف الثعلب ماتشالا عن بقية المدربين في كيفية فرض كلاسيكية الوحدة التدريبية أو تطبيق مفرداتها ولكنه بالتأكيد يختلف عنهم اختلافا جذريا في كيفية توجيه التدريب بما يضمن تحسس وقع المباراة ومعايشة طرق تطبيق الواجبات منها. وهذا الأمر يُفسّر النتائج الإيجابية التي يحققها ماتشالا حتى مع تعمده لقيادة الفرق في أوقاتٍ متأخرةٍ أو عصيبة. والحق أن ماتشالا هذا, وكما عهدته هنا أو هناك, لا يرضخ لهوس المال ودلال العيال عند حسم توقعاته في هذا المجال. ولا يجعل من سمعته عرضةً لطعن الرماح ورمي النبال, بل هو يعمد أولاً إلى دراسة اللاعبين والتحقق من قدراتهم على فهم اسلوبه التكتيكي المتغير من ناحية, إضافة إلى تيقنه المباشر والملموس من قدرة هؤلاء اللاعبين على التمتع بمستوى الدافعية المطلوبة لتحقيق الفوز. والآن يمكن القول أن ماتشالا لم يمُس اللعب البحريني بالعصا السحرية ولم يقرأ عليه تعاويذ الفوز ولم يتسامى باللاعب البحريني من مصاف مرتبة الجنود المتخوفين إلى رتبة الأمراء المضحين, بل أن اللاعب البحريني هو من كان يمتلك الاستعداد العالي وغير المسبوق للفوز واللاعب البحريني هو مَن كان مصمماً على القتال حتى النهاية أو الانتحار والعودة عند نقطة البداية والجمهور البحريني كان يائساً ولكنه كان واثقاً مِن أن الأحد عشر كوكبا كانوا يخبئون العفو والسماح والتأهل تحت قميص يوسف الذي أحتفظ باعجازه وهدوئه ورونقه وتواضعه تماما كما فعل الإعلام الرياضي البحريني. فهل سيتمكن فرسان البحرين من رفع الآذان حينما تزعق موسيقى الفوفوزيلا في جنوب افريقيا؟ نحن والله معكم فامنحونا عيديتنا المنتظرة. ماتشالا لم يكن مبصراً لما كان يحيط به كونه تعوّد على رؤية المتغيرات بأعين لاعبيه ولكن بسيرو هو من اصابه العمى المؤقت نتيجة للحاجز النفسي والإعتباري الذي بناه الإعلام السعودي بينه وبين بحارة البحرين.
1 Comment