ستوكهولم – د.علي الحسناوي/ الرياضة العراقية: على الرغم من التعادل الايجابي الذي عاد به اربيل وهو ما اكسبه تفوق حسابي على نادي الكويت الكويتي في مباراتهما المرتقبة إلا أنه لابد لنا من التأشير لبعض النواحي السلبية التي رافقت الأداء الأربيلي خلال تلك المباراة
وهي من دافع التفوق العراقي الاربيلي والحسم خلال المباراة القادمة. يكاد لا يخفى على أحد حجم الأموال التي طافت على أرضية ملعب نادي اربيل, وكما يعرف القاصي والداني بطبيعة صلاحية الأرضية التحتية الصلبة التي يقف عليها النادي الأربيلي من ملاعب ومنشآت هي في غاية الروعة قياسا بما هو متوفر في ملاعب المنطقة العربية. ويقف على احتياجات النادي رجال من النوع السمين والقادر على اغواء هذا اللاعب وابعاد ذاك إضافة إلى ارتباطهم بعلاقات مميزة بالمؤسسة الكروية العراقية من جهة وبالادارة المحلية لمنطقة كردستان من جهة أخرى.
إن التعادل الذي تحقق بين نادي اربيل العراقي المتخم بنجوم المنتخب الوطني ونادي الكويت الكويتي قد أصاب هدف الطاقم الفني للمباراة كونه يُحسب فوزاً في أرض الخصم ولكن الأداء الفني لنادي اربيل لا يُمكن أن يرتقي الى مستوى لاعبيه إلا إنه يمكن اعتباره المقياس الحقيقي لمستوى عطاء اللاعب والمدرب العراقي خلال المرحلة الحالية. وبعيدا عن الخوض في فلسفة الاداء الفني لنادي اربيل إلا أن هنالك مشكلتين اساسيتين لازالت تعاني منهما الكرة العراقية والتي جسّدها نادي اربيل في مباراته الأخيرة خير تجسيد وهما أن الهجوم الأربيلي لم يعمَد الى تحقيق تسديدة حقيقية واحدة اتجاه مرمى الكويت وكأن حالة التسديد من مسافات وزوايا مختلفة قد أضحت حالة ممنوعة في قانون الكرة العراقية ، ففي الدقيقة الثامنة والخمسين من عمر المباراة كان أحمد صلاح مندفعا في عمق الدفاعات الكويتية وبالقرب من خط الجزاء مع قدرة جيدة على التسديد إلا أنه حوّل الكرة الى مهدي كريم المنطلق بعيداً من جهة اليسار وهذا غيث من فيض. أما النقطة الثانية فتلك التي تتعلق باختلال التوازن الدفاعي لدى فرقنا العراقية مع كل هجوم مباغت وضاغط في حالة فقداننا للكرة. هذه الخاصية بالذات تسببت بمجموعة من الانفرادات القاتلة التي حصل عليها هجوم النادي الكويتي, اشدد هنا على الكرات العالية التي تم تحويلها مباشرة خلف المدافعين, ولكن الهجوم الكويتي لم يحسن التعامل معها لسببين يقف في مقدمتهما بسالة الحارس العراقي احمد علي وحسن توقعه, في حين يقف في ثانيهما فقدان الهجوم الكويتي لعامل التركيز في مثل هذه الحالات. إن تحقيق التوازن الدفاعي هو ما سوف يكون عصب المباراة القادمة إذ أن اية هفوة دفاعية نتيجة هذا الاختلال سوف يتسبب بضياع كل المجهودات السابقة خصوصا وأن نادي اربيل مطالب الآن, واكثر من أي وقت مضى, بضرورة الظهور بمستوى امكانياته وتمثيل الكرة العراقية خير تمثيل, هذا مع اندفاع الفريق الكويتي في سبيل تعزيز موقعه واغتنام الفرص التي ستتوفر له كونها ستكون اغلى من الذهب على قلبه وخصوصا مع أول فوز أو خسارة تأريخية سيتعرض لها فريق عربي في ملعب عراقي بعد اعوام العزلة العجاف.
1 Comment