البصرة – عبد الحافظ القيـسي/الرياضة العراقية:
نِعَم الله كثيرة تفوق العد والحصر، لكني وددت الجمع بين نعمتين مختلفتين منها ، وهما نعمة الغاز الطبيعي ونعمة المواهب ، وقد يستغرب الكثير من لغز الجمع بين هاتين النعمتين على الرغم من ان كل واحدة منها في وادٍ ، ولكن في العراق ، يجتمعان في شيء واحد ، وهو الإهدار وعدم الاستغلال لهذه المكاسب العظيمة!

قد يخفى على الكثير منكم إن العراق يمتلك 112 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يتم إهدار 700 مليون قدم مكعب منها يوميا! ، كما وتصل احتياطيات العراق منه إلى أكثر من 115 مليار برميل ، والغاز الطبيعي يصاحب النفط ويستخرج بنفس عمليات استخراج النفط الخام ، ولا يقل أهميه عن استعمالات النفط ، بل يفوقه في بعض الأحيان ، ولكن في العراق لا يتم استغلال هذا المورد الهائل الذي تتمنى غيرنا من البلدان أن يكون لها ولو جزء بسيط او القليل مما نمتلكه من الغاز الطبيعي ، بسبب عدم امتلاكنا البنيه الأساسية ، وبدلا من أن نستغل ولو جزء بسيط منه نقوم بإحراقه أي إهداره ، فكيف إذا علمتم أنه جراء حرق الغاز الطبيعي نحن نخسر ملاين الدولارات يوميا ولو استثمرنا ولو جزءا منه لتحولت هذه الخسارة إلى ربح وفير ، ومصدر للثروة إلى جانب النفط وغيره من الموارد والنِعَم ، علما بأن العراق يعتبر من دول الصف الأول في إهدار هذه النعمة العظيمة بين كل دول العالم الذي تملكه!
أمّا النعمة الأخرى ، فهي نعمة المواهب الكبيرة والكثيرة التي نمتلكها وحالها لا يختلف كثيرا عن الغاز الطبيعي فبدل الاستثمار يكون الإهدار، العراق إمتلك ويمتلك المواهب في كل المجالات ، واخص بالذكر هنا المواهب الكروية التي نمتلكها ، والتي لم تلق الاهتمام على مر الأزمان ، وللأسف حالها كحال الغاز ، كما نحرقه فإننا نحرقها ، ولا ادري متى سنعرف قيمتها ؟ ، لان غيرنا من الدول تتمنى لو تمتلك هذه المواهب لتعمل على تطويرها ، نعم الكثير من الدول تفتقر للمواهب كالتي نمتلكها وتعمل جاهدة لان تطور وتزيد من قدره المواهب القليلة التي تمتلكها وغيرها ممن لم تعثر إلا على النادر من المواهب فاتجهت نحو مبدأ التجنيس ولا اخص دوله معينه ولكن هذا هو الواقع.
وأنا اكتب هذه السطور ، راودني الكثير من أسماء اللاعبين والمواهب التي لم تلق الاهتمام ، ولكن الأوان فاتها فانتهت ولم نستغلها ، وانتم كذلك سيراودكم مثل هذا الشعور ، والسؤال هنا ، إلى متى هذا الإهمال؟ ، والى متى إهدار هذه النعمة؟ ، ومتى سنفكر في كيفيه استغلال المواهب وتطويرها؟ ، لأننا قد نندم عليها فيما بعد ، ولا أريد أن أقول إننا نهدر جميع المواهب ، ولكن نحن لا نستغل إلا القليل منها ، ولا نطورها إلا في حدود معينه ، هذا الحال ليس جديدا علينا ، ولا أريد أن أغوص في التفاصيل الممله ، لان الإهمال لم يبدأ منذ عام أو عامين ، بل توارثناه وسنورثه إذا بقي الحال على ما هو عليه ، حتى بعد إن انفتح لاعبونا على الاحتراف ، وخاصة بعد اولمبياد اثنيا ، فقد رأينا أن التركيز وخاصة في المنتخب الوطني يكون على المحترفين ، وقليلا ما نشاهد لاعبين من مواهب الدوري في المنتخب فنكتفي بهم في الاختبارات الأولية للمنتخب ويُظلم اغلبهم.
أما في المنتخبات العمرية ، فأننا لا نستغل المواهب إلا بما نريده منها ليكفي المنتخب العمري في بطوله معينه وبالتحديد قبل البطولة بشهر ، أو اقل ، ومن ثم ينتهي كل شيء إلى أن يحين موعد بطوله أخرى ، وكأننا لا نعرف إن المنتخبات العمريه والفئات السنية هي الأساس ومستقبل الكره ، فماذا اعددنا لجيل المستقبل وما يحمله من مواهب خصوصا وأنه هو من سيدافع عن العراق ، ونحن نعلم ما تفعل الدول ، وخير مثال الأساليب التي تتخذها الدول الخليجية من اجل تطوير إمكانيات الفئات ألعمريه ، والاهتمام الكبير بهذه الفئات من خلال المعسكرات التدريبية والمدربين الأجانب وفق احدث الأساليب ألمتبعه في عالم التدريب.
فمتى سنفكر في إيقاف إهدار هكذا نعمه وان نهتم بمواهبنا ونسعى لتطويرها لتكون قادرة على تحقيق الأحلام وصنع الليالي الملاح.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *