
حاوره / عدي المختار-صحيفة الرياضة العراقية
علي الكيار اسم كبير في ذاكرة الرياضة العراقية ، بطل عالمي فريد ورجل قلبه من حديد ، عاش الفقر والعوز والوقار، وأضاع سنين ونجاحات كثيرة في محطات الانتظار طويلا ، انتظار الزمن الجميل الذي يقدر فيه العطاء ويمنح الباذلون حقوقهم ،
آراءه وأفكاره مثار جدل وتاريخه الرياضي والاجتماعي (صحيفة الرياضة العراقية) ضيفته في مساحة من الصراحة لتتعرف عن ابرز معاناته التي واجهها في السنين الأخيرة عبر السطور الآتيةتعرضت قبل فترة الى حادث مروري كاد يودي بحياتك ، ما حكايته؟
– في شارع القناة كنت اسير مع احد الأصدقاء واذا بسائق سيارة تابعة للشرطة الوطنية ضربنا وهرب ، فسقطت انا وصاحبي وتعرضت خلالها الى كدمات وجروح بليغة نقلت على إثرها الى المستشفى حيث تم إسعافي ، وحينما عرف المواطنون الذين أسعفوني اني علي الكيار زودوني برقم واسم السيارة وحينما علمت وزارة الدفاع بإصابتي من خلال المسعفين في نقطة السيطرة اتصل بي وزير الدفاع عبد القادر العبيدي واطمئن على حالتي وفي اليوم الثاني زارني قائد الفرقة الثالثة حاملا معه باقة ورد ومبلغ ثلاثة ملايين دينار هدية من الوزير واخبرني بأنه تم إلقاء القبض على السائق ونقل لي توجيه وزير الدفاع بأن يتم علاجي خارج العراق على نفقته الخاصة إذا استلزم ذلك.
وَمن تفقدك من الوسط الرياضي ؟
– ان محنة الاصابة جعلتني اعرف مدى محبة الآخرين لي فاتصل بي النائب الاول لرئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية بشار مصطفى ومحافظ ميسان محمد شياع السوداني وزاهد نوري عضو المكتب التنفيذي للاولمبية وهناك اتصالات اخرى لا حصر لها من دول الجوار لاشخاص بعضهم اعرفهم وآخرين تابعوا مسيرتي في السبعينيات وما كتب عني ، واود التنويه هنا بانني لا استعطف مشاعر احد بقدر رغبتي في معرفة ما قيمة النجم بين مسؤولي الرياضة والإعلام والناس ؟
ماذا راودك وسط مشاعر الجميع بالخوف من فقدانك ؟
– شعرت باحساس جميل عاد بي الى عام 1966 اذ حققت يومها اول انجاز عالمي للعراق .
بعد اعوام طوال مع الحديد والرياضة ماذا جنيته ؟
– محبة الناس لي واهتمامهم لان محبتهم شيء لا يقدر بثمن ، أما على الصعيد الشخصي فلم اجنِ ولا متر قطعة ارض في بلدي .

ألم ُتمنح لك قطعة ارض في محافظة ميسان ؟
– نعم والأمر أحيل لوزارة البلديات كي تقره وأنا انتظر أن أكافأ على مسيرتي بامتلاكي قطعة ارض في وطني الذي منحته الكثير وما زلت أعاني المرض والفقر.
من الجيل الذي شكّل معالم تاريخ اللعبة في العراق ؟
– تاريخ اللعبة يعود لعام 1948 على يد صبري الخطاط الذي جاء الرابع على العالم بالمراسلة في بطولة لندن ومن ثم طور اللعبة الدكتور يوسف نعمان وهو طبيب جراح ومن بعده جاء جيل قاسم مظلوم وكاظم عبدكة وقتها كان الاتحاد هو عبارة عن اتحاد يضم لعبتي الاثقال وبناء الاجسام .. وفي عام 1966 في اجتماع يعرفه ويذكره ويقره القاصي والداني بان الدكتور يوسف نعمان أصر على إرسالي الى بطولة العالم في المانيا الشرقية وقال (اذا فاز الكيار سيكون للعبة شأن كبير وإذا خسر سألغي اللعبة تماما في العراق) وكان معي محمود رشيد وصالح مهدي وناظم الحلي من الموصل وذهب على حسابه الخاص حميد صبار من الكوت ، كل أبطال الأثقال الذين ذهبوا معي عادوا بلا نتائج إلا أنا حصلت على المركز الثالث وحميد صبار السادس .
هل حقا ان البطل آرنولد حاكم كالفورنيا حاليا كان معك في البطولة وانت هزمته ؟
– دائما اتهم باني اذكر هذه العبارة من وحي مخيلتي ، بل مدرب المنتخب الوطني آنذاك حسين الزبيدي حينما عدنا صرح عبر وسائل الاعلام عن مجريات البطولة والمشاركين فيها وذكر في معرض تصريحه بان آرنولد جاء خامسا ولم اذكرها انا وهذا مثبت في ارشيف الاتحاد العالمي واللجنة الاولمبية والبلد المضيف للبطولة.
هناك من يشكك بتاريخك الرياضي ومنه موضوع آرنولد ومشاركته معك عام 1966 ؟
– أنا أتعرض خلال السنوات الأخيرة الثلاث إلى أشرس هجمة لطمس معالم تاريخي الرياضي وانجازاتي، لان كثيرين عجزوا عن تحقيق هذه النتيجة لذلك يحاولون تشويه الحقائق التي لا يستطيع غربال حجبها ، والغريب أني طالعت إحدى الصحف الرياضية المحلية وقرأت فيها إن أشخاصا كانوا جزءاً من سلطة النظام السابق تلذذوا بنعمته وسلطته يتحدثون بانهم يمثلون تاريخ اللعبة ويهاجمون أبطالا انزووا إبان النظام السابق بعيداً عن سلطته ورجالاته وان اضطررت سأكشف المستور عن تاريخهم الأسود إن تمادوا أكثر.
هل يمكن ان تقتصر اللعبة وتاريخها باسم واحد ؟
– لا يمكن ذلك فكل جيل بنى صرحاً من صروح اللعبة ، جيل تلى جيلاً واللعبة مرت بمراحل عدة ، جيل أسسها ونحن ثبتنا ركائزها ومن جاء بعدنا طورها والحاليون تفننوا بها ، وهكذا لا يمكن لكائن من كان ان يقول انا امثل تاريخ اللعبة .
لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل كنت ستمضي بالملاكمة التي بدأت منها او في بناء الاجسام ؟
– لا ، كنت سأمضي بالملاكمة لأني نادم على اللحظة التي تخليت فيها عن اللعبة، أما بناء الأجسام فإنها لعبة نرجسية وحساسة مفرطة لدى لاعبيها ، انها غلطة عمري ويتحملها المدرب مطاع الدليمي لكونه طلب نزولي من حلبة الملاكمة حينها وقال: أن تقاطيع جسمك لا تصلح لها، بل لعالم بناء الأجسام واستجبت لنصيحته.
هل أنت راضٍ عن الاتحاد المركزي لبناء الاجسام الحالي ؟
– بجهود الرئيس الجديد سالم خيون سيكون كل شيء على ما يرام فهو رجل مجد ومجتهد في عمله واستطاع ان يصحح الكثير من الاخطاء وان يعيد العراق لمحيط اللعبة العربي والآسيوي والعالمي، أما البطولات الخارجية فهي وهمية وكل ما قيل عن تحقيق انجازات خلالها بالونات للدعاية فقط !
المنشطات تفتك بالشباب من دون أي اجراء رادع ما الحل؟
– ربما اكون الوحيد الذي بُحّ صوته في النضال ضد المنشطات حتى ان حربي ضد المنشطات جعلني اواجه كثيرين أصبحوا أعداءً لي فهناك ستة عشر شابا توفوا خلال سنتين بسبب المنشطات ، وطلبت من جمعية حقوق الرياضيين ان تعقد مؤتمرا مع وزارات الصحة والشباب والداخلية لوضع خطط لمكافحة المنشطات لكن من دون جدوى !
بالمناسبة ، هل تواصلت معك جمعية حقوق الرياضيين ؟
– مع الاسف اصبحت في خبر كان ويتحمل رئيسها كريم البصري وكذلك حيدر الطائي مسؤولية غيابها واندثارها!
عام مضى على انتخابات الاتحادات باستثناء اتحادك الفرعي، هل ثمة من يعتقد انه افضل منك ؟
– لا بل هناك من اخذ الغرور منه مأخذاً واعتقد انه افضل مني إلا أن الحقيقة ستنجلي قريبا .
ما باكورة نشاطاتك لو فزت ؟
– اللعبة تضررت في ميسان كثيرا بسبب توقفها خلال عام مضى وهي قدمت ابطالا كبارا امثال سلام مزبان وماجد كريم ، لذلك سنعمل على إقامة بطولات للشباب والمتقدمين واولها ستكون بطولة تحمل اسم بطل اسيا بالتايكواندو وسام عريبي .
وماذا تقول عن اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ؟
– ستنهض بالرياضة بهمة قادتها لأننا نتوسم فيهم خيراً للرياضة العراقية إن شاء الله وهم أهلٌ لها بالتأكيد .

1 Comment