البصرة- العيداني مصطفى/صحفي رياضي
تنص لائحة اللجنة الاولمبية في الفقرة الاولى من المادة(27) على منع استخدام المنشطات في الممارسة والمنافسة الاولمبية، فالمنشطات هي سرطان الرياضة كما قال عنها (اللورد كيلانين)الرئيس السابق
للجنة الاولمبية الدولية بأنها تقتل الرياضة وتعد خطراً كبيراً على الحركة الاولمبية العالمية .ويكمن هذا الخطر في أتجاهين :-
الاول يكمن في خطرها على الناحية الصحية والبدنية وحوادث الوفاة دليل شاهد على ذلك وقد كان موت لاعب الدراجات الانكليزي سيمون عام 1967في سباق حول فرنسا وثبوت تعاطيه المنشطات انذاراً للجميع بمدى الضرر الصحي الكامن في استخدامها .
والثاني هو الخطر على الاسلوب التربوي حيث الفوز في المنافسة بطريقة غير قانونية وصناعية اساسها الغش الرياضي للحصول على نتائج سريعة ما يقلل الالتزام بالمنهج التربوي الصحيح وكلا الخطرين يشكلان اخطبوطاً يهدد الفكر الجوهري والاسس الصحية للرياضة.
تاريخ استخدام المنشطات في العالم :-
يرجع استخدام المنشطات الى عصر الكهنة في مصر القديمة منذ مايقارب 6 الاف سنة حيث قدموها الى ملوكهم بأعتبارها الشراب المقدس ليستطيعوا اداء المراسيم الملكية الرياضية التي كانت تقام احتفاءاً بعدد من المناسبات. كما استخدمها الصينيون القدماء ودونوها في حضارتهم منذ 3 الاف سنة واستخدمتها بعض القبائل في جنوب افريقيا وفي العصر الحديث عند بزوغ فجر الالعاب الرياضية الاولمبية عام 1896. واستمر هذا الاستخدام غير المنظم للمنشطات حتى يومنا هذا. ثم انتقلت عدوى المنشطات للمجال الحربي فأستخدمها الجيوش البريطانية في الحرب العالمية الثانية لزيادة الكفاءة القتالية للجنود كما استخدمها سلاح الطيران الالماني في اثناء تلك الحرب لرفع امكانيات الطيارين البدنية وزيادة عدد الطلعات الجوية ولتقليل الشعور بالتعب والارهاق. واستخدمت المنشطات بوضوح لايدع مجالاً للشك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كشف (Beeni)سنة 1865 استخدام المنشطات من قبل سباحي المسافات الطويلة في امستردام.اما في سباقات الستة ايام الشهيرة للدراجات الهوائية التي بدأت لأول مرة عام 1879فقد جاء ممثلوا الدول المختلفة من الرياضيين وكل واحد يحمل نوعاً من المنشطات لأجل اجتياز هذه الايام الصعبة. وفي سنة 1886 حصلت اول حالة وفاة نتيجة لتعاطي المنشطات حيث توفي اللاعب الانكليزي (lintom). قال الملاكم جيمس جوي سنة 1910 في نزاله مع جاك جنسون الذي خسره بالضربة القاضية بأن الشاي الذي تناوله قد مزج بمخدر واليوم يستخدم هذا العذر من العديد من الرياضيين الذين تناولوا المخدرات اوالمنشطات وعند ضبطهم في حالة جرم تناول للمنشطات او المخدرات فيسارعون باتهام الخصم بتدبير تناولهم المخدرات بدون علمهم. كما استخدمت المنشطات في سباقات الخيول عندما كشفت الفحوص وجود مواد منشطة في لعاب الخيول عام 1910 بعد هذه الحوادث بدأ الطب البشري للمواد التي ترفع من القابلية الجسمية واجريت تجارب عديدة على ذلك .
ان التنافس المتواصل في البطولات الرياضية العالمية وما يناله المنتصر من شهرة فضلاً عن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التي يتمتع بها الرياضي في حالة فوزه تجعل الرياضي يشق الطرق لتطوير لياقته البدنية خاصة اذا كان الدافع وطنياً والرياضي يمثل بلده في تلك ما يجعل الرياضي يعيش حالة من التضحية وبما ان للجسم حالة تحمل فالبعض من الرياضيين لايستطيعو الصمود ومواصلة التمرين الجاد وتحمل الحياة الخاصة الصعبة للرياضي فيلجئون لاستعمال المنشطات بوصفها حلا بديلا عن التمارين الشاقة وطريق سهل لتحقيق النتائج.
تعريف المنشطات:-
اعطاء او استعمال مادة صناعية او طبيعية وبكميات غير طبيعية وبوساطة طرق غير معتادة لغرض رفع الكفاءة البدنية بشكل غير طبيعي.
انواعها:- تنقسم المنشطات لنوعين هما العقاقير الطبية والوسائل الصناعية
1-العقاقير الطبية
قد يتباذر الى الذهن ان المنشطات هي عقاقير منشطة ولكن اذا عدنا الى التعريف نجد انه ينص على انها تاتي من وسائل مختلفة بضمنها العقاقير التي ليست جميعها منشطة فمنها العقاقيرالمهدئة فهناك رياضات تحتاج الى هدوء نسبي مثل الرماية وكذلك رياضة الملاكمة التي تحتاج الى الانتباه والتركيز.
العقاقير المنبهة للجهازالعصبي .
ومن اشهر هذه العقاقير هو (Amphetaminr) او ما يسمى (Benzedrline) وكذلك الكوكائين وتعمل هذه العقاقير على تنبيه الجهاز العصبي المركزي ووشعور الشخص بالنشاط المتزايد غير الاعتيادي والشعور بالفرح والسعادة مع قلة النوم وعدم الشعور بالتعب كما انه في الوقت نفسه يعمل على رفع ضغط الدم والنبض والشهيق والزفير وليس له اي تأثير على القوى العقلية اذا استعمل ضمن الحدود المعقولة ويؤدي استخدامه على المدى الطويل الى الانهيارات العصبية الحادة وقلة التركيز وازدياد رؤية الاحلام المزعجة فضلاً عن اضراره على الجهاز الدوري (القلب والاوعيةالدموية). كما ان الاستعمال المتكرر يؤدي الى تعود الجسم على مفعولهاىما يجعل الشخص في حالة ادمان كامل ويمكن تناول هذه العقاقير اما على شكل حبوب او مستنشقات.
العقاقير المهدئة للجهاز العصبي.
وتشمل انواع المهدئات المعروفة مثل الهروين والمورفين والميثادون والفاليوم والترانكيون ومشتقاتهم بالاضافة للكحول بمختلف انواعها وتستخدم هذه العقاقيير في رياضات مثل الملاكمة والرماية لتقليل الاحساس بالالم وتعمل على ازالة النرفزة وتقلل العصبية والشد العضلي ولكن في نفس الوقت تقلل الانعكاس العضلي العصبي وتعمل على ادمان الرياضي عليها وفي حالات اخرى تؤدي الى الاغماء.
العقاقير التي تؤدي الى رفع كفاءة الشريايين والاوعية الدموية .
تستخدم هذه العقاقير عادة لعلاج القصور في عمل الشراين خاصة المغذية للقلب ومعالجة مرض الذبحة الصدرية فتتوسع الشرايين وتزيد كمية الدم الوارد للقلب وبالتالي تزيد كفاءته فتزيد من قوة انقباضه ودفعه للدم المؤكسد للعضلات فتزداد الكفاءة البدنية ومن امثلة ذلك عقار (angisid)وتستخدم هذه المواد في المجال الرياضي بصورة نادرة ولكنها في منتهى الخطورة على الرياضي من الناحية الصحية
المنشطات الهرمونية.
ان الهرمونات هي خلاصات افرازات الغدد الصماء بالجسم فكل منها تفرز نوعا او انواعا من الهرمونات تسير في الدم وتؤثر في النمو الطبيعي لأجزاء الجسم مثل افرازات الغدة النخامية بقاع الجمجمة المسؤولة عن النمو والطول والتحكم في باقي غدد الجسم والغدة الدرقية بالرقبة وهرمونها المسؤول عن التمثيل الغذائي واستيعابه والغدة خلف الدرقية المسؤولة عن التحكم في نسب ايونات الصوديوم والكالسيوم والغدة فوقى الكلى التي تفرز عدة انواع من الهرمونات واهمها الكورتزون والبنكرياس الذي يفرز هرمون الانسولين الشهير المتحكم في نسبة السكر بالدم فضلاً عن الهرمونات الجنسية من الخصيتين في الرجل ومن المبايض في الانثى ومن الامثلة الشهيرة للهرمونات المستخدمة بوصفها منشطات في المجال الرياضي مايأتي:-
الهرمونات الذكرية(Testosterone)..
ويكمن تأثيره في اتجاهين الاول هو بناء انسجة الجسم والثاني اعطاء قوة عضلية ويسرع في بناء العضلات ويمكن تحضيره من مخاصي انحراف حيث يعطي هذا الهرمون صفات ذكرية اضافية للرياضي. وقد استخدم فعلاً من قبل النساء بصورة اكبر لأنه يعطي المرأة صفات ذكرية اهمها ازدياد القوة والكتلة العضلية وهذا هو السبب الرئيس لأستخدامه ولكن في الوقت نفسه يعمل على ضمور الصدر في الانثى واضطراب الدورة الشهرية وظهور الشعر في الوجه وباقي الجسم وخشونة الصوت ما يعطي المرأة مظهراً رجولياً.
الهرمونات الغدة فوق الكلى..
اهم هذه الهرمونات هو (Cortison)ويؤدي استخدامه الى زيادة في التمثيل الغذائي ما يؤدي الى زيادة وقتية في الكفائة ولكن هذا الهرمون يعمل على زيادة ضغط الدم وفقدان مناعة الجسم ومقاومته للأمراض وظهور الشعر في اماكن غير متوقعة وانهيار عمل الغدة فوق الكلى وقد يؤدي الى الوفاة احياناً.
الادرينالين ومشتقاته
يعمل هذا الهرمون على زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ويزيد من قابلية الجسم على التمثيل الغذائي للكاربوهيدرات حيث يعمل على تحليل الكلايكوجين الموجود في الجسم الى سكر الكلوكوز البسيط الذي يستخدمة مباشرة لأنتاج الطاقة ونظرا للتأثير المباشر على القلب قد يؤدي الى توقفه في حالة تناوله بكميات اكثر من المعتاد.
الهرمونات الصناعية البناءة للعضلات..
(Durabolin.Dianabol.Nandrolone decanoate)
مواد هرمونية منتجة صناعية تعمل على بناء انسجة الجسم وتعمل بصورة خاصة على تقوية وبناء الكتلة العضلية في الجسم ولكنها في الوقت نفسه تقلل من نسبة افراز الهرمون الذكري الطبيعي وتعمل على حصر السوائل في الجسم وتؤدي الى تغيرات نفسة وعقلية وتعمل ايضاً على زيادة نسبة حدوث قرحة المعدة والاثني عشر واورام الكبد والكلى وهذه الهرمونات يستخدمها حاليا بشكل واسع العديد من الرياضيين الذين يرغبون في بناء كتلة عضلية كبيرة لزيادة القوة المنتجة كما يمكن ان يستخدمها لاعبو الجمناستك قبل البلوغ حيث تعمل على ابطاء عملية تكلس العظام الطويلة مما يزيد مرونة اللاعب حيث ان الاجسام الصغيرة تمتلك مركز ثقل قريب من الارض وبهذا تستطيع اداء عدد من الفعاليات الجمناستيكية في مسافة اقل من الاعتيادي .
الوسائل الصناعية
هناك عدة وسائل صناعية استخدمت فعلاً وتدخل تحت بند المنشطات المحرمة ومنها:-
وسيلة نقل الدم :استخدمت لأول مرة في دورة الالعاب الاولمبية بمونتريال 1972بوساطة عداء فاز بأحد المراكز الاولى في الجري لمسافات طويلة ولم تكتشف تلك الطريقة وعرفت بعد ان اعترف العداء بنفسه وهذه الطريقة تستند على قاعدة علمية حيث ان في حالة زيادة كمية الدم المؤكسد للعضلات بوساطة زيادة عدد كريات الدم الحمر يؤدي الى زيادة نسبة الاحتراق المواد الغذائية اي يؤدي الى انتاج طاقة اكبر من الاعتيادي ومن ثم يؤدي الى زيادة كفاءة اللاعب البدنية وتتم العملية بسحب نصف لتر من الدم من المتسابق بما لايقل عن ثلاثة اسابيع وخزنها في ثلاجة ان هذه العملية تساعد على تنشيط نخاع العظام لتعويض الدم المفقود والرجوع بمستوى الهيموكلوبين نفسه في اثناء اسبوعين تقريبا وقبل السباق بيوم او يومين يعطي الدم المسحوب الى المتسابق اما جميعه او الخلايا الحمر فقط دون البلازما وهذا يؤدي الى زيادة في عدد الخلايا الحمر ما يؤدي الى زيادة حمل الدم للأوكسجين ، ان نتائج هذه العملية كما بينتها البحوث تكون غير ثابته حيث احدثت تحسناً في اللياقة البدنية والمطاولة عند البعض من الرياضيين وبينما لم يحدث اي تبدل يذكر عند البعض الاخر.
استعمال هذه الطريقة يعد طريقة غير اخلاقية كما ان استخدامها من قبل أناس غير ملمين بأصول الطب يعرضحياة الرياضي للخطر الشديد. ان اكتشاف هذه الطريقة صعب جداً ومازالت البحوث والتجارب لحد الان تحوال ايجاد وسيلة لاكتشافه.
التنبيه الكهربائي للعضلات:ويتم قبل الاشتراك في المنافسات حيث يعمل على تنبيه الاعصاب المغذية للعضلات بطريقة تزيد من كفاءة الجهاز العضلي لايعد بعضهم هذه الطريقة من الطرق المنشطة او المحرم استخدامها
مساويء استخدام المنشطات:-
من مزيا المواد المنشطة رفع اللياقة البدنية للاعب لفترة وجيزة ويحدث بعدها هبوط مفاجيء في القابلية الجسمية وكذلك رد فعل يصيب الاجهزة الداخلية في الجسم.
تعود وادمان الشخص الرياضي على المنشطات ما يؤدي الى زيادة نسبة المنشط في الجسم في كل مرة يتناولها حتى تصل الى حالات سامة.
• اهمال التحضير للسباق وحتى التمرين
• سوء الحالة الخلقية والاجتماعية والنفسية
• التأثيرات السلبية على الجسم كأرتفاع ضغط الدم والنبض وزيادة التقلص العضلي
• الموت المفاجئ نتيجة تعاطي كميات كبيرة من المنشط
طرق الكشف عن المنشطات
• تحليل الادرار بطريقة التحليل الضوئي او اللوني او الاشعاعي لكشف بقايا آثار المنشطات
• تحليل الدم بالطرق السابقة نفسها
• تحليل اللعاب
• تحليل بصلات شعر المتسابق حيث تترسب المواد المنشطة حولة بصيلة الشعر وتبقى لفترة طويلة بعد تناول المنشط.
الرياضة هي تنافس شريف ورغبة في تطوير الذات من خلال الالتزام بالتمارين والخطط العلمية باشراف مدربين متخصصين للوصول الى احسن النتائج وليس هناك طريقة سهلة ولا ادوية سحرية تجعل المتسابق يصل للنجومية.
1 Comment