
هشام السلمان -صحيفة الرياضة العراقية
الله يرحمك عمو بابا لا زلت اتذكر كلماتك في المدرسة الكروية يوم سألت احد اللاعبين الصغار في مدرستك الكروية عن اسمه فرد اللاعب الصغير بسرعة كأنه كان ينتظر السؤال منك على احر من الجمر ليوصل الى شيخ المدربين ملعومة عندما قال الصغير ( كابتن انا ابن المدرب الفلاني ) حينها علق عمو بابا قائلا وهل انا سالتك عن اسمك ام عن ابيك ؟
يومها قال بابا تذكر عني بان يوما ستمثل المنتخب تشكيلة اساسية من اللاعبين الذين لديهم اباء في الملاعب الكرة اما ان يكون هذا الاب لاعبا سابقا او مدربا او اداريا او حكما, اما اللاعبين الذين يأتون بموهبتهم الى النادي او المنتخب فهؤلاء للاسف لم يعد لهم مكانا مثلما كان ذلك ممكنا في السابق
يبدو ان الكرة العراقية اليوم تعاني من غزوات للعوائل على صعيد اللاعبين والمدربين وحتى الهيئات الادارية , ولاضير ان كان ذلك كما كان يحدث في السابق عندما كانت هناك عوائل كروية من اشقاء وابناء وما الى ذلك ممن امتعوا الجماهير الكروية بفنهم وعطائهم الكروي الثر على غرار خليل محمد علاوي وكريم محمد علاوي وكريم صدام ونعيم وكاظم ورحيم صدام ومحمد خلف واحمد خلف ومحمد جاسم ومهدي جاسم وغيرهم من الاسماء اللامعة في دنيا الكرة العرقية
لكن ما يحدث الان في ملاعب الكرة العراقية ليس له صلة بالماضي الجميل فما نراه عبارة عن استئثار واستحواذ على فرص لاعبين لم تسنح لهم الفرصة الصحيحة للعب للاندية او المنتخبات بسبب سيطرة اباء اللاعبين على مقدرات المنتخبات الوطنية العراقية بكافة مراحلها باستثناء المنتخب الوطني بسبب ان الاسماء في المنتخب الاول مكشوفة للمتابعين بينما لاتعرف احدا من لاعبي الفئات الاخرى في المنتخبات الوطنية الا عندما تقرأ الاسم الثلاثي لتكتشف ان اغلب اللاعبين دخلوا منتخباتنا الوطنية من شباك العلاقات ( الابوية ) بينما تم اغلاق باب المواهب والامكانيات الفنية التي يمتلكها اللاعبون الاخرون ممن ليس لديهم اباء سابقين في الملاعب او مدربين او ممن يؤثرون على اختيارات المدربين حتى اصبحنا نرى ان مدافع او مهاجم او لاعب وسط هذا المنتخب هو ابن مدافع او مهاجم او لاعب الوسط في المنتخب السابق لكن هذا الابن لايستحق ان يمثل العراق مثلما مثله ابوه سابقا في المحافل الخارجية لانه ليس بالضرورة ان يكون ابن البط عوام في كل البقع والمستنقعات المائية التي يسبح فيها اليوم تحت مرأى ومسمع من اتحاد الكرة الستم معي ؟

1 Comment