
النجف الاشرف-محمد الشريفي/ (خاص) صحيفة الرياضة العراقية
كان من أهم إفرازات الديمقراطية الحديثة في العراق الحديث هوا أسلوب جديد ومبتكر في تقسيم المناصب السياسية
ابتداءا من الرئاسات الثلاث ونوابها فكانت رئاسة الجمهورية من حصة طائفة ونائبا الرئيس من طائفتين مختلفتين! وهكذا قسمت بقية المناصب. ومع أني لا اكره شيء في هذا الوجود بقدر كرهي لهذه المسميات اللعينة التي كادت تودي بنا إلى التهلكة إلا إني لا أجد بدا من الاعتراف بها طالما هي واقع حاصل بالفعل بغض النظر عن كرهي ومقتي لكنها بالنهاية موجودة رغما عني وعنك؟؟ وتحصيل الحاصل هذا يبدو انه أعجب عضو الاتحاد العراقي ونائب رئيس لجنة المسابقات السيد محمد جواد الصائغ فراح الرجل يصرح لإحدى الصحف تصريحا غريبا جدا يقول فيه ان دوري الموسم بعد المقبل سيتكون من 18 فريق مقسمة على النحو التالي 8 فرق من بغداد و3 من كردستان و2 من المنطقة الغربية و5 من الفرات الأوسط والجنوب؟؟ ولا ادري ما هو المنطق الذي اعتمده السيد الصائغ في تصريحه هذا او وفق أي منطق تحدث الرجل ؟ فإذا كنا قد رضينا رغما عنا بان تكون المحاصصة هي أساس العملية السياسية وعلى أساس مكونات الشعب العراقي وعدد الأحزاب وعقد الصفقات وكل هذا بعيدا عن مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب فبالتأكيد إننا لن نقبل ولن نسمح بذلك في الرياضة لان لا مبرر لها لان الرياضة توحدنا ، إلا إذا كان الغرض من ذلك التقسيم تحقيق اهداف شخصية و شراء الذمم وكسب الأصوات وأتساءل من هي الفرق التي ستمثل بغداد او الغربية او كردستان او الجنوب كما اراد لها السيد الصائغ ومن هي الفرق التي ستتخلى عن أماكنها بالإكراه؟ وهل يعقل ان يكون هذا منطق قائد رياضي نسمع عنه انه أفنى سنين عمره في خدمة الرياضة فهل خدمة الرياضة تقودنا الى التقسيم المناطقي ولا استبعد ان يقودنا ذلك لاحقا الى إقامة دوري شيعي وآخر سني وثالث كردي وليسحق التركمان والمسيح وباقي ابناء شعبنا لان السادة المسؤولين الرياضيين هكذا يريدونها. اما الحديث عن ان دوري المناطق المعتمد في اغلب الدول العربية والعالمية فحبذا لو يذكر لنا السيد الصائغ من هي البلدان العربية التي تعتمد هذا النظام من الدوري ليذكر لنا ولو بلداً عربياً واحداً؟ ومن هي البلدان العالمية التي تعتمد هذا الأسلوب واذا كان يقصد البرازيل مثلا فالأمر ليس بهذه السهولة وفي فرصة قادمة ان شاء الله سأطلعكم تفصيلياً على نظام الدوري البرازيلي والآلية المعتمدة فيه.
انه أمر معيب حقا ان يصل مستوى التفكير لدى مسؤول الرياضي لهذا التفكير السطحي واللامدروس والأنانية ولا ادري كيف رضي السيد حسين سعيد والسيد ناجح حمود وباقي السادة أعضاء الاتحاد بهذا المنطق وعهدنا بهم أنهم أناس أكاديميون ورياضيون يحملون تاريخ رياضي طيب.
ان هذه التصريحات لا يمكن ان تمر هكذا مرور الكرام بل يجب على مطلقيها ان يسألوا عنها لان التغاضي عنها سيمنحهم الجرأة على التصريح بما هو أخطر من ذلك لاحقا وهو ما لن نسمح به فيكفينا تدهورا وتراجعا جراء مثل هذه الأفكار الهدامة التي قادتنا الى المركز المئة ونحن أبطال آسيا وليتنا لم نكن!! لان هذا الانجاز غطى على كثير من العيوب ومنح الفرصة للبعض بالتبجح بهذا الانجاز الذي علينا ان نعترف انه لم يأت عن تخطيط بل جاء بضربة حظ مشفوعة بغيرة اللاعبين ودعوات الامهات والشيوخ ودعم الجماهير العراقية والعربية وليس للاتحاد أي دور في ذلك الانجاز وهذه الحقيقة التي أكدها أكثر من لاعب وفي لقاءات عدة ، وهو ما يأكده الخروج الحزين لمنتخبنا من تصفيات كاس العالم و الخسارات الثقيلة في كاس الخليج.
عزيزنا السيد محمد جواد الصائغ عليك ان تعلم ان الطائفية في الرياضة العراقية امر غير مسموح به تحت أي ظرف او مسمى او تبرير وعليك ان تراجع كلماتك قبل ان تطلقها فاننا نحترم تاريخك الرياضي ولا نريدك ان تشوهه بتصريحات غير مقنعة بل استطيع القول انها جارحة لكل محب لكرة القدم في العراق والله من وراء القصد.

1 Comment