حين أنشد الجمهور ( والله بيضتوا وجهنا ياصناديد ) سالت الدموع مدراراً، يحلو الكلام عن الفوز ( الأوحد ) عربياً للكرة الطائرة العراقية حين توّج نادي الجيش بطلاً للأندية العربية في الدورة الثالثة التي عقدت في دولة الكويت الشقيقة للفترة من 15 – 26 كانون الأول ( ديسمبر ) 1984 ، وتشدّني الذكرى لتلك الأيام التي عشتها مع لاعبينا الأبطال الذين أبلوا بلاءً حسناً وسطرّوا أروع الأنتصارات لبلد جريح كان يمر بأصعب فترات حربه مع الجارة ( أيران ) ، فتهزني أحداث تلك الأيام وكأني أعيشها الآن .
• ذلك النصر الرائع والتأريخي الذي تحقق بسواعد أبناء العراق البررة وبالغيرة العراقية المعروفة ، لم يجد صداه ذلك الوقت لأنشغالنا بما خّرب البلاد ، لذا كان لزاماً أن نستعيد أحداثه لتّطلع عليه أجيال وليوثق تأريخياً لأهميته .
• لو سئلت .. ماهو أحلى نصر رياضي عراقي عشت فصوله؟
لأجبت وبلا تردد ، هو أنتصار جيشنا ممثل بفريقه في بطولة الأندية العربية الثالثة بالكرة الطائرة تلك الذي كان له طعم خاص يختلف عن طعم الأنتصارات التي حققتها فرقنا الرياضية. ولو بادرني البعض بالسؤال عن السبب الذي يدعوني لوضع هذا النجاح في المقدمة لقلت :- أهم الأسباب أنه جاء عقب أنتكاس اللعبة العراقية في البطولة العربية بتونس قبل شهرين تقريباً من موعد بطولة الكويت ، وتحققه لأول مرة في عمر اللعبة العراقية ، حيث لم نحصل قبلها على مواقع الصدارة في البطولات والدورات العربية، والأهم فيما سبق هو أنجازه في ظرف أستثنائي يعيشه عراقنا العزيز هو ظرف الحرب ، فكيف لا نعتبره متميزاً وأبطاله لاعبو نادي الجيش.
*لتلك الأسباب كان لفوزنا ذاك مذاقاً عسلياً بعد أن ترك بصماته على ملاعب الكويت وقد هزّ وجدان الجماهير العراقية والكويتية التي آزرت فريقنا منذ مباراته الأولى ووقفت معه لحين مغادرتنا أرض الكويت عائدين للوطن فكانت وقفتها لاتنسى وتشجيعها لايغادر البال ولا يضاهيه تشجيع مماثل ماثل أمام عيني .
يكفي أن دموعنا سالت مدراراً مع أهزوجة ( والله بيضتوا وجهنا ياصناديد ) بعد كل فوز تحقق ، وتقطعت سبل السير في الكويت بعد كل مباراة لعبناها بسبب الزفة العراقية التي توصلنا الى فندق ( شاطيء المسيلة ) ، لا بل زج الكثير من المشجعين في الحجز جراء مخالفتهم لضوابط السير وتعليمات التجمعات ، وكان للقنصل العراقي والسفارة العراقية دور في أطلاق سراحهم في اليوم التالي .
وبدت لي ليلة الفوز باللقب الأكثر أبتهاجاً عندما أحتضنا الكأس وصار الحلم حقيقة بأرادة الفريق والعزيمة على تحقيق النصر والبطولة معاً التي كان يحملها فريق صفاقس التونسي الذي خسر أمامنا مرتين ، أولهما في تصفيات المجاميع والثانية في نهائي البطولة .

* أهم ماوددت تأشيره في الحلقة هذه ، أن الأعلام الكويتي لم يعط فريقنا حقه في التغطيات الصحفية عدا ماهو الخبري التقليدي ، لكنه أجبر في الأخير وبعد أن فزنا بالبطولة على كتابة المانشيت الرئيسي على صدر صحيفة الجماهير (( الجيش العراقي .. البطل )) وهو ماأفرحنا وأشعرنا أننا حققنا ماكان البعض لايتمناه !
*كما أشرت أليه في موضوع سابق ، لقد جاء النصر العراقي حصيلة تظافر جهود أعضاء الوفد المغادر مجتمعة ، ومترجماً لسعي وأرادة اللاعبين لتحقيقه بعد أن كسروا الحاجز النفسي بأول فوز على فريق أهلي جدة السعودي بثلاثة أشواط مقابل لاشيء

1 Comment