أخيرا وبعد مدة زمنية تجاوزت الأربع سنوات على المدة المقررة لها أن تجري فيها انتخابات اتحاد كرة القدم العراقي  منح رئيس جمهورية كرة القدم العالمية   الضوء الأخضر للأطراف المتنافسة  بأن تقام الانتخابات في موعدها المقرر وهو اليوم السابع من حزيران وفي العاصمة بغداد الأمر الذي من المؤمل يقودنا للوقوف على أعتاب منافسة شرسة بين المرشحين لرئاسة الاتحاد العراقي فلمن يا ترى سوف تقرع أجراس النصر ومن سيعتلي عرش المملكة الخضراء ؟ ….. 
 منافس شرس ؟
بلا أدنى شك فإن انتخابات اليوم تمثل حقيقة طالما تمناها الوسط الرياضي لأن تكون السبيل للتخلص من كابوس اسمه التأجيل والتمديد الذي طالما جثم على صدورنا كما الكابوس الذي يقيد فينا أي نوع من أنواع الحركة أثناء النوم أو كما يسميه الجدود والجدات (جيثوم ) وهي حالة تسيطر في أحيان كثيرة على الإنسان أثناء النوم فتجعله عاجزا عن القيام بأي فعل حتى ولو كان تحريك احد أصابع يديه فيعيش حالة من الصراع بين الواقع والأحلام حتى ينجلي ذلك الكابوس بالاستيقاظ من النوم  وهو الأمر المشابه تماما لموضوع الانتخابات حيث ينتظر أهل الكرة اليوم أن يتبدد ذلك الفزع وينجلي بعد أن يكون التصويت على انتخابات اتحاد القدم قد تم وانتهى حتى ولو بعملية قيصرية المهم أن تولد الانتخابات  والأهم أن تجد المناخ الملائم الذي تترعرع فيه وتأخذ بالنمو شيئا فشيئا وعلى هذا فلا بد لنا أن نقف على معطيات هذه الولادة المنتظرة وما هي رهانات المتنافسين وما هي حظوظ كل منهم ولتكن البداية من الرئيس الحالي حسين سعيد الذي لازال يملك حظوظ كبيرة للفوز بولاية جديدة خصوصا في ظل دعم أندية الشمال له وهو رهانه الأول بالإضافة الى الدعم والتأييد الذي يحظى به حسين سعيد من الاتحاد الدولي  ( الفيفا ) على الرغم من ان البعض يعتقد ان حسين سعيد فقد كثيرا من الامتيازات التي طالما حظي بها من رئيس الاتحاد الدولي بلاتر  على خلفية دعمه الصريح لابن همام الذي خرج من الانتخابات  منهزما محملا بفضيحة الرشوة مما انعكس سلبا على سعيد لكن ومع هذا فلازال حسين سعيد يمثل منافس شرس على كرسي رئاسة الاتحاد فهل يفعلها سعيد ويستمر بالتربع على كرسي الرئاسة ؟
المراهنة  على الوسط والجنوب ؟
أما المنافس الآخر والذي يبدوا الأقرب للفوز بمنصب الرئاسة فهو النائب الأول للاتحاد الحالي ناجح حمود الذي يبدوا إنه مرشح ساخن لأن يكون الرئيس القادم لجمهورية الكرة العراقية وحمود يستند في ذلك الى الدعم الكبير الذي يتلقاه من أندية الوسط والجنوب التي يبدوا ان لحمود فيها حظوة كبيرة حيث ولدى حديثنا مع العديد من ممثلي هذه الأندية يتضح لنا مدا حبهم وتأييدهم لناجح حمود وهذه حقيقة قائمة شاء من شاء وأبى من أبى ! وحمود يمتلك شخصية قوية رغم ان البعض يرى في حمود قارب الإنقاذ الذي أنقذ حسين سعيد في وقت من الأوقات حيث ان حمود لو كان قد قدم استقالته بالتزامن مع احمد عباس وباسم جمال لكن حسين سعيد الآن بعيدا عن كرسي الرئاسة وعلى هذا فان الكثير خصوصا من ممثلوا الأندية البغدادية ذات العلاقة المتشنجة برئيس الاتحاد لا يدعمون حمود ولا يجدون فيه الشخص المناسب لرئاسة الاتحاد ومع هذا فان موقف ناجح حمود موقف قوي وهو قادر على الفوز بمنصب الرئاسة خصوصا وهو قد عرف أسرا اللعبة الانتخابية ويعرف كل صغيرة وكبيرة  في الاتحاد ولا يستبعد ان يحمل في حقيبته الانتخابية بعض الأسلحة التي لا يستبعد أن يستخدمها في هذه الحرب ؟
هل يشفع التاريخ ؟
أما الأسم الثالث المروح على طاولة المنافسة في هذه المعركة الانتخابية فهو النجم فلاح حسن صاحب التاريخ الناصع والأسم الذي لا يحتاج الى تعريف لكن هل يشفع لفلاح حسن تاريخه ليكون الملك المتوج على عرش الإتحاد ؟ سؤال يرى كثيرون ان الاجابة عليه ليست صعبة فكثيرين صرحوا بأن فلاح حسن لا يمتلك العلاقات التي تؤهله للحصول على الغالبية من الأصوات والبعض يعيب عليه إنه لا يجيد فن العمل خلف الأبواب المغلقة في حين يرى محبو فلا حسن إن هذه الأسباب هي التي جعلت من أسم فلاح حسن اسما يخشاه الآخرون  ومع هذا وبين هذا الرأي وذاك يبقى لفلاح حسن مكانته التي تمنحه قدرا كبيرا من القوة وتبقى الإنتخابات معركة مفتوحة كل شيء فيها متوقع وإذا ما تمكن فلاح حسن من تحقيق الفوز فإن بذلك ربما يكون كسبا كبيرا للكرة العراقية أولا للتاريخ الذي يحمله كما أسلفنا وثانيا عطفا على النجاح الغداري الذي حققه مع الزوراء حتى الآن وهي نقطة قوة في ملف فلاح حسن فهل يكون أبا تيسير الملك القادم للجلوس على عرش الأتحاد ؟
 هل يجد ضالته ؟
نجم آخر يمتلك ربما أوسع قاعدة جماهيرية من بين جميع المرشحين ذلك هو احمد راضي صاحب الأهداف التي لا يمكن لها أن تبرح ذاكرة أي عراقي هو متنافس آخر على الرئاسة لكن هل ان الشعبية كافية لاحمد راضي للحصول على أكبر قدر من الأصوات ؟ المعطيات تقول ان ذلك غير كاف وان احمد راضي سيواجه خصوما أشداء في هذه المعركة هذا إذا ما أخذن بالحسبان بعض المآخذ التي يسجلها البعض على أبا هيا ومنها إنه لم يجد نفسه حتى الآن فتارة في الاتحاد وأخرى في الزوراء وثالثة في البرلمان وفي كل الأماكن التي تواجد فيها لم يحقق درجة عالية من النجاح كما يرى ذلك البعض لكن من الممكن أن يكون فوز أحمد راضي فرصة كبيرة له ليحقق ما عجز عن تحقيقه في الفترة الماضية خصوصا وانه يمكن أن يستفيد من تلك التجارب ويعمل على إعادة بناء الكرة العراقية من جديد في وقت أعيتها في التدرنات والأمراض الخبيثة فهل يكون راضي سر النجاح لقادم الكرة العراقية ؟
 القادم من المجهول ؟
ذلك هو السيد محمود السعدي ممثل نادي الطلبة والذي أشك كثيرا أن يكون هناك من يعرفه قبل  ترشيحه لرئاسة الاتحاد فهذا الرجل هو بزنس مان ترشح للإنتخابات وهو يأمل أن يكون عامل مساعد على ازدهارها من خلال الدمج ما بين العقلية التجارية والرياضة فكما هو معلوم ان كرة القدم باتت استثمارا بحاجة لعقول تجارية تحقق من خلاله الكسب وبما ان الرجل يعمل في المجال الاقتصادي فما الضير من ان يرشح نفسه عسى ان يكون لعقليته التجارية دورا في تطوير الكرة العراقية وأنا شخصيا لدى حديثي معه تلمست ان لديه بعض الأفكار التي من الممكن أن تكون سبيله للنجاح خصوصا وهو يراهن على الديمقراطية في البلد لكن الواقع يقول ان هذا الرجل سيكون بمواجهة صعبة مع أسماء لها ثقلها في الشارع الرياضي العراقي وبالتالي فحظوظه تكاد تكون معدومة الا اللهم تكون هناك مفاجئات ليست بالحسبان فهل يحقق السعدي المفاجئة ويتربع على كرسي الرئاسة للاعوام الأربع القادمة ؟

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *