عمان – د.علي مازن/ (خاص) صحيفة الرياضة العراقية: منذ القدم ظهرت شعارات الرياضة على انها حب وطاعة واحترام ، ومنذ ذلك القدم عرفت كرة القدم بأنها تقرب الشعوب وحمامة سلام بين كافة الدول

وكم من مباراة قربت وجهات نظر ، وكم من مباراة صالحت خصوماً وصادقت دول ، إنها كرة القدم التي تتكون اسسها من المحبة والروح الرياضية واللعب النظيف ، لو سمحت , نعم انها حمامة السلام التي تحمل في طياتها الصدق والاصرار والابداع والجمال ، والذي جعلها وبدون منازع ، اللعبة الاولى عالمياً ، ان لم نقل انها الاهتمام الاول في العالم.
منذ سالف القدم ، عرفت السياسة بأنها مكر ودهاء وخدعة ، يتحصل فيها السياسي على مأربه بطرق مشروعة تارة ، وملتوية تارة اخرى ، ليجلب بالتالي النصر السياسي الذي يبتغيه ، لذا فإن الرياضة والسياسة متناقضان لا يلتقيان ابداً , بل ان الرياضة وعلى مر العصور نجحت في ما عجز عنه السياسيون ، وكم من سياسي حاول ولوجها ووضع في بياضها الناصع نقاطاً سوداء.
في العراق اضحت كرة القدم بلسماً شافياً لجروح شعب عاش واعتاش على الالم وظلم الحكم , متنفساً للكثير من الشباب والشياب الذين اضنتهم صعوبة الحياة ، ومرارة لقمة العيش ، وظروف المعيشة ، والمشاكل الحياتية التي تجد لها بداية ، ولا تعرف لها نهاية ، فكانت المتنفس الكبير لهم ، يغادرون من خلالها مشاكلهم وهم يتسمرون امام شاشة صغيرة تعرض لهم المباراة ، او من خلال ملعب من ملاعبها يشجعون فريقاً من فرقها.
لنا في الماضي القريب أسوة (حسنة او سيئة كل يراها وفق منظاره) في تدخلات سياسية في الرياضة البريئة ، وعلى رأسها كرة القدم ، وكل من عاصر الفترة ، شاهدٌ على الانجازات التي قد تضيع من هذه اليد او من اليد الاخرى ، وكيف ان ألقابا أهديت ، ومباريات لم تلعب ، وبطولات سلبت ، والسبب سياسي.
لا اريد الخوض في تفاصيلها ، لانها سياسية بحته ، ونحن ننادي بإبعاد السياسة والسياسيين عن الرياضة ، لأنهم لا يلتقيان , ولنترك الماضي القريب ، ونشاهد الماضي الاقرب منه ، وكيف كادت التدخلات السياسية ان تعيدنا الى المربع الاول ، ونشاهد كرتنا ميتة عالمياً ، ولا اسم لها على سجلات الفيفا ، وتابعنا جميعنا كيف ان الغمة زالت ، والجهود اصطدمت بجدران قوانين الرياضة ، وسقطت الاسماء والاقنعة ، وذهبت بعيداً عن الرياضة ، بل انها خسرت من مكانتها الزائفة التي كانت تحتويها بمجرد محاولة الإلتفاف وامتطاء صهوة جواد الكرة التي اوقعت فرسان الورق الذين لم يخطبوها ولن يخطبوا ودها ابداً ، ليكونوا اليوم بعيدين كل البعد عنها.
هذه تجربة يجب ان يتعلم منها كل من يحاول ان يقترب من المستديرة وعالمها ، بأنها ستبقى عصية الا على ابنائها ، بل وحتى ابنائها ان لم يكونوا بارين لها فهي ايضا ستلجمهم وتطيح بهم , فهي دعوة لكل من يحاول التقرب من كرة القدم ، ان يختار الطريق السليم لخطب ودها ، وإعلاء شأنها ، لكي تجازيه الاحسان.
كما أنها دعوة لمن يمتطي صهوتها الان ، بأن يحسن لها ، ولإسم بلده الذي سيحاسبه تاريخه ، فالتاريخ لم يرحم احداً اساء له ، ولن يرحم احداً يحاول الاساءة له ، بل لن يرحم احداً في دائرة التقصير (بعمد او بدونه) ، ولو كان في اعلى المناصب , فإن كرة العراق بلسم لجراحات الشعب ، فلا تنفثو سمومكم في هذا البلسم.
حمانا الله واياكم من سموم ابناء الكرة ، والطارئين عليها ، والمتقربين من عرشها.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *