
لقد سارت الرياضة جنباً إلى جنب مع العلوم الأخرى حتى أصبح لا يخلو أى إنجاز رياضى إلا ومن ورائه الكثير من البحوث والدراسات فى مجالات العلوم المختلفة كعلم ( النفس – الفسيولوجى – وظائف الأعضاء – الميكانيكا الحيوية …)، والتى قدمت للرياضة الكثير من النظريات والمعلومات التى عادت على الرياضيين بإرتفاع المستوى. حيث شهدت السنوات الأخيرة إنفجاراً علمياً فى مجال الإعداد البدنى وساعدت المعرفة الجيدة بالمبادىُ العلمية إلى جانب التطور التكنولوجى الرهيب فى تطوير هذه البرامج ووضع الحلول للعديد من المشاكل المتعلقة بهذا المجال. ويعتبر التدريب الرياضى جزءاً من عملية أكثر إتساعاً وشمولاً وهى عملية الإعداد الرياضى، وكلتا العمليتين تسعيان إلى تحقيق الرياضى لأعلى مستوى ممكن من الإنجازات الرياضية. ويعد التطور المذهل الذى نلاحظه فى تحسين أرقام لاعبى المسابقات الفردية والمستوى الكمى للإنجازات البدنية للاعبى فرق الألعاب الجماعية ما هو إلا نتاج للتقدم العلمى فى مجال التدريب الرياضى، ويرجع ذلك إلى نتائج الجهود المضنية التى تبذل دائماً والتى تم التوصل إليها من قبل الباحثين والعاملين فى مجال التدريب. وقد أعتمد الباحثين فى الوصول إلى هذه النتائج على تفسير الظواهر الرياضية بطرق أكثر علمية وواقعية فى ضوء المعلومات والحقائق الوظيفية لجسم الإنسان وارتباطها بإنجاز الجهود البدنية بأساليب وأشكال مختلفة من التمرينات والتدريبات خلال عمليات التدريب الموجهة لتطوير المقدرة الوظيفية لأعضاء وأجهزة الجسم الحيوية بهدف تحقيق المتطلبات العالية للأداء التنافسى، وقد إتضح ذلك جلياً فى تحطيم الأرقام العالمية فى البطولات الدولية وكمية المجهود المبذول خلال أزمنة المباريات الفعلية. وكرة السلة من الأنشطة التى تطورت تطوراً سريعاً فى جميع جوانبها نتيجة للتغير الذى يحدث عقب كل دورة أوليمبية لقانون اللعبة مما يؤثر تأثيراً مباشراً على استخدام المكونات البدنية والمهارية بكرة السلة. والأداء المهارى والخططى فى كرة السلة يحتاج إلى اللياقة البدنية والتى تعنى قدرة الفرد لمقابلة المتغيرات البدنية والمتطلبات الفسيولوجية للنشاط الممارس بدون الوصول إلى حالة التعب أو تقليل التعب، وهذه الحالة يستطيع بها الفرد الأداء لمدة أطول بشرط أن يكون الأداء المهارى بدقة ونجاح. وتحتاج كرة السلة مكونات اللياقة البدنية ( السرعة – الرشاقة – القوة – التحمل – مكونات الجسم ) وأيضاً تحتاج مهارات كرة السلة اللياقة الحركية والتى تعنى قدرة اللاعب على الأداء بنجاح خلال المباراة. وسمة تداخل بين اللياقة البدنية والحركية ولكن يمكن تحديد مكونات اللياقة الحركية فى ( الرشاقة – التوازن – التوافق – القدرة – رد الفعل – السرعة ) وهذه المكونات هى التى تسمح أو تمكن اللاعب من أداء المهارات بنجاح وتعاقب. كما تتطلب أنشطة كرة السلة قدر عالى من اللياقة الفسيولوجية والتى تتمثل فى إدماج نظم إنتاج الطاقة بالطريقة التى تتطلبها هذه الأنشطة والمهارات الخاصة باللعبة. ويرتبط الوصول للمستويات العالية فى كرة السلة بمدى قدرات المدرب الرياضى على إدارة عملية التدريب من ناحية التخطيط والتنفيذ والتقويم لعملية التدريب الرياضى، وكذلك على قدراته فى إعداد اللاعب للمنافسات الرياضية ورعاية وتوجيه وإرشاد اللاعبين قبل وأثناء وبعد المنافسة الرياضية، ويعتبر حمل التدريب هو الوسيلة الرئيسية لإحداث التأثيرات الفسيولوجية للأجهزة الحيوية بالجسم مما يحقق تحسين إستجاباته وبالتالى تكيف أجهزة الجسم والإرتفاع بالمستوى الرياضى، حيث يتميز حمل التدريب بمستوياته المتعددة ما بين الحمل الأقصى والراحة الإيجابية. وتعتبر طبيعة الحمل فى كرة السلة مزيجاً من درجات الشدة المختلفة حيث أن ظروف اللعب متغيرة، والإيقاع غير ثابت مما يحتم على اللاعب أداء واجبه بمستويات مختلفة من القوة والسرعة فقد يؤدى بالحد الأقصى لمقدرته أو يقوم بعمل قليل أو متوسط الشدة، وكلما زادت الكفاءة التدريبية للاعب كلما زادت مقدرته على الإحتفاظ بفاعلية الأداء حتى نهاية زمن المباراة.

1 Comment