د.محمد صادق العيدان – نائب رئيس التحرير/ صحيفة الرياضة العراقية:
في صالة إجتماعات الإتحاد العراقي المركزي لكرة القدم والذي عقد في التاسع من الشهر التاسع للعام التاسع بعد القرن العشرين
بمسمى متحضر يتماشى والتحضر الذي وصل إليه العالم في هذا القرن وتحت شعار (لمناقشة اسلوب وآلية الدوري المقبل) ، بحضور كلا من الاتحاد وممثلي الاندية العراقية ، للنظر بالمقترحات التي تتقدم بها الاندية العراقية في سبيل النهضة في واقع الرياضة الكروية العراقية ، ومحاولة إيجاد الآلية المثلى للإنطلاق نحو دوري متميز ، يساهم في إخراج المنتخبات العراقية المتميزة.
أفتتح المزاد العلني ، والذي تنكشف الغاية منه على انها شراء الاصوات بأكبر قدر ممكن ، وهذا ما يتوضح لكل من رأى بعد ذلك القرار الذي تمخض عن هذا الاجتماع دون التداول به!؟ ، فأصبح الدوري عبارة عن 43 فريقا ، دون درجات أو حتى سلالم شكلية!؟.
فما الذي سيقوم به الناخب إن وجد نفسه في كرسي وزاري لم يصل إليه من قبل ، أو لم يحلم حتى في يوم من الأيام من أن يصل إليه؟ ، ألن يعتبر الناخب هذا القرار هو إنجازا يحسب للاتحاد الذي سهل له الوصول إلى مبتغاه دون عناء العمل أو التحضير أو الإستحقاق؟ ، ألن يعطي الشعب صوته لشخص جعل من شعب مملكته بالكامل وزراء دون شعب؟! ، ووفقا لنظرية (الزحف والتصعيد) ، فهل (سيصعد) المزاد الى اكثر من الثلاث والأربعين؟ ، وهل (سيزحف) المتنفعون إلى صناديق الاقتراع الديمقراطية تحرسهم الملائكة وهم يغنون (هشتكنا وبشتكنا ياريّس ، ده انت رئيس والنعمة كويس ، يا مدلعنا يا مشخلعنا ، قول لعدوك روح إتليس)؟.
(الإمكانيات الضعيفة ، المادة المفقودة ، الأموال الناقصة ، العجز المادي ، الخزانة الخاوية) شعارات إعتاد الجمهور الكروي سماعها من الإتحاد الكروي العراقي (المركزي) من العاصمة عمّان ، فكيف لهذه الخزائن أن تتحمل كل هذا الكم من المباريات؟ ، أم ان العجز المادي سيعود كسلاح ضغط على الحكومة والتي يخلق منها الاتحاد هالة الخصم له في الانتخابات الاتحادية!؟ ، وهل تتواجد الكمية الكافية من الحكام المؤهلين لمثل هذه المباريات في مثل هذا الدوري الطويل؟! ، أم أنها هدية للحكام كمكرمة لصواب إختيارهم لممثلهم بالإتحاد؟ ، هل ستسطيع الأندية من ايجاد مدربين أكفاء لتدريب فرقهم ولاعبيهم لخوض غمار الدوري وهم بهذه الإمكانيات البسيطة؟ ، أم أنها ضغوطات اضافية ليطلب من خلالها كل ناد من الدولة دعما له حتى يستطيع الخوض في هذا المعترك؟ ، هل سيتخرج لنا منتخبا وطنيا من دوري إعتمد الإتحاد على عنصر الكمية فيه لا على النوعية؟.
وما سمعناه الآن بأن العديد من الأندية تبحث بالانسحاب من الدوري المقبل وفق هذا القرار الذي يجدون به عدم الأهلية والكثير من الظلم لما يقدموه دوما من عمل وجهد للتميز والثبات على مستواهم ، هذا بالاضافة الى العديد الآخر المنسحب بسبب العجز المالي لديهم ، والذي لا يرقى بأي حال من الأحوال الى الإشتراك بهذا الدوري ، فهل سيتحرك الإتحاد لإيقاف هذه النكبة الكروية التاريخية العالمية؟ ، وهل سيحفظ الإتحاد ماء وجهه بتبديل هذا القرار الذي يثبت عكس ادعاءاته الدائمة بعدم الاستقرار الأمني في العراق؟
أسئلة لربما تفوق عدد الـ(43) من الأسئلة المشروعة ، ولكن لا اتوقع بأن العدد المشارك بالدوري القادم سيفوق هذا العدد ، لذلك يستطيع صاحب المطرقة من أن يقرعها بإطمئنان دون القول (ألا أونه ، ألا دو ، ألاتري).
1 Comment