طرابلس- د.يوسف البصراوي / صحيفة الرياضة العراقية
إن ضربات القلب تعني محصلة انقباض عضلة القلب، والمعروف أن القلب يتكون من أربع غرف ( أو حجرات)، بطينين وأذينين.

ويعزى لانقباض البطينين عملية ضخ الدم عبر الشرايين إلى كل من الرئتين وبقية أجهزة الجسم. وتؤدي زيادة النشاط العصبي السمبثاوي إلى زيادة ضربات القلب وتسارعها، بينما تقود زيادة النشاط العصبي نظير السمبثاوي إلى خفض ضربات القلب وتثبيطها.
ولضربات القلب دلالاتها في الصحة وفي المرض. فانخفاض معدل ضربات القلب في الراحة أو تجاوزها حدود معينة له دلالاته المرضية. كما أن عدم انتظام ضربات القلب أو ضعف النبض له أيضاً دلالته الإكلينيكية. أما معرفة معدل ضربات القلب القصوى للفرد أثناء الجهد البدني الأقصى، ومدى وصولها إلى المعدل المتوقع للشخص تبعاً للعمر، فإنها تساعد في التنبوء بالحالة الصحية للقلب ، كما أن ضربات القلب تستخدم في وصفة النشاط البدني، سواء لتنمية الصحة أو تحسين اللياقة البدنية، للعامة وللمرضى وللرياضيين.
تقود ممارسة الجهد البدني المنتظم إلى جملة من التغيرات الوظيفية الإيجابية للعديد من أجهزة الجسم المختلفة بما في ذلك القلب والأوعية الدموية. ويظهر هذا التحسن في كفاءة القلب على شكل انخفاض في ضربات القلب في أثناء الراحة، ( يمتاز الرياضيين بانخفاض ضربات القلب عن الافراد غير الممارسين للرياضة) وانخفاض في ضربات القلب أثناء الأنشطة البدنية غير الشديدة وهذا التكيف الناتج من جراء التدريب البدني يعني أن القلب أصبح قادراً على ضخ الكمية نفسها من الدم إلى العضلات بضربات قلب أقل. أما ضربات القلب القصوى فلا يعتقد أنها تتأثر كثيراً بالتدريب البدني، فهي قد تنخفض قليلاً جداً أو لا تتأثر على الإطلاق. وهذا يتيح احتياطا أكبر لضربات القلب أثناء الجهد البدني غير الشديد بعد التدريب مقارنة بما قبل التدريب، نظراً لأن معدل ضربات القلب، يعد مؤشراً جيداً للعبيء الملقى على القلب وبالتالي على الجسم، ونظراً لسهولة قياس ( أو تقدير ) ضربات القلب بأجهزة بسيطة وغير مكلفة، فإنها تستخدم كثيراً في تقويم شدة النشاط البدني، والمعروف أنه ينبغي لاكتساب اللياقة البدنية أو الحصول على الفائدة الصحية من جراء ممارسة النشاط البدني، أن تكون شدة النشاط البدني عند حد معين من ضربات القلب. كما أن ضبط شدة النشاط البدني الممارس بناء على معدل ضربات القلب يحول دون تجاوز الحدود الموصى بها من الشدة، وبالتالي يجنب الشخص من إجهاد نفسه أثناء الممارسة، وخاصة للمبتدئين منهم. ولهذا يتم عند وصف النشاط البدني للأفراد استخدام ضربات القلب المطلوبة أو المستهدفة، وهي المدى من ضربات القلب التي ينبغي ممارسة النشاط البدني عندها دون زيادة أو نقصان فانخفاض ضربات القلب دون مستوى ضربات القلب المستهدفة يعني عدم الحصول على الفائدة الصحية المثلى، كما أن تجاوز الحد الأعلى لضربات القلب المستهدفة يعني تعريض الممارس للإجهاد غير المرغوب فيه. بمعنى آخر فإن ضربات القلب المستهدفة هي المستوى الأمثل والآمن لممارسة النشاط الرياضي .
وتبعاً للتوصيات العلمية، فإن ضربات القلب المستهدفة يجب أن لا تقل عـن 65% من ضربات القلب القصوى (للمبتدئين يمكن البدء بنسبة 55% ) وأن لا تتجاوز %90 من ضربات القلب القصوى. وكمثال توضيحي،  لنفترض أن شخصاً عمره 40 سنة ويرغب في ممارسة النشاط البدني الكفيل بتحسين كفاءة القلب والرئتين لديه، فما هي ضربات قلبه المستهدفة، عند التدريب بنسبة شدة 65%. في البداية نقوم بتقدير ضربات قلبه القصوى حسب المعادلة الاتية:
   (220 – العمر بالسنوات)، اي 180 ضربة في الدقيقة ، (ثم نقوم بعد ذلك بحساب الحد الأدنى من ضربات قلبه المستهدفة كالتالي:   %65  × 180ضربة في الدقيقة اي ما يساوي 117
ثم نختار نسبة 10 %فوق هذا الحد، أي 75%، ونحسب الحد الأعلى لضربات القلب المستهدفة على النحو التالي: 75 % × 180  ضربة في الدقيقة اي ما يساوي 135، لاحظ أن كلا الحدين الأدنى والأعلى لضربات القلب المستهدفة هما ضمن الحدود الموصى بها (65% – 90% من ضربات القلب القصوى). وعليه  فإن ضربات القلب المستهدفة لهذا الشخص هي بين 117 و 135 ضربة في الدقيقة، أي أن عليه ممارسة نشاط بدني بشدة تقود إلى رفع ضربات قلبه إلى 117 ضربة في الدقيقة أو أكثر، على أن لا تتجاوز 135 ضربة في الدقيقة.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *