دخل كارليس بويول مدرسة نادي برشلونة “لاماسيا” عام 1995 وعمره لا يتجاوز 17 عاماً. وبعد مرور حوالي عقدين من الزمن، سيضع المدافع الكبير، يوم 30 يونيو/حزيران، حداً لهذا الفصل من تاريخه الاحترافي. كان عقده ساري المفعول لعامين إضافيين، ولكن الإصابات عجلت برحيله وأحبطت حلمه باللعب حتى سن الأربعين في نادي العمر، كما فعل قدوته، باولو مالديني.
ولتكريم هذا المدافع العملاق، يسلط الضوء موقع FIFA.com على خمس من أبرز لحظات تاريخه مع فريق برشلونة…
2 أكتوبر/تشرين الأول 1999
بعد أربع سنوات من وصوله إلى النادي الكتالوني، لعب مباراته الأولى مع الفريق الأول تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان جال. وكان ذلك في ملعب خوسيه زوريا ضد فريق بلد الوليد في مباراة الدوري التي فاز بها برشلونة 2-0. وكان بويول على وشك التوقيع لفريق ملقة ذلك الصيف لأن الجهاز الفني لم يكن يثق في قدراته، ولكنه في نهاية المطاف قرر البقاء للعب تارة مع فريق الناشئين وتارة أخرى مع الفريق الأول. في ذلك اليوم، دخل المدافع الملعب في الدقيقة 55 ليحل محل سيماو سابروسا ليلعب في الجانب الأيمن. وكانت هذه هي الخطوة الأولى لكسب ثقة فان جال والسطر الأول في كتابة التاريخ. للإشارة، صدقوا أو لا تصدقوا، لقد كان شعره أنذاك أكثر كثافة مما هو عليه الآن…
اللقب الأول والموسم الأول كقائد للفريق
لم تكن السنوات الخمس الأولى لبويول في الفريق سهلة على الإطلاق. فالنادي لم يتمكن من إرساء أسس مشروع رياضي مستقر، حيث تعاقب المدربون: فان جال ولورنزو سيرا فيرير ورادومير أنتيتش… ولم تأتي الألقاب. ولكن الوضع سيتغير في موسم 2005/2004 مع جلوس فرانك ريكارد على دكة البدلاء… وتعيين الكاتالوني كقائد للفريق. يوم 14 مايو/أيار، توج فريق برشلونة، بعد تعادله مع ليفانتي، بطلاً للدوري الأسباني… ورفع بويول أولى ألقابه العديدة مع الفريق.
سداسية تاريخية في العام 2009
دائما ما تمجد كتب تاريخ النادي الكتالوني فريقاً عظيماً هو فريق برشلونة الأسطوري الفائز بـ 5 كؤوس في موسم 1951-1952: لقب الدوري والكأس والكأس اللاتينية وكأس إيفا دوارتي وكأس مارتيني روسي. ولكن مع مجيء بيب جوارديولا تمكنت الجماهير من مشاهدة صور أفضل برشلونة في التاريخ بالألوان. حيث كان القائد العظيم كارليس بويول حاضراً في جميع هذه الصور. كانت ست صور بالتحديد. في هذه الصور الستة، رفع هذا اللاعب البالغ من العمر الآن 35 عاماً، كأس الدوري الأسباني وكأس ملك أسبانياودوري أبطال أوروبا وكأسي السوبر الأسبانية والأوروبية وكأس العالم للأندية FIFA. شارك الفريق في ست مسابقات وفاز بستة ألقاب. بهذا حقق العلامة الكاملة.
نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA 2011
حتى مدرب مانشستر يونايتد، أليكس فيرجوسون اعترف بأن برشلونة لقنهم درساً في كرة القدم في تلك المباراة التي فاز بها النادي الكاتالوني 3-1 في ملعب ويمبلي ليتوج بطلاً لأوروبا. وفي ذلك اليوم أعطى القائد درساً آخراً في المدرجات: درس في الصداقة. في الطريق إلى تسلم الكأس، أزال بويول شارة القائد وأعطاها لإريك أبيدال ليتمكن الفرنسي الذي كان قد تعافى من عملية زرع الكبد من رفع الكأس الأوروبية الرابعة في تاريخ برشلونة في سماء لندن. واعترف المدافع الفرسي قائلاً: “كانت لفتة رائعة. أحسست أن الزمن قد توقف، حيث تشعر بأنك وحيد في ملعب ممتلئ عن آخره. مازلت أشكره حتى الآن على تلك الإلتفاتة الجميلة.”
المدافع الذي لعب أكبر عدد من المباريات
بويول هو اللاعب الثاني الذي فاز بأكبر عدد من الألقاب مع برشلونة (21) لقبا بعد زميله تشافي الذي يتفوق عليه بلقب واحد فقط. وبالإضافة إلى هذا، هناك الأرقام القياسية التي حطمها، حيث يعتبر المدافع الذي ارتدى في أكبر عدد من المرات قميص برشلونة، وهو الرقم الذي حطمه يوم 3 أبريل/نيسان 2012، عندما تجاوز “طرزان” آخر في تاريخ النادي، ميجيليتو، الذي لعب 549 مباراة. حيث صرح بعد ذلك قائلاً: “إنه شرف كبير بالنسبة لي، لأن ميجيليتو يعد مرجعاً لجميع الكتالونيين.” ابتداء من 30 يونيو/حزيران المقبل، سيكون بويول، القائد العظيم، هو مرجع المشجعين ونجوم مستقبل في النادي الكاتالوني.

1 Comment