كتب : عدنان السوداني -صحيفة الرياضة العراقية
كل من تعامل مع الكابتن هاتف شمران عن قرب سواء من اللاعبين الذين تدربوا على يديه , أو المدربين أو الاداريين الذي عملوا وتعاملوا معه ,وحتى الاعلاميين وكل الجماهير الرياضية يدرك جيدا معدن هذا الانسان ومواصفاته ومهاراته التي جعلت منه ماركة مسجلة بالاخلاق العالية وفي حب مدينته وحب ناديه , لما يمتلكه من ثقافة عالية وما يحمله من احساس طيب وما يتمتع به من حضور فني وتدريبي واداري عالي , وهو ليس من النوع الذي يحب الثرثرة الفارغة كما الكثيرين وليس من اللاهثين وراء الاضواء , بقدر ماتكون افعاله هي المرأة العاكسة لأقواله ..
ولن يبحث عن كرسي الرئاسة لأجل أطماع ومزايا خاصة , ولن يفكر يوما بانه يطمع بالنادي ليهمش الاخرين , بقدر ماكانت خطواته تسير باتجاه لملمة الجميع والاسهام معهم في تطوير النادي وتغيير واقعه المتردي , فكل ما يفكر فيه هو اعادة البهاء الى حاضر النادي ورسم صورة طيبة لمستقبله الوضاء ان شاء الله تعالى بما ينعكس و ماضيه الزاهر وسمعته الراقية ,
ولم يكن شمران الا ليخطط للعمل ..فالعمل ..ثم العمل هو عنوانه للنهوض بركام النادي , ولن يزيده كرسي الرئاسة الا تقديرا واحتراما من قبل الجميع ..
ولعلني احتاج الى سطور كثيرة للكتابة عن الافعال الطيبة التي خلدها هذا الانسان في مشوار حياته الرياضية والاجتماعية وهو الشيء الذي سيجعله فخورا امام اهله واولاده واصدقاءه ومحبيه ,
فالانجازات الكروية في ميدانه الاحترافي على مدى 20 عاما والتي قضاها مدربا ل (12 ) ناديا عربيا هي من تتحدث عنه , وكان حضوره التدريبي الناجح مع نادي النجف في الموسم 2009 عنوان اخر من التميز أضاف له انجازا جديدا كان كفيلا بمنحه الضوء الاخضر للدخول الى قلوب عشاق الازرق النجفي في موسم استثنائي للغاية كانت فيه كرة النجف تعاني وتعاني حتى استطاع شمران ان ينتشلها من وضعها المأساوي ليعود بها الى حالة الألق والابداع , لترتفع المطالبات بعودته ثانية وثالثة ورابعة لتدريب الفريق بعد ان تلاقفته الاقدار ليكون في أوضاع لايحسد عليها وهو اليوم يقبع في المرتبة الاخيرة بين جميع فرق الدوري الممتاز وليس لفرق مجموعته الثانية فقط ..
قبل أن تتحول بوصلة تلك المطالبات الجماهيرية لتطالب شمران بالعمل الاداري وقيادة مجلس ادارة النادي , ليرتفع معها صدى تلك المطالبات هذه المرة ليصل الى وزارة الشباب والرياضة والى كل المسؤولين في المحافظة للمطالبة بتسليمه مقاليد العمل الاداري في النادي كونه الأحق من غيره في تبوأ هذا الموقع , مع الاحترام والتقدير لجميع المرشحين لمنصب الرئيس وللاسباب التي ذكرناها , اضافة الى مبدأ جديد لابد من تطبيقه في ساحة العمل الاداري في نادي النجف تجتمع حروفه لتقدم لنا عبارة ( المجرب لا يجرب ) بعد كل ماحصل للنادي من حالات تراجع بفعل سوء تخطيط اداراته السابقة وتخبطهم الاداري وعدم مقبولية البعض منهم في الشارع الرياضي ..
انها الفرصة التاريخية التي يتطلب من الجميع ان يتدخل لتحقيقها من خلال تهيئة جميع مستلزمات النجاح امامه والابتعاد عن سياسة وضع العراقيل امام مشواره القادم , سواء من خلال احباط معنوياته بخطوات مكشوفه أو من خلال رسم مخططات جديدة للهيئة العامة تجعل من مهمة فوزه مستحيلة وهو ما يدفعه الى التفكير في الانسحاب , ما يفسح المجال الى من هم اقل كفاءة ومقبولية منه باستلام مسؤولية رئاسة النادي , لنكون حينها قد خسرنا كفاءة ادارية رياضية اكاديمية مثقفة ونزيهة ومخلصة ومحبه للنادي وفرقه وجماهيره , وليغرق نادي النجف في بحر التراجع والاهمال وهو الامر الذي لا يتمناه كل محب لهذا النادي العزيز.

1 Comment