بغداد/ د. منذر العذاري – موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية-صحيفة الرياضة العراقية

فندق طاجيكستان هوتيل من فئة الخمس نجوم حسب ما مثبت في صالته وسعر المبيت للشخص الواحد فيه 260 دولارا لليلة الواحدة لكنه في الحقيقة لا يستحق هذا التقييم ، فشبكة الانترنت ضعيفة جدا مما ولد أستياء الوفود الثلاثة ، والمصاعد مشكلة أزلية فهي صغيرة ودائمة العطل ، فهي ثلاثة مصاعد أحدها عاطل على مدار الساعة ، والآخران يتناوبان في ساعات عطلهما في اليوم الواحد ، وذات مرة عطلت جميع المصاعد مرة واحدة ، وكان علينا الصعود إلى الطابق السابع عبر السلالم .

أما المسبح والساونا فقد كانت مشكلة أخرى لأن إدارة الفندق خصصت يوما للرجال ويوما للنساء ونحن نعلم حاجة اللاعبين الدائمة لهما.

مشرفون.. ولكــن !!

في صباح يوم الخميس الثاني من تشرين الأول الجاري عقد على إحدى قاعات فندق الحياة ريجينسي في دوشنبه المؤتمر الفني بحضور إداريو الفريق الأربعة ، وقد مثل العراق السادة ليث حسين المدير الإداري وعمار زهير إداري الفريق ود. سعد حسين طبيب الفريق العراقي ، بالإضافة لحضورنا لتغطية المؤتمر إعلاميا ، وتم خلال المؤتمر شرح التعليمات الخاصة بالتصفيات ونظامها وقوانينها  ، وأبلغونا بأن اللاعب مصطفى محمد جبير موقوف من اللعب لمباراتين بسبب هقوبة إدارية صادرة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عند مشاركته مع منتخب الناشئين في البطولة السابقة .

لكن السؤال الذي لم يكن لدى اللجنة المشرفة على التصفيات جوابا له هو موضوع كيفية حسم تأهل الفرق إلى النهائيات مع وجود منتخب البحرين ضمن فرق المجموعة السادسة .

كان السؤال المهم الذي لم نجد له جوابا : ماذا لو تأهل البحرين أولا للمجموعة ، هل سيعد الفريق صاحب المركز الثاني أولا ويدخل صاحب المركز الثالث ضمن المنافسة على إحدى بطاقات أفضل الثواني ؟! .. وماذا لو أحرز البحرين المركز الثاني أو الثالث ؟! ، وحتى مغادرتنا دوشنبه لم نكن نعرف شيئا عن الفريق  الذي سيرافقنا لنهائيات المنامة  . كانت إجابة المشرفين واحدة : الأمر يعود إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ، ونحن هنا للإشراف على مباريات التصفيات فقط !!.

خلال هذا المؤتمر تم تحديد ألوان ملابس الفرق حيث تقرر أن يرتدي لاعبونا الملابس الخضراء الكاملة في المباراة الأولى أمام طاجيكستان فيما سيكون الزي الأبيض الكامل في مباراتينا أمام منتخبي جزر المالديف والبحرين.

وحدة تدريبية على ملعب المباراة

اللجنة المنظمة سمحت لمنتخبنا خوض وحدة تدريبية  واحدة على أرض ملعب الجمهورية المركزي قبل المباراة الأولى بيوم واحد ، ولذلك كانت الوحدة التدريبية الثانية يوم الخميس على أرض هذا الملعب وبدأت في الساعة الخامسة مساء حيث أبدى الجميع اندفاعا كبيرا في تطبيق مفرادات هذه الوحدة وحسب توجيهات أفراد الجهاز الفني ، أما نحن فقد وجدناها فرصة للإطلاع على المكان المخصص للصحفيين الذي كان في أعلى المدرجات التابعة للمقصورة الرئيسية وكان مكانا متواضعا ، لكن المفرح إن هناك شبكة (واي فاي) وللأمانة كانت إشارة الانترنت قوية جدا وساعدتنا كثيرا في نقل أحداث المباريات الثلاثة إلى جماهيرنا الرياضية بشكل مباشر  عبر الفيس بوك.

هل لدينا سفارة في دوشنبه ؟!

طيلة وجودنا في مدينة دوشنبه لم نعرف إن كانت لدى جمهورية العراق سفارة أو قنصلية من عدمه ، فلم يتواصل معنا أحد ولم يكن أحد هناك يعرف بوجود سفارة عراقية من عدمه !!.

نقل فيس بوكي بدلا من النقل التلفزيوني

سألنا عن النقل التلفزيوني لمنافسات التصفيات فأخبرونا بأن هناك قناة محلية ستنقل مباريات البطولة ، وسيكون النقل المباشر لمباريات منتخب طاجيكستان فقط ، أما بقية المباريات فسيتم تسجيلها وعرضها في وقت أخر .

الحقيقة هذا الخبر شكل صدمة لنا لأننا كنا نتمنى أن تكون مباريات منتخبنا منقولة للجماهير الرساضية العراقية ، ولذلك قررت أن  أقوم  بالنقل المباشر لأحداث المباريات عبر صفحتي الخاصة في الفيس بوك دقيقة بدقيقة  خدمة لأبناء الشعب العراقي  ، وبالرغم من صعوبة المهمة  كوني أقوم بكتابة أحداث المباراة  لأرسلها إلى الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وكذلك أقوم بالتصوير بكاميرتي الخاصة مع كثرة الرسائل الخاصة التي كانت تردني على الفيس بوك ، وكوني أعاني من أرتفاع حاد في درجة الحراة وسعال شديد نتيجة لإصابتي بالتهاب رئوي ، لكنني ولله الحمد وفقت في وضع المتابعين في قلب الحدث من خلال نقل أحداث المباريات الثلاثة بشكل كامل ، وهذا ما يحدث لأول مرة فلم يسبق لأي موفد صحفي أن قام بمثل هذه المهمة من قبل .

وكانت علامة نجاح هذه التجربة  من خلال رسائل وردود الأخوة الرياضيين والصحفيين عبر صفحتي الخاصة في الفيس بوك أو عبر البريد الالكتروني.

مباراة طاجيكستان.. مفتاح التأهل

كان جميع أعضاء الوفد ينظرون إلى المباراة الأولى أمام منتخب طاجيكستان بأنها مفتاح التأهل ، وكانت هناك حالة من القلق لدى الجميع من هذه المباراة لقوة الفريق الطاجيكي وما يمتلكه من لاعبين جيدين بالإضافة إلى إنه يلعب على أرضه وبين جماهيره . قبل بداية المباراة  أزددت قلقا بعد أن عرفت بأن طاقم تحكيم المباراة سيكون خليجيا مؤلفا من السادة علي شعبان من الكويت وعليم بيهزاد من الكويت وعبد الله مبارك من عمان  ، لكن الفريق العراقي بكر في التسجيل بعد مضي دقيقتان و24 ثانية على المباراة بعد أن مرر أمير صباح كرة عالية من ركلة ركنية ارتقي لها علاء
عباس وأرسلها بضربة رأس رائعة داخل المرمى على يمين الحارس  بهروز خايرييف مسجلا الهدف الأول لمنتخبنا ، بعدها سيطر منتخبنا على مجريات المباراة  افضل التنظيم الجيد والانضباط التكتيكي ، وأضاع علاء عباس وصفاء هادي وأمجد عطوان وأمير صباح  عدة فرص ثمينة لمضاعفة رصيد منتخبنا من الأهداف ، وفي الدقيقة  79 كلل جاسم محمد مجهوداته الكبيرة في المباراة بتسجيله الهدف الثاني لمنتخبنا بعد أن أستحوذ على كرة قرب قوس الجزاء ثم سددها كالسهم في سقف المرمى لم يتمكن الحارس  أن يفعل لها شيئا  ليتقدم منتخبنا بهدفين نطيفين ويعم الصمت في المدرجات  ، وبعد
انتهاء المباراة  نال اللاعب جاسم محمد لقب أفضل لاعب في المباراة بعد الجهود الكبيرة التي قدمها في المباراة وكان أحد أبرز مفاتيح لعب الفريق العراقي ، لكن الغريب إن اللجنة المنظمة لم تقدم للاعبنا الشاب  شيئا كما جرت العادة  مما ولد الحيرة لدى اللاعب وأفراد البعثة العراقية.

تألفت تشكيلة منتخبنا في هذه المباراة من اللاعبين  محمد عباس لحراسة المرمى  ومصطفى محمد معن (قائد الفريق) وأياد كريم وكرار فالح وسيف حاتم وياسر عمار وصفاء هادي  (عمار عبدالجليل  78) وجاسم محمد ( محمد حسن  89 ) وأمجد عطوان وأمير صباح وعلاء عباس  (سجاد جاسم 86) .

الفوز على الفريق الطاجيكي رفع الضغوطات عن منتخبنا وأصبح التأهل لنهائيات البطولة قريبا من لاعبينا سيما وإن المباراة الثانية ستكون مع الفريق المالديفي كبش فداء المجموعة، برغم إن الكابتن عباس عطية مدرب الفريق أكد في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة بأن فريقنا لم يضمن بطاقة التأهل ومن الصعب الحكم بعد مباراة واحدة.

طاجيكي يشكو عقدة العراق

بعد انتهاء المباراة كان لنا أنا ود. سعد حسين لقاء مع أحد الرياضيين الطاجيك الذي كان يلوم حظ فريقه العاثر ويقول بأن المنتخبات العراقية أصبحت عقدة لطاجيكستان في جميع البطولات ، وقال لو كنت مسؤولا عن الكرة في بلدي لطالبت الاتحاد الآسيوي بإبعاد منتخبات بلادي عن المجموعات التي تضم المنتخبات العراقية . ضحكنا جميعا لهذه الطرفة الطاجيكية  ، وتذكرنا يوم كانت المنتخبات العراقية عقدة لجميع فرق المنطقة وبالذات المنتخبات الخليجية.

منتخبنا يسحق المالديف بخماسية

في يوم الأحد الرابع من تشرين الأول الجاري كان على منتخبنا مواجهة الفريق المالديفي في الساعة الثالثة عصرا بتوقيت دوشنبه  الواحدة بعد الظهر بتوقيت بغداد ، على أن تقام المباراة المهمة بين منتخبي البحرين وطاجيكستان  في الساعة السادسة مساء . قبل المباراة قلت أمام الجميع بأن منتخبنا سيفوز بخمسة أهداف مقابل لاشيء ، وفي غرفة تبديل اللاعبين أكدت ذلك وقلت لللاعبنا علاء عباس بأنك ستسجل هدفين ، وفعلا جاءت توقعاتي مضبوطة بنسبة 100 % .

سيطر منتخبنا  على مجريات المباراة بشكل كامل منذ بدايتها حتى الصفارة الأخيرة للحكم ، وركز الفريق العراقي على جهة اليمين التي شغلها اللاعب المثابر أمير صباح الذي كانت شعلة من النشاط والحركة وأرهق المدافعين بتحركاته وسرعته ، فيما فرض خط الوسط سيطرته التامة على منطقة العمليات . أما الفريق المالديفي فقد أعتمد على الجانب الدفاعي والتكتل في المناطق القريبة من مرماه دون التفكير بتهديد المرمى العراقي الذي ظل في منأى عن الخطر طيلة دقائق المباراة  ، ولم يتأخر الهدف الأول كثيرا ففي الدقيقة العاشرة  أخترق  أمير صباح الدفاع من جهة اليمن
ومرر كرة عرضية  ارتقى لها علاء عباس من بين المدافعين وأرسلها برأسه داخل المرمى مسجلا الهدف الأول للفريق العراقي ، وبعد ثلاث دقائق  تابع أمير صباح كرة  داخل منطقة الجزاء وأرسلها داخل المرمى على يسار الحارس مسجلا هدفا ثانيا لمنتخبنا  ، وضيع منتخبنا أكثر من فرصة حتى الدقيقة  27  عندما استقبل علاء عباس كرة على حافة منطقة الجزاء ولعبها خلفية بطريقة ( دبل كيك ) ردها الحارس لتجد محمد حسن مستعدا لاكمالها داخل المرمى مسجلا الهدف الثالث لمنتخبنا الذي واصل هجماته لإضافة المزيد من الأهداف ، وشهدت الدقيقة 39 هجمة عراقية منسقة انتهت عند علاء عباس الذي واجه الحارس وسدد كرة قوية على يساره مسجلا هدفه الشخصي الثاني في المباراة والهدف الرابع لمنتخبنا .

في الشوط الثاني لم يختلف الحال كثيرا  عن النصف الأول من المقابلة حيث ظل اللعب منحصرا في نصف الملعب الخاص بالفريق المالديفي الذي تلقى هدفا خامسا في الدقيقة 52 من المباراة بعد أن انفرد اللاعب محمد حسن بالحارس وأرسل الكرة بهدوء على يمينه  لتنتهي المباراة بخمسة أهداف نظيفة لمنتخبنا وتصدره فرق المجموعة بعد خسارة البحرين أمام المالديف بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت الكثير من الأخطاء التحكيمية .

وبعد انتهاء  المباراة أختير اللاعب أمير عباس كأفضل لاعب في المباراة بعد الجهود الكبيرة التي قدمها ومساهمته في صناعة أكثر من هدف بالإضافة لتسجيله هدف العراق الثاني في المباراة .

مثل منتخبنا في هذه المباراة  اللاعبون محمد عباس لحراسة المرمى وسيف حاتم وكرار فالح وأياد كريم ومصطفى محمد (قائد الفريق) وأمير صباح وأمجد عطوان (سجاد جاسم 46 ) وصفاء هادي وجاسم محمد (عمار عبدالجليل 68 ) وعلاء عباس (مصطفى علي 55 ) ومحمد حسن

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *