حوار أجراه – فلورا رعد – عثمان عبد الله – صحيفة الرياضة العراقية

 
لاعب باربع عيون ، هكذا كان يوصف حين يتحكم بساحة اللعب ويقود دفتها كانه سائق حافلة خبير وضع الامان وسلامة الركاب وحياتهم بيديه ليوصلهم لبر الامان ،،، وحين اعتزل اللعب سرعان ماجلس على دكة الفريق ليلهم لاعبيه اسرار القيادة والنجاح في مشوار الكرة المستديرة ،،، هاجر بلده وحنينه يشده اليه كل لحظة وبكل كلمة ينطقها وحضوره لازال طاغيا ومحببا رغم سنوات البعد حيث  لا تفي كل الكلمات حقه ولا مميزاته وألمعيته فيكفي ان تقول الجنرال دكلص عزيز ليصمت كل كلام مباح ، التقينا في حوار الغربة والحنين الى الوطن وذكرياته مع  الساحرة المستديرة وكان اهلا للضيافة والتواضع حيث دار معه الحوار التالي :
 ما بين عام 1958 عندما انتقلت للعاصمة وحتى منتصف التسعينيات وهي فترة انتقالك لبلاد الغربة وتحديداً الى هولندا..كيف وجدت التجربتين وايهما أصعب.؟ 

 
في التجربة الأولى أي بعد انتقالي للعاصمة بغداد لم اواجه اي صعوبات كوني في بلدي الأم ولكن عند انتقالي الى بلاد الغربة واجهت بعض الصعاب واهمها التعامل مع الغرب واللغة ولكن هذه الأمور تعتاد عليها مع مرور الوقت ونشكر الرب على ذلك.
الأسباب التي أدت الى انتقالك الى الخارج ومغادرة العراق هل كانت امنية ام اقتصادية ام لأنك فضلت البدء بتجربة جديدة خارج اسوار الوطن؟

 
 السبب الرئيس هو الظروف السياسية والامنية التي يمر بها البلد وعدم الاستقرار وهذا كان السبب الرئيسي في اتخاذي لهكذا قرار.
 تكريمك في هولندا بتقليد الوسام الحسن عام 2012 من قبل قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ماذا يعني لك..؟

 
 حصلت على العديد من التكريمات خلال مسيرتي الكروية ولكن تكريمي من قبل القداسة والأب الروحي مار دنخا الرائع رئيس الطائفة الآشورية كان بلا شك الأعز على قلبي ولا ازال حتى هذه اللحظة فخورا جدا بهذا التكريم.
بعد اعتزالك مباشرة اتجهت لعالم التدريب ونلت شهادة تدريبية بتميز من قبل البرازيلي كارلوس ألبرتو في الكويت هل خبرتك وطموحك كان السبب في التميز عن أقرانك المشتركين في الدورة ؟

 
بعد اعتزالي اللعب اُرسلت الى دولة الكويت من قبل الهيئة الإدارية لنادي الشرطة الرياضي للمشاركة في الدورة التدريبية حيت كنت لا ازال احتفظ بلياقتي البدنية وكنت اشارك في كل الدروس العملية منها والنظرية والدرجات العالية التي حصلت عليها في الامتحان النظري جعلتني اتفوق على باقي الزملاء المشاركين وحصلت حينها على درجة امتياز.

 
ومن وجه نظرك ماهي صفات مدرب المنتخبات الوطنية..وبماذا يختلف عن مدرب النادي المحلي؟

 
بصورة عامة يفضل ان يكون المدرب لاعب سابق لأنه سيكتسب الخبرة من المباريات التي يخوضها في مشواره الكروي كلاعب وأيضاً لا بد من الاشارة الى أهمية التعلم من تجارب المدربين الذين يشرفون على تدريبه خلال مسيرته سواءًا كانوا محليين او اجانب وهناك عوامل اخرى تلعب دور كبير في نجاح المدرب مع الفريق الذي يقوده وهي المطالعة والمشاركة في الدورات التدريبية ومشاهدة مباريات الأندية والمنتخبات العالمية ويجب ان تكون قوة الشخصية أحدى صفاته.
عملت مساعد مدرب لعدد من المدربين الأجانب وعملت مساعدا مع الراحلين عمو بابا وعبد كاظم..بماذا يختلف المدرب الاجنبي عن المحلي.؟

 
عالم التدريب الكروي واحد ولا يختلف، اما الاختلاف فهو يكمن في سنوات الخبرة وكثرة المشاركات في الدورات التدريبية المتقدمة وكذلك البطولات والمناسبات الدولية وتبقى مهمة إثبات الذات في عالم الساحرة المستديرة هي مسالة حتمية بالنسبة للمدرب وهو الهدف الرئيسي الذي يسعى لإدراكه خلال مسيرته الرياضية.
برأيك هل كانت أسباب خسارتنا في نهائي خليجي الدوحة 1976 إدارية ام فنية؟

 
 سبب تلك الخسارة هو إداري أكثر من كونه فني والجمهور العزيز على إطلاع كامل على تفاصيل مشاركتنا في هذه النسخة وما حصل فيها.
خروجنا من تصفيات كأس العالم 1981 أمام السعودية هل كان بسبب سوء الاعداد, أم ملعب التارتان أم هو بسبب ترك المدرب فويا للفريق.؟

 
من الصعب ان اجيب على هذا السؤال كوني غير مطلع على الاسباب ولا أدري ان كان ذلك بسبب الإقالة ام لا, كل ما اعرفه هو أن سفر المدرب الى يوغسلافيا كان بسبب مرض اُمه ولا تفاصيل اكثر لديّ حول تلك الحادثة.
هل تحن لأيام زمان عندما كنتم تلعبون مع نجوم سابقين في أزقة العامرية ؟

 
 أحن لبلدي العزيز واتمنى له ولشعبه كل الخير واحن كثيرا الى نادي الشرطه الرياضي الذي احتضني منذ عام 1964 لغاية 1995, و افتقد كل شارع ومحله ومدينة عراقية كوني احد ابناء هذا البلد العظيم.
لماذا لم يحذو العراق حذو دول الخليج في التطور واستقطاب المدربين الأجانب..؟

 
هذا السؤال موجه الى الحكومات العراقية والمسؤولين الرياضيين قبل عشرات السنين من الآن .
كيف كانت ردود أفعال المساعدين الإسكندر ومأكلن بعد التعادل مع الكويت بنتيجة 2-2 وهناك من يقول أنه قد حدثت مشادة كلامية بين المدربين والمساعدين, هل هذا صحيح؟

 
في الحقيقة لا اعلم هل اتكلم عن ردود فعل مساعدي المدرب ام عن الفوضى التي حدثت في غرفة استراحة اللاعبين بعد انتهاء الشوط الأول من المباراة حيث كنا متقدمين بهدفين دون مقابل و اكتظت غرفة الملابس التي كانت مساحتها 3 امتار بما يقارب الثلاثون شخصاً والجميع يتكلم بصوت مرتفع ولم يتمكن المدرب من إيصال ارشاداته وخطة الشوط الثاني للاعبين مما جعلنا نلعب بنفس اسلوب الشوط الأول واستغل الفريق الكويتي هذا التخبط وقاموا بتسجيل هدفين بشباكنا.
لعبت في نادي الشرطة والمنتخب الوطني بمركز خط الدفاع..لكن مأكلن نقلك إلى خط الوسط..أين كنت تجد نفسك..؟

 
لعبت في البداية مع فريق آليات الشرطة والمنتخبات العراقية في مركز الوسط وبعد مرور حقبة من الزمن فضّل المدربين أن اتواجد في مركز دفاع وسط متقدم لكوني امتلك لياقة بدنية عالية حيت كنت اشارك مع خط الوسط في حالة الهجوم وأتراجع لوضعية الدفاع في حالة حدوث هجمة من قبل الفريق الخصم.
في نهائي كاس آسيا للأندية عام 1972.. كيف كانت اجواء النهائي مع الفريق الاسرائيلي..وهل توجهت الادارة لكم بتوصيات حول كيفية النزول إلى الملعب والدوران حوله حاملين علمي العراق ودولة فلسطين؟ 

 
في تلك البطولة في تايلند تم ترشيح نادينا آليات الشرطة للعب ضد نادي ماكابي هيفا الإسرائيلي في المباراة النهائية. وبعد ذلك أبلغنا رئيس الوفد بعدم اللعب ضد الفريق الاسرائيلي لأسباب سياسية ونحن بدورنا قمنا بإعلام المشرفين على البطولة بهذا القرار حيث نزلنا الى أرضية الملعب لإستلام الجائزة الثانية بعد المباراة الاستعراضية التي اُقيمت بين الفريق الاسرائيلي ومنتخب تايلند .. ولم نقم حينها بالاستعراض حول الملعب.
كمتابع للمنتخب العراقي الآن..ما هو المطلوب منه لتحقيق التأهل لنهائيات كأس العالم 2018.؟

 
المطلوب هو حب الوطن والإخلاص والتعاون لأجل إدراك الهدف ونكران الذات وتقيد اللاعبين بتعاليم وارشادات المدرب واللعب باخلاص لرفع اسم العراق في جميع المحافل الرياضية.
كلاعب عام 1974 وكمدرب سنة 1982.. لم تتمكنوا من الصعود الى نهائيات كأس العالم..ما هي الأسباب؟

 
 نوعز ذلك الى عدم وجود رؤية مستقبلية للرياضة العراقية وكرة القدم على وجه الخصوص وغياب التخطيط السليم عكس ما يحدث في دول الخليج العربي وباقي دول المنطقة حيث قاموا بإستقدام كوادر تدريبية متخصصة في هذا المجال وتم التركيز على بناء البنية التحتية وإستقطاب المحترفين سواءً كانوا لاعبين ام مدربين.. الأمر لم يحدث عندنا قبل الاستعداد لهكذا منافسات عالمية.
من هو المسؤول عن عدم تطور الكرة العراقية..هل هي وزارة الشباب والرياضة أم الاتحاد وإدارات الأندية..وما هي السبل لتطويرها برأيك؟

 
تطور الرياضة في اي بلد مرهون بحكومته ومدى اهتمامها بالبنية التحتية والمنشآت الرياضية واستراتيجيتها في تخصيص دعم مادي لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية. ولتطوير الرياضة العراقية هناك عوامل لابد من الالتزام بها منها التخطيط المدروس لخارطة المشاركات والمحافل الخارجية ودعم الاتحادات الرياضية و وضع منهاج كامل لكافة الفرق وإستقطاب مدربين عالميين للنهوض بواقع كرتنا.
 لو سألتك عن التشكيلة المثالية للكرة العراقية في حقبتك الزمنية فكيف ستكون ومن يقودها؟

 
حارس المرمى المرحوم ستار خلف لخط الدفاع عادل خضير وعدنان درجال والمرحوم عبد كاظم ومجبل فرطوس لخط الوسط  وعلي كاظم و شدراك يوسف و هادي احمد و احمد صبحي و لخط الهجوم فلاح حسن وكاظم وعل .
في نهاية حوارنا هل هناك سؤال تود أن توجهه لشخص او جهة معينة؟

 
أود ان اوجه سؤال الى حكوماتنا المتعاقبة والمسؤولين عن الرياضة وأقول لهم لماذا نحن لسنا بمستوى الدول العربية في منشآتها الرياضية وكوادرها ولماذا كل هذا الإهمال الذي تعاني منه رياضة البلد.. فقد تطورت كل دول الجوار من حولنا وبقيّ العراق يراوح في مكانه ولم يستفد من تجارب الغير ولا من ماضيهم.. فكما هو معلوم الرياضة تعتبر المرآة التي تعكس حضارة البلد وفرقها التي تشارك في المحافل الخارجية تكون بمثابة سفارة متنقلة لتمثيل البلد خارج القطر.. فأين هم عنها؟
كلمة أخيرة توجهها لمن يقرأ لك هذا الحوار؟

 
كل الحب والاعتزاز والتقدير لجمهورنا الرياضي العزيز الوفي وكافة الأخوة الصحفيين والإعلامين والمعلقين الرياضيين وأتمنى لشبعنا العراقي كل الخير والصحة والأمن والأمان .ومن تألق الى آخر. اخوكم دوكلص عزيز .

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *