بغداد : هشام السلمان -صحيفة الرياضة العراقية
انتهت معمعة الانتخابات الخاصة باختيار رئيس جديد للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا خلفا للرئيس المحال للبقضاء بتهمة الفساد السويسري سيب بلاتر بفوز مواطنه جياني انفانتينو, لكن لم تنته دوامة الملاعب العراقية ومسؤوليها من النجاح في اقناع الاتحاد الدولي باتخاذ قرار برفع الحظر عن الملاعب العراقية التي فرض عليها منذ ما يقارب من ثلاثة عقود من الزمن باستثناءات قليلة كان فيها الحظر يرفع لدة قصيرة ثم يعود ليجثم مرة اخرى على البوابات الدولية لها
الاسباب والمسببات
لم تكن قرارات الفيفا بفرض عقوبات منع اللعب وحظر المباريات الدولية الرسمية منها او الودية على الملاعب العراقية اجتهادا شخصيا او عداوة من عضو في الاتحاد الدولي اتجاه الكرة العراقية وملاعبها , وانما لهذا الحظر اسبابه ومسبباته تقف في المقدمة منها نشوب الحرب في ثمانينيات القرن الماضي بين العراق وايران مما جعل الفيفا يمنع اجراء المباريات داخل العراق حتى اضطر المنتخب العراقي الذي تاهل الى نهائيات بطولة كاس العالم في المكسيك عام 1986 من لعب جميع مباريات التصفيات خارج ملعبه وبذلك عد المنتخب العراقي اول منتخب في تاريخ كاس العالم يتاهل الى النهائيات دون ان يلعب في التصفيات على ارضه وبين جمهوره , وبعد تلك الحرب تم رفع الحظر ولعب العراق تصفيات كاس العالم 1990 في ملعب الشعب ولكن سرعان ما شهد العراق تطورات سياسية وعسكرية متسارعة تمثلت بدخول العراق الى الاراضي الكويتية واحتلالها في اب من ذلك العام مما جعل الفيفا يعود مرة اخرى ويفرض الخظر على الملاعب العراقية وبعدها كان الحظر يرفع بشكل جزئي دون اتخاذ قرار نهائي برفعه حتى جاءت التغيرات السياسية التي شهدها العراق عام 2003 ودخول القوات الامريكية العراق وما شهده من احداث امنية وتفجيرات وماليها حتى فرض الاتحاد الدولي الحظر بصورة كاملة وحمل المدربين الالجانب العاملين داخل العراق تحمل مسؤولية البقاء في العمل مع الاتحاد العراقي لكرة القدم وكان اخرهم بعد دخول الامريكان الى بغداد المدرب الالماني ستانج الذي رفضت سفارة بلاده الموافقة على بقاءه وقدم استقالته وعاد الى وطنه ورغم مجيء مدربين اخرين مثل سيدكا الالماني وزيكو البرازيلي وجمال حاجي الصربي الا انهم كانوا على مسؤوليتهم الشخصية ولعل الاخير حاجي لم يبق في بغداد سوى ليلة واحدة وعاد الى بلاده بعد ان تعرض الى تهديدات لم يعرف مصدرها الى الان
محولات رفع الحظر
لم تكن جميع المحاولات التي قامت بها المؤسسات الرياضية الرسمية في العراق ترتقي الى مستوى المهمة التي يراد انجازها , سواء المحاولات التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة او اللجنة الاولمبية او اتحاد كرة القدم لان اغلب هذه المحاولات كانت تفتقر الى التخطيط والرؤية الصحيحة لما يجري من احداث ومصالح مشتركة واسترات\يجيات تعمل عليها اتحادات الدول المجاورة او الاتحادات الرياضية الصديقة , من هنا وبالرغم من المحاولات العديدة للمسؤوليين الرياضيين في العراق الا ان تلك المحاولات كانت تعتمد على استشارات خاطئة بل ومجاملة للمسوؤل , حتى وصفت تلك المحاولات على انها مجرد سفرة للتنعم باجواء سويسرا او بلدان اخرى لها علاقة بالقضية , وللتاريخ لم تكن فكرة رفع الحظر وليدة هذا العام او الذي سبقه في تتداول في الاوساط الرياضية المحلية منذ ان كان حسين سعيد رئيسا للاتحاد ومن ثم اعقبه ناجح حمود ومنذ ان كان جاسم محمد جعفر وزيرا للشباب ومن ثم اعقبه عبد الحسين عبطان ومنذ ان كان احمد الحجية رئيسل للجنة الاولمبية ومن ثم اعقبه رعد حمودي
جذع النخلة وصوت العراق
من بين اهم معايير الفيفا لرفع الحظر ان يكون هناك امن وامان وملاعب وبنى تحتية … وما بناه العراق من مدينة رياضية متكاملة في البصرة ومتمثلة بملعبها الرئيس جذع النخلة ومطالبة العراق بتنظيم بطولة الخليج العرابي بنسختها 21 ومن ثم 22 وبعدها 23 واخبرا اعتذر العراق عن التنظيم مع الاحتفاظ بحقه بتنظيم النسخة 24 , هذه الاجتهادات ارسلت رسالة واضحة الحروف الى الفيفا بان العراق غير قادر على تنظيم بطولة اقليمية فكيف به ان يفتح ملاعبه لدول ومنتخبات العالم للعب على ارضه ايضا فان الدوري العراق وما يشهده من حظور جماهيري كبير لم يستغل لغرض رفع الحظر وانما استغل بالضد من هذا الهدف عندما سمح للشغب ان يكون ظاهره في الدوري وما شهده ملعب كربلاء من قتل مدرب الفريق محمد عباس قبل عامين وما تعرض له اللاعب كرار جاسم من مهاجمة احد المشجعين ونزول الجمهور الى ارض الملعب في مباراة النجف والشرطة واحداث اخرى كثيرة دفعت بالمستشارين العاملين مع المسؤوليين في الوزارة والاتحاد والاولمبية لم يتمكنوا من ابداء الرأي القادر الى عبور المشكلة وامكانية اقناع الفيفا برفع الحظر الذي لم يجدوا له مخرجا سوى التلاعب بصوت العراق بالانتخابات الفيفوية ومرة يذهب الوزير برفقة رئيس الاتحاد الى رئيس الاتحاد الدولي السابق بلاتر وهو رجل احيل الى القضاء بسبب اتهامات بالفساد عله يرفع الحظر ولم نقبض منه سوى الصور التذكارية واخرى نذهب الى الامير علي بن الحسين وهو لم يستعد جيدا للانتخابات الدولية ويطلب التاجيل قبل ساعات من انعقاد المؤتمر الانتخابي ولم نقبض سوى الامل الذي تلاشى
علينا ان نعيد الحسابات ونبعد المتفلسفين باسم كرة القدم العراقية ونعترف بان المستشارين همهم الاول والاخير البقاء على كرسي الوظيفة ليس الا ساعتها نعرف اين نذهب ولا نندم عندما نتسلح باراء وخطوات واثقة ان فعلناها نصل الطريق المؤدي الى قرار انهاء الحظر والا سنستنزف الميزانية الخاوية للرياضة العراقية على فاتورات السفر والمجاملات وعقد المؤترات والندوات التي لانقبض منها سوى فاتورات البذخ في زمن التقشف

1 Comment