حاوره د.عبد الجبار البصري/صحيفة الرياضة العراقية
صحيفة الرياضة العراقية تنفرد بأول لقاء موسع مع مدرب شاب يحاول ان يشق طريقه نحو النجومية بثبات معتمدا على الخبرات التي اكتسبها في علوم التدريب الحديثة حيث استفاد من تواجده في بلد المهجر السويد من اكتساب خبرات تدريبية من خلال دخوله العديد من الدورات التي سلحته بعلم التدريب الحديث في فهم منظومة كرة القدم من اجل تحقيق الهدف المطلوب . انه المدرب الخلوق الكابتن نعمة جبار ، الذي بدأ حديثه بان التدريب علم وفن واجتهاد، وتظافر الخبرات ، وفهم تناغم منظومة المعطيات من اجل الحصول على اعلى انجاز.
مدرب شاب يمتلك طاقة كبيرة وعلم تدريبي حديث ولكنه كان ينتظر فرصة من اجل يظهر امكانياته من خلالها ، فكانت له هذه الفرصة رغم قصرها عندما عمل مدربا مساعدا لفريق نفط الجنوب احد اندية الدوري الممتاز العراقي.
** ماذا نقرا بالبطاقة الشخصية والرياضية :
-الاسم نعمة جبار ، خريج كلية العلوم ، كانت بدايتي كاي لاعب مع الفرق الشعبية في منطقة سكني ثم مع فرق اتحاد الشباب ، وبعدها التحقت في ناشئة نادي الاتحاد البصري ومنها الى الى شباب فريق البحري ومنه انتقلت الى فريق شباب الميناء ومن ثم الى الفريق الاول مثلته لعدة مواسم ، مثلت فريق صلاح الدين لعدة مواسم ، واحترفت في اليمن ولعبت لثلاث مواسم وبعضها كنت لاعبا ومدربا لفريق الرشيد بالدرجة الاولى.
اما كمدرب فاني انهيت متطلبات الدورة الاسيوية سي في سنة 1999 مع بعض المدربين ومنهم المدرب راضي احمد وحسن المولى و كريم صدام ولكن حينها ظلمت ولم يتم منحي الشهادة ولكن ادرج اسمي كمستمع ولا اعرف السبب. وبعدها سافرت الى السويد ودخلت عدة دورات تدريبية استفدت منها بمواكبة علم التدريب الحديث واستفدت كثيرا من الخبرات الاوربية في فهم مكونات التدريب وتحليل عناصر نجاح الفريق وكيفية توظيف اللاعبين من اجل نجاح تكتيك خططي معين. واول تجربة لي تدريبية بالعراق كانت هذا الموسم حيث عملت مدربا مساعدا مع الكابتن حسن المولى.
**من اين اكتسبت خبرتك التدريبة ومن هو مثلك الاعلى في التدريب.
-بالطبع ان افضل الخبرات اكتسبتها في البداية اكتسبتها كوني لاعب وتدرجت بين الفئات المختلفة للفرق ومعاصرتي لعدة مدربين منهم جميل حنون و رزاق احمد و هادي احمد و رحيم كريم و عبد الاله عبد الحميد واخرين ممن اثر في حياتي، و اخص الكابتن حسن مولى الذي عاصرنا كلاعب ومدرب فكان له الاثر الاكبر بالتأثير فهو مدرب مثابر متجدد يواكب التطور يحترم الجميع واتمنى له التوفيق اينما ذهب وان يأخذ فرصته لكي يظهر امكانياته ويطور طرق لعب الفريق الذي سيدربه فهو لديه طاقة وعلم تدريبي كبير، فمن هؤلاء الكبار تعلمنا طرق وخطط التدريب المختلفة وتحديد مفردات التدريب ومستلزماتها وانواع التمارين المطلوبة وكيفية تحليل نقاط قوة وضعف الفريق الخصم وتحليل نقاط قوة وضعف فريقك لسد الثغرات اوتنفيذ خطط تكتيكية من اجل مفاجئة الخصم ،
جميع هذه العناصر، فضلا عن الدورات التدريبية التي دخلتها في بلد المهجر السويد التي ايضا اضافت لي خبرات جديدة في فن وعلم التدريب الحديث والخطط التكتيكية ومنها دورة تطويرية بأشراف الاتحاد البرازيلي وتحت قيادة مدرب برازيلي ، كل هذه العوامل مجتمعة اغنت تجربتي التدريبة. علما باني ظلمت مرة اخرى من قبل فرع الاتحاد الكروي بالبصرة بعدم الموافقة على دخولي الدورة الاسيوية التي اقيمت في البصرة رغم اني من الفترض ان اكون ممن لهم الاولوية لاني ابن المدينة ومثلت فرقها لعدة مواسم فكان رد الجميل لي بعدم السماح بالاشتراك في الدورة ومرة اخرى لاسباب واهية لاتمت للحقيقة بصلة.
**كيف رايت مستوى الدوري العراقي مقارنة بالدوريات العربية والاجنبية
-الحقيقة لاتوجد مقارنة بين مستوى الدوري العراقي والدوريات الاجنبية والعربية ، لاني اصبت بخيبة امل كبيرة لان مستوى الدوري متدني فنيا يخلو من الاثارة والمنافسة ، يفتقر الى ابسط مقومات التنظيم الاداري ويعود السبب الرئيسي الى التدخل الكبير من قبل جميع اعضاء الاتحاد الكروي في عمل الادارات والمدربين مما يولد حالة من عدم الرضا والاحساس بالغبن الكبير وهو ما انتج عوامل عكسية تكبح تقدم عجلة التقدم والنجاح. فضلا عن قلة مستكشفي المواهب ، وقلة وجود اللاعب السوبر الذي يمكنه ان يغير النتائج في الملعب. لانريد ان نبخس حق القلة المثابرة فالساحة لاتخلو من المجتهدين ولكن العوائق كثيرة والمنغصات اكثر ، اجمل ما شاهدته في الدوري العراقي هو الجمهور الوفي الذي يساند فرقه باصعب الظروف ويتحمل الكثير من التعب ومشاق السفر ولكنه يحضر ويشجع باجمل الهتافات ، وهو الحسنة الوحيدة في دورينا لانجدها في بعض الدوريات العربية.
**ماذا نحتاج للارتقاء بمستوى الدوري العراقي ليكون ضمن مصاف الدوريات الاسيوية القوية.
-الوضع في العراق عشوائي وفوضي وهو ما القى بظلاله على الرياضة العراقية ، لذلك نجد انتشار ظاهر المحسوبيات والمنفعة المتبادلة على حساب الخبرة والجدارة ، فضلا عن التهديد بالسلاح والقتل لكل من يعارض او يتصدى للاخطاء ، مما يغيب المصلح ويبقي على الفاسد . وهو ما يظهر الحاجة لثورة تغير حقيقية تشمل الجميع من اجل النهوض بالواقع الرياضي ، تغيير طرق الادارة بتأهيل كوادر متخخصة تبتعد عن المنافع الفئوية والشخصية وتنظر للمنافع العامة وتغيير القوانين الرياضية لتماشي الواقع الحديث ومتطلباته وليس البقاء على حزمة قوانين عفا عليها الزمن، تغيير طريقة التفكير لدى الاداريين واللاعبين والجماهير ووضع معادلة جديدة تربطهم من خلال اعلاء مصلحة الرياضة كهدف سامي وليس كغاية من اجل المنفعة الشخصية. واخيرا تطوير المنشأت الرياضية اللازمة لتطوير الرياضة ، وتطوير طرق ادارة المسابقات وتنظيم الدورات بشكل حديث محترف.
**كيف تمت مفاتحتك لتدريب فريق نفط الجنوب؟
-انا لست غريبا عن البصرة ورياضتها فانا ابنها البار ، وبعد رحلة بالمهجر ودخولي لاكثر من دورة تدريبة صقلت مواهبي وزادت من خبراتي التدريبية. احببت ان انقل هذه الخبرة الى بلدي ومحافظتي، وطرحت الموضوع على فريقي الام الميناء الذي خدمته ومثلته لعدة مواسم ، وللاسف لم اجد الترحيب اللازم وكان الجواب صادما بالنسبة لي حيث شعرت باني في عالم غريب فكأنه ليس فريقي السابق ولست بين اهلي وابناء محافظتي فطرق التفكير مختلفة والمصالح متضاربة ، والمجاملات حاضرة والعلاقات متبادلة بين بعض الاطراف مما لايجعل لي مكانا بينها ، لذلك فاني ايقنت ان لامكان لي في هذا العالم . وخلال احدى زياراتي للاهل تم مفاتحة الكابتن حسن مولى ليتولى مهمة تدريب فريق نفط الجنوب بعد فسخ عقد مدربه السابق عماد عودة بالتراضي مع الهيئة الادارية للنادي ، حيث عرض علي الكابتن حسن مولى ان اعمل معه في الكادر التدريبي لانه يعرف قدراتي وتربطني به علاقة قوية منذ كنا لاعبين ، وهو يعلم باني على دراية ومعرفة بطريقة التدريب التي يرغب بها ويمكنني ان انفذ اي تكتيك للفريق باقل جهد واقصر مدة وهو ما كنا بحاجة له لان منافسات الدوري كانت قائمة وهو ما يحتاج للتفاهم الكبير بيننا . هذه نقطة البداية لي في عالم التدريب بالدوري العراقي .
**الدوري العراقي بين الامس واليوم؟
– الدوري العراقي سابقا فيه وضوح لمستويات الفرق حيث تمتاز بعضها بمستوى فني عالي جدا لايمكن مجاراتها من قبل الفرق الاخرى وغالبا ما تكون النتائج محسومة لها ، اما اليوم فنجد ضياع سمة لعب الفريق اوهويته باللعب ، فلا نجد خطط تدريبية مطبقة بالملعب ولم يعد ذلك الترابط بين صفوف الفريق وانما يقتصر اللعب على مهارة اللاعب الفردية واقتناصه للفرصة ، لذلك لايمكن التكهن بنتيجة اي مباراة ولم نلحظ ظهور مميز لاي فريق .
**كيف تقيم تجربتك بالتدريب وما مدى نجاحها؟
-هذه اول تجربة لي بالتدريب بالعراق وكانت فترة قصيرة جدا لاننا استلمنا الفريق بالمرحلة الثانية اي بعد المباراة التاسعة بالدوري ، اعتقد كانت تجربتي ناجحة بكل المقاييس رغم قصرها بشهادة الخصوم قبل الاصدقاء ولكنها لاتلبي طموحي، حيث استطعنا كهيئة تدريب بقيادة الكابتن حسن مولى وكادر مساعد بتواجد كل من الكباتن ماجد عباس مدرب اللياقة البدنية والكابتن سالم نوروز وانا نعمة جبار ، ومدرب حراس المرمى قصي جبار، من تكوين فريق منافس واعدنا روح المنافسة والنصر للفريق ولكن الفريق افتقد لخدمات لاعبين مهمين نتيجة للاصابة وحيث اننا تستلمنا الفريق بعد انتهاء فترة الانتقالات الشتوية فلم يكن لدينا فرصة للتعاقد مع اي لاعب جديد من اجل تعويض المصابين، واكتفينا باللاعبين السابقين وهو ما اثر سلبا على بعض النتائج رغم ان فريقنا كنا ندا صعبا للجميع ولكن افتقدنا للاعب الهداف والقناص الذي يحول الفرص الى اهداف ، وغالبا ما كان سبب الخسارة هو اخطاء فردية للاعبين وليس اخطاء تكتيكية. سأعمل جاهدا من اجل الحصول على فرصة تلبي الطموح لكي احقق تطلعاتي بقيادة فريقي لمنصات التتويج.
**ماهو تقيمك لمستوى فريق نفط الجنوب وماذا يحتاج الفريق ليكون رقما صعبا.
-فريق نفط الجنوب فريق قوي ومنافس ولكن بهذا الموسم ، الفرصة التي اعطيت لنا قصيرة ومنافسات الدوري مستمرة وخيارات اللاعبين قليلة لم نستطع تغيير الكثير وكنا نمني النفس بان نبني فريق منافس للموسم القادم بتحديد احتياجات الفريق من اللاعبين الذين يلبون خطط المدرب ، ولكن تفاجئنا بانه لم يتم تجديد عقدنا وتم مفاتحة مدرب اخر لقيادة الفريق بالموسم القادم. سيكون فريق نفط الجنوب رقما صعبا ومنافسا قويا اذا اعد الفريق نفسيا وفنيا بشكل جيد ويحتاج لتدعيم صفوفه بلاعبين موهوبين وقناصين للفرص. امنياتي للفريق بكل النجاح والتوفيق بمسيرته القادمة.
**كيف تقيم مستوى فرق الدوري العراقي؟
-الدوري العراقي فقد نكهته الخاصة واختفت هوية الفرق وانصهرت مستوياتها في صعوبة الظروف المحيطة الامنية والاقتصادية . فمثلا فريق الزوراء العريق ورغم تحقيقه درع الدوري ولكنه لم يظهر بمستوى فريق الامس القوي المثابر وهذا الكلام على لسان مشجعيه، فتجده اليوم متذبذب المستوى من مباراة لاخرى وهو ما ولد غصة بنفس المشجعين. بعض الفرق الاخرى مثل فريق نفط الوسط اعتمد على توليفة شبابية افتقد للخبرات واستطاع ان ينافس على لقب الدوري لاخر مباراة، واتوقع ان يظهر الموسم القادم بشكل افضل ، كذلك اعتمد فريق النفط على اللاعبين الشباب وحقق نتائج طيبة ولكن الافتقاد الى الخبرة اللازمة افقدهم مفاتيح التنافس ، فريق الميناء متخم بالنجوم وصرفت عليه ميزانية كبيرة وبقيادة مدرب محترف السوري حسام السيد ، لكنه لم يحقق النتائج المطلوبة من اجل خطف الدرع الذي طال انتظاره. وباقي الفرق الجماهيرية وغيرها تذبذب مستواها بين مباراة واخرى.
**ما هو رايك بمستوى المنتخب الوطني وماذا تتوقع له بالتصفيات الاسيوية.
-الدوري القوي يعتبر الرافد المهم للمنتخبات الوطنية والاولمبية وكلما كان الدوري قويا ، نتج عنه منتخبا قويا ، وحيث ان دورينا يفتقد للمنافسات الصحيحة لدوري الفئات العمرية الاشبال والناشئين والشباب التي تعد الساحة الحقيقة لخلق النجوم ، وهو ما اثر سلبا على قلة ظهور المواهب واللاعب السوبر. وبالتالي انخفاض مستوى المنتخبات الوطنية والاولمبية ، فنجد منتخبنا يعاني امام فرق كنا نفوز عليها سابقا بثمانية اهداف. فضلا عن ان اختيارات المدربين واللاعبين لاتخضع للمهنية وانما تتم على اساس الفئوية والعلاقات والمجاملات كما اسلفت سابقا نحن نحتاج للصدق بكل اعمالنا لكي ننجح . فلا اعتقد اننا اليوم قادرين على المنافسة الاسيوية او الاولمبية امام فرق استعدت بشكل صحيح وسليم وحضرت فرقها على اساس علمي مدروس.
**كيف نرتقي بمستوى الكرة العراقية؟
-الحديث طويل ولكن سوف اختصر باننا بحاجة لثورة على النفس اولا نعمل بصدق وضمير ونعلي منفعة الوطن، ومن ثم استقدام خبراء للتدريب تبدأ من الفئات العمرية لانها الاساس في قوة المنتخبات لاحقا واستقدام افضل المدربين العالميين لتدريبهم وليس العكس بجلب المدرب الاجنبي للمنتخب الاول. وأشراك الاكادميين سواء من الداخل او المهجر في التخطيط لقيادة الرياضة العراقية بشكل سليم وعلمي ومبني على العلوم الحديثة وما وصل اليه العلم بجميع النواحي التدرريبية التنظيمية والتسويقية . تغيير القوانين الحالية لانها لاتلبي الحاجة اليوم وفسح المجال لاصحاب الخبرة والقيادة ومن حملة الشهادات لاعتلاء منصة الاتحاد ممن يمكنهم قيادة دفة الاتحاد بشكل صحيح ومنظم بعيد عن الانفعالية والارتجالية بالعمل. التركيزعلى استكمال البنى التحتية بأنشاء الملاعب والصالات الرياضية ومرافقها الاخرى بالاعتماد على شركات عالمية متخصصة. يجب ان نعمل على اساس علمي ممنهج ورحلة الالف ميل تبدأ بخطوة.
**كلمة اخيرة
-في البداية احب ان اشكرك شخصيا على هذه الاستضافة الجميلة ، واشكر الجمهور الوفي الذي وقف معنا بالدوري واشكر كل من مد يد العون لنا وحاول ان ينجح تجربتنا التدريبية الاولى ونثمن كل كلمة نقد بناءة وجهت لنا من اجل تقويم مسيرتنا . ولكني مازلت محبط لان التجربة قصيرة وانتهت لاسباب اجهلها فقد كانت في مخليتي الكثير من الاهداف التي كنت انوي تحقيقها في بلدي، ولكن ليس كل ما يشتهي المرء يدركه. وهذا لن يثني من عزيمتي ساواصل الدراسة ومتابعة كل جديد بشؤون التدريب لكي اطور من قابلياتي وخبراتي ، وعينى ترنو على فرصة جديدة.
1 Comment