بقلم : هشام السلمان
لم تشهد ملاعب التدريب الخاصة بكرة القدم للمنتخبات الوطنية , بل لم تشهد تشكيلات الاتحاد العراقي منذ تأسيسه وحتى اليوم غبنا كالغبن الذي لحق بالجنرال باسم قاسم الذي يقود فريق نادي الزوراء هذا الموسم بعد نجاحات متعددة في أكثر من فريق طيلة مسيرته التدريبية التي إبتدأت في التسعينيات وحتى , الأن ولعل أبرزها فوزه اللامع بدرع الدوري العراقي مع فريقه الاسبق دهوك .. الجنرال وهو يستحق هذا اللقب , سواء كان في مهنته كونه ضابطا في سلك الشرطة أو تدريبا بعد تميزه المثير مع أكثر من فريق أو لاعبا بعد أن شارك في نهائيات كأس العالم في المكسيك 1986 , وقبلها كان قائدا للمنتخب العراقي المشارك في دورة الخليج العربي الثامنة بالرغم من تواجد أكثر من لاعب نجم معه في المنتخب إلا أن البرازيلي دي زامارو مدرب المنتخب آنذاك أصر أن يكون باسم قاسم هو من يضع شارة الكابتنية على ذراعه
الغبن الذي نؤشره لصالح الجنرال ليس وليد اليوم بل إنه كان على مدى مسيرته التدريبية , فهو غالبا ما يتم إبعاده في اللحظات الاخيرة عن كل تسمية خاصة بالمنتخبات الوطنية بالرغم من إستحقاقه لها وبالرغم من مؤهلاته الفنية والادارية والشخصية وحتى المعنوية وحضوره ومقبوليته لدى الشارع الرياضي , باسم قاسم من المدربين الذين لا يطرقون أبواب التدريب ولكنه يسمح ويرحب بمن يطرق بابه لعمل نوعي لا تكميلي , فهو عزيز النفس لايرضى بان يروج له ولايعقد الصداقات من أجل الحصول على فرصة تدريبية , ولا يعرف إستلام العمل بالمقايضة ولايعقد الصفقات مع هذا العضو او ذلك السمسار ولا ينتظر ضيوفه على قارعة المطاعم , وهو ليس من الذين يفتح (دبل اشارة ) في جزرة شارع (السمك المسكوف ) قرب شهريار وشهرزاد !! وهو يترفع عن الجلوس على ساحل كورنيش نهر يصطاد فيه هذا المهرج أو المروج أو ذاك الذي يمسح ( زفر ) أنامله بأوراقه !! لكن باسم قاسم يتكلم بعلو صوته وبفخر يستحقه بأنه وفي موسمه الاخير إنه يتحدى التقشف وغياب الاموال عنه وعن رعيته من اللاعبين , وهو يقدم أرقى المستويات ويفرض سطوته على كل نتائج الفريق , فالزوراء الفريق الاوحد الذي لم يذق طعما للخسارة حتى كتابة هذه السطور , تحدى كل المصاعب وروض النوارس حتى بات قاب قوسين أو أدنى من الدرع الجنرال يعمل بصمت , لكن ما يعانية إن آذان أهل القرار لم تعرف للصمت صوتا , بل حتى أصحاب الصوت والكلمة تجاهلوا ما يحققه الرجل وما يمر به من غبن , , باسم قاسم كالجنرال العسكري يجبر على الانتظار لمنحه رتبة أعلى يستحقها وهكذا ينتظر قاسم فرصة تدريبية أفضل , فهو يقف في بجوار المدربين الكبار بحماس الشباب .. من حيث إمتلاكه ذات المواصفات من قوة الشخصية والحضور , والعقل التدريبي الراجح , وفرض السيطرة على اللاعبين , وعدم المجاملة , والابتعاد عن المنافع أو المصالح الشخصية الستم معي ؟
No comment