بقلم مجيد الدليمي
# 4-2-3-1 هي المسيطرة تكتيكيا .
# الحذر الدفاعي هوسيد الموقف .
# سرعة الأداء الحركي .
# سرعة التنظيم الدفاعي .
# التكتيك الدفاعي في الهجوم .
منذ عدة مواسم بدأت خطة 4-2-3-1 والمشتقة من 4-4-2 تنتشر بشكل كبير بين الأندية الأوروبية خاصة الكبيرة منها لما توفره تلك الخطة من قوة دفاعية ونجاعة هجومية وكثافة دائمة في كل خطوط الملعب وبالتالي زيادة السيطرة على الكرة والأنتشار الأفضل والضغط الدفاعي القوي .
أمم أوروبا 2016 جاءت تتويجا لتلك المواسم حيث سيطر هذا الشكل التكتيكي على الكثير من المنتخبات ربما بنسبة تصل الى 85% منها وان أختلف الأسلوب قليلا بين من ينفذها بطريقة دفاعية اي يحولها الى 4-5-1 ومن ينفذها بطريقة هجومية فتقترب من 4-2-4 ولكن الغالبية العظمى تسير بالشكل الاول.
تكتيك 4-2-3-1 يعتمد على وجود خط خلفي قوي للغاية دفاعيا مع محوري أرتكاز يجيدون التحرك بدون كرة وتغطية زملائهم في الأطراف وكذلك يمتاز أحدهما بقدرات دفاعية كبيرة خاصة في أستخلاص الكرات وأفساد هجمات المنافس ولهذا يحتاج الى الكثير من القوة واللياقة البدنية والسرعة وهذا لايحتاج الكثير من القدرات الهجومية بينما زميله سيحتاج بعضا منها وخاصة التسديد من بعيد والتمريرات الطويلة والتي تلعب دورا مهما للغاية في تلك الخطة .
الثلاثي الامامي في الوسط وخلف المهاجم يجب ان يمتلكوا الكثير من القدرات الهجومية المتنوعة وكلما زاد التنوع بينهم كلما كان هجوم الفريق أكثر خطورة ونجاعة ؛ فالجناح الأيمن يمتاز بالمهارة الفردية والقدرة على الاختراق القطري وصولا الى منطقة الجزاء ثم التسديد أو تمرير كرة سهلة بينما الجناح الأيسر يجيد التمرير العرضي المتقن من كل زوايا الطرف فيما يمتاز لاعب العمق بالقدرة على التمرير الدقيق والتسديد من بعيد والأختراق المهاري طوليا وكل هؤلاء يجب أن يمتلكوا قدرة تبادل المراكز بينهم وان يتم الأمر بينهم بسرعة وأنسجام وكذلك يتم تبادل المراكز بينهم وبين المهاجم المتقدم الذي قد يخرج في لحظات كثيرة ليكون أحد لاعبي الثلاثي ويترك مكانه ومساحته لزميله.
تلك الجودة المثالية في خطة 4-2-3-1 لا نجدها في الكثير من المنتخبات التي لعبت في تلك البطولة فالمنتخب الهولندي لم يجد الأنسجام الكامل بين الثلاثي المتقدم ؛ والمنتخب الأسباني يلعب بلاعبين أصحاب قدرات متشابهة ؛ أما المنتخب الأيطالي الذي يفتقد للقدرات المهارية الفردية بين ثلاثيه ؛ والمنتخب الألماني يمتلك ثلاثي تراجع كثيرا في مستواه ويلعب بعشوائية غريبة …..
واذا أنتقلنا للفرق الأصغر نجدها تطبق نفس الشكل بالطريقة الدفاعية وبالتالي يتغير الشكل الى 4-5-1 مع الأعتماد على الضغط الدفاعي القوي في الوسط وأرتداد سريع للحالة الهجومية وقت ما تقطع الكرة من المنافس ولكن ما يعيب تلك الفرق هو غياب السرعة عن هجماتها المرتدة ولهذا تظهر عديمة الخطورة سوى في لحظات قليلة للغاية . نقطة مهمة لاحظناها خلال بطولة أمم أوروبا 2016 وهي الحذر الدفاعي المسيطر على جميع المنتخبات المشاركة وكان الجميع يرى مثال المنتخب الايطالي في البطولة وأرادوا تطبيقه للوصول الى اقصى مرحلة تسمح بها امكانيات لاعبيهم .
الجميع يلعب بحذر مبالغ به كثيرا ولهذا نرى المحاولات الهجومية نادرة في بعض المباريات ونرى أغلب الأهداف كانت من الكرات الثابتة أو الأخطاء الفردية المباشرة لحراس المرمى والمدافعين لكن الأهداف التي يجب ان تكون من تحركات فنية دون كرة او أبداع فردي غائبة تماما وذلك لقوة الضغط الدفاعي والتكتل الرهيب من اللاعبين على حدود منطقة جزائهم والأغرب أنه حتى بعد تسجيل أي هدف في المباراة لا يتغير الشكل ويبقى الطرف الأقل يدافع أملا في خطف هدف التعادل من مرتدة في حين يبقى الطرف الأكبر حذرا دفاعيا حتى لايتلق هدف التعادل الذي يصعب تعويضه .
أن ما اطرحه اليوم من تحليل سيفتح علي أبواب الحوار ممن يزاحمونني الأختصاص سيما جيل الشباب ولكني أقول لهم أني لم أحسم الأمر في التحليل والرؤية بل أريد لهؤلاء ان يخوضوا التحدي في التحليل لنرى رؤى ونتائج أفضل . خبراء الكرة هم من يحددوا مستقبلها وطريق توسيع دورها من اكبر شكل للترفيه والفرح والسعادة في العالم الى عمل يمثل القيم ويشجع الالتزام الاجتماعي ويكون نماذج اقتصادية فعالة وطويلة المدى .
No comment