بقلم مجيد الدليمي
درس مجاني لمنتخبنا الأولمبي أمام منتخب جنوب أفريقيا
أعتقد ان الأغلبية المتابعة الجيدة لكرة القدم قد سمعت عن جواو سلدانا الصحفي البرازيلي الشهير والمثير للجدل الذي تولى تدريب المنتخب السيليساو قبل كاس العالم 1970 وقام بعدة أفعال غريبة على مستوى الأدارة الفنية للمنتخب البرازيلي في ذلك الوقت وأشهرها وأغربها عندما قام باستبعاد الجوهرة السوداء بيليه عن المنتخب بحجة انه مصاب بضعف النظر مما عجل باقالته وتولى ماريو زاجولو المسؤولية الفنية للفريق في كاس العالم وقادهم لقمة المجد الكروي في هذا العام ألا وهو الفوز بالكاس الأغلى في العالم بعد أداء أكثر من رائع تحت قيادة الملك بيليه .
وعلى الرغم من هذه التصرفات الغريبة لهذا الشخص الا أنه كان معروف في الوسط البرازيلي في هذا الوقت كأحد الصحفيين والمحللين البرازيليين ؛ قد سئل في أحدى المرات عن ماهية النجاح في عالم المستديرة فكانت أجابته ( أن كرة القدم هي الدفيء الذي يحتمي به اللاعب من برودة الجو ؛ فاذا قام بتدفئة قدميه هاجم البرد الجزء العلوي من الجسد والعكس صحيح فلكي تنجح في عالم المركولة عليك ان تصل الى كيفية التكيف والحصول على الدفء الكامل الذي يولد الثقة والابداع فيما بعد ) .
وهذا هو فعلا حال كرة القدم فلكي يصل الفريق الى القمة او ينجح في عالم الساحرة المستديرة يجب عليه الوصول الى المعادلة الصعبة الا وهي الهجوم القوي والدفاع المنتظم ؛ بالطبع ليس هناك فريق متكامل 100% ولكن تجد الاقرب من الفرق للكمال او أفضلها تكيفا لفن الدفيء الكامل هو أنجحها ” مثلا عملاقي مدينة ميلانو وايطاليا ايى سي ميلان وحامل لقب دوري الابطال والدوري الايطالي انترناسيونالي ؛ فلكي تصل الى هذه المعادلة الصعبة لاينبغي عليك شراء النجوم ذوي الاسماء الرنانة فقط مثلما فعل الميلان في عام 2010 الذي قام بصفقات مدوية على مستوى الخط الامامي وتناسى وسط الملعب والدفاع والنتيجة كانت خسارة الميلان لأول أختبارين كبيرين أمام المرينجي الريال ثم بعد ذلك أمام العملاق الباحث عن ذاته اليوفنتوس .
والمحبط اكثر انها كانت على ارضية ميدان السان سيرو وبعد مشاهدة المباراة تجد ان الميلان كان مسيطر على اغلب فتراتها
الى أين نريد ان نصل :
لايمكن الاعتماد في المباريات الكبيرة فقط على الجهد الدفاعي والوسط فماذا عن خط الهجوم الأمامي ؟ فهجمات رفاق الجوهرة السوداء على الرغم من تسرع لاعبيهم في التسديد الا أن أغلبها كانت مؤثرة وخطيرة ؛ فالمدرب العراقي أهتم كثيرا بتدفئة الجزء الخلفي والوسط ونسي بقية الجسد فخط الهجوم ليس فيه اللاعب المبدع الذي يعوض غياب المهاجم الساحرالذي يحدث حالة التوازن العمودي او في حالة ابتعاده عن مستواه اثناء المباراة ” والخط الخلفي يعاني هو الاخر ؛ يعاني من غياب ظهيري جنب قادرين على حمل لواء هجمات منتخبنا الأولمبي في الرواقين . اما على الجانب الآخر تجد قلعة السحرة ومنتخب السامبا تنعم بالدفيء التام في جميع أروقتها فهناك خط هجومي مميت وفي خط الوسط هناك الوصيف لعمالقة منتخب السامبا يقودون الدفيء البرازيلي في منتهى الروعة ويتعاونون في أداء الرقصة الكروية البرازيلية المتألقة دائما ؛ وفي خط الدفاع فحدث ولا حرج بداية بالظهيرين المحاربين للزمن ومرورا بقلبي الدفاع الغزالين والمقاتلين ؛ ومن خلفهم حارس مرمى كبير استطاع ان يحقق الرؤية الدفاعية للاعبين .
ولكن هذا لايعني ان لاعبي المنتخب البرازيلي هم الافضل دون غيرهم في العالم والاكيد ان كل لاعب منهم لديه نقاط ضعف ” ولكن هنا ياتي دور المدرب في معرفة تلك النقاط وكيفية اجتيازها على ارضية الميدان والتقليل منها وسط لحمة الفريق اثناء المباريات عن طريق الاختيارات المناسبة لظروف كل مباراة واستنفار قوى كل لاعب من اجل استخراج افضل مالديه اثناء ال 90 دقيقة وهذا ماينجح به مورينيو دائما ويؤكد على مدى قدرة العبقري في تهيئة اللاعبين للمباريات وحثهم دائما على التالق في كل لقاء ” وهذا يفسر النجاح المنقطع النظير وفي مدة قصيرة وكم من الانجازات التي حققها وأتى بثمارها سريعا مع كل الفرق التي تولى قيادتها والتي شعرت بالدفيء سريعا تحت قيادة البرتغالي الرائع والذي نتوقع استمراره وحصد النتائج والالقاب في مهمته الجديدة مع المانجسترهذا العام .
فهل يجد المنتخب الأولمبي الكيفية المناسبة للوصول الى الدفيء اللازم لتحقيق الأنتصارات بعد ان سئمنا تكرار الفشل والخسارة ؟
وهل سيكون المدرب العراقي كافيا لهذه المهمة والوصول بالفريق الى المعادلة الصعبة ( الهجوم القوي والدفاع المنتظم ) ؟
المباريات القادمة أمام منتخب جنوب أفريقيا ستكشف الكثير من الامور فنقول أحذروا فالقادم أصعب .


No comment