بقلم طه كمر

اسود الرافدين على الموعد غدا مع انبلاج الفجر ، الذي اعتدنا ان يكون فاتحة خير ليومنا الجديد ، سيكونوا تواقين لمعاودة مهاراتهم التي ابهرت العالم كله ازاء ما قدموه امام سحرة العالم ، عندما جعلوا من راقصي السامبا أشباحا يلهثون وراء سراب اسمه البرازيل.

الاسود كما عهدناهم عندما تشتد حمى الوطيس وتضيق بهم الواسعة يتفجرون غيرة ووجدانا ، ليجدوا انفسهم أمام اختبار جديد يوم غد بمواجهة منتخب لايقل شأنا عن منتخبي البرازيل والدنمارك ، اللذان عجزا عن فك طلاسم الخط الدفاعي لمنتخبنا الذي ذاد عنه لاعبينا الذين سطروا اروع ملاحم الرجولة في الدفاع عن مرمانا من دون اصابته بكرات الخصوم ، برغم ما بذله الغدّار نيمار من جهود حثيثة حاول ازاءها حفظ ماء وجهه لكن تطلعاته ذهبت ادراج الرياح لتؤكد له ولكل من سوّلت له نفسه ان يرى العراق لقمة سائغة امامه انه على خطأ.

لنطوي صفحة البرازيل ونفتح صفحة جديدة سيضعنا الاجتهاد ازاءها في الضفة الثانية من بحر المنافسات التي ضمت ستة عشر فريقا جاؤوا من مختلف انحاء العالم ، ليتباروا ويعلن زعيمهم تربعه على البرج العاجي الذي سيشيده من خلال ما يقدمه لاعبوه خلال تلك المسابقة ، التي اختلطت أوراق فرقها لتعلن ان لا كبير في كرة القدم ، بعد ان تبعثر البعض منها خصوصا صاحب الضيافة الذي تشير معطياته الى انه قد يغادر بخفي حنين ، بعد أن أدرك القائمون عليه ان عهدهم قد مضى وان الكرة حقا باتت علم يدرّس ومن يجتهد سينال ثمرة نجاحه.

اذن ليس أمامنا سوى تحقيق الفوز على جنوب افريقيا الذي سيجعلنا بمنئى عن لغة الحسابات ويخرجنا من عنق الزجاجة الذي اعتدنا المكوث فيه ، لكن هذه المرة وقفتنا فيه تبدو مشرّفة حقا بعد أن لقّن لاعبونا منتخبا اوروبيا واخرا امريكيا كانا قبيل افتتاح البطولة يعدان صاحبي القدح المعلى بين جميع المنتخبات الاخرى ، درسا من دروس الساحرة المستديرة التي ابتسمت للبعض وادارت ظهرها عن البعض الاخر ، ما يجعلنا نتوسم باسودنا كل الخير لمعاودة زئيرهم الذي زلزلوا به الارض تحت اقدام راقصي السامبا ليذيقوا الاولاد مر الهزيمة التي سنبحث عنها بكل معاجم الكرة ولا نرضى ببديل لها لضمان التأهل واثبات اسم العراق بين منتخبات العالم ، هكذا سيكون شعارنا أما نكون أو لا نكون كوننا عبرنا اكثر من نصف الطريق ولم يبقى سوى الشيء القليل ليقول الاسود كلمتهم الفصل ويلتهموا الأولاد في موقعة ساوباولو.

Editorial1مؤلف

Avatar for Editorial1

الدكتور عبد الجبار البصري رئيس تحرير صحيفة الرياضة العراقية

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *