بقلم مجيد الدليمي

مباراة البرازيل والمانيا في نهائيات اولمبياد ريو تؤكد ان كرة القدم لعبة جماعية حيث تحدث الاعلام الرياضي العالمي في بداية التصفيات عن المنتخبين ( البرازيل والمانيا) وقال انهما المرشحان الابرز لحمل لقب الترشيح وكان ذلك بعد مباراة الجولة الاولى من الدور الاول وعلل ذلك بالقدرات الفردية والالتزام والانضباط التكتيكي الممتاز للمنتخبين سيما شباب احفاد الجوهرة السوداء ” ولكن بمرور الوقت بدأ يتضح ان منتخب السامبا هم المرشحون الابرز لانهم افضل تكتيكيا والتزاما من المنتخب الالماني وافضل على صعيد القدرات الفردية من جميع المنتخبات . المنتخب البرازيلي تفوق على الجميع وتكرر الامر في مباراته النهائية امام المنتخب الالماني” كانت النتيجة قابلة للزيادة لصالح البرازيل اثناء المباراة … في تلك المواجهة ظهر واضحا الفارق الكبير في الجانب التكتيكي والالتزام والانضباط من اللاعبين بين البرازيل ومنافسيهم .

وتحدث الاعلام الرياضي عن نقاط الضعف للمنتخب الالماني ولخصها في الدفاع الضعيف والوسط البطيء وانعدام الشكل التكتيكي للفريق واعتماده عل القدرات الفردية في حسم الامور ولهذا اكدنا ايضا انه سيعاني بقوة امام منتخب السامبا تحديدا لانهم يمتلكون كل نقاط القوة التي تزعج الالمان و ليس لديهم اي نقطة ضعف باستثناء غياب البديل الكفء في محور الارتكاز . مباراة البرازيل والالمان تحتاج الى الكثير من التحليل لانها كانت مباراة مثيرة جدا تمكن احفاد الجوهرة السوداء من فرض سيطرتهم كاملة على مجريات اللعب ؛مباراة كانت من فريق ملتزم ويلعب بشكل واسلوب ؛ وبين فريق هو مجموعة من المواهب الذين تجمعوا ليلعبوا مباراة ما أعتمادا على قدراتهم الكبيرة ولهذا كانت النتيجة هي انتصار الاداء الجماعي لان كرة القدم لعبة جماعية تندمج خلالها القدرات الفردية للاعبين في قالب تكتيكي بحيث يخدم جميع الفريق وليس العكس . المدرب البرازيلي كان رائعا على الصعيد المعنوي ويجيد منح الدوافع للاعبيه وحثهم على اللعب بروح وقتال وقد طور الفريق فنيا وتكتيكيا خلال التصفيات ووضع اساسا قويا للمنتخب وبدأ يطور منه مع الوقت لان الاساس الجيد سهل تطويره لكن عدم وجود اساس لا يمكن الا ان يسبب الانهيار .

المدرب البرازيلي قد وضع خطة اللعب المناسبة لقدرات فريقه ووظف لاعبيه بشكل ممتاز داخل الخطة واستخدم مهارات كل منهم داخل ذلك القالب مما منح الفريق الوجه الملتزم والمنضبط تكتيكيا وايضا الوجه صاحب كرة القدم الجميلة المهارية ولهذا ظهر الفريق بمستوى رائع دفاعيا وهجوميا ولكن تبقى النقطة التي اراها اثرت سلبا على مستوى اداء المنتخب الالماني هي اصابة احد محوري الارتكاز لانه لابديل كفء له ومن حسن حظ المدرب البرازيلي خروج هذا اللاعب في الشوط الثاني وان هذا لم يحدث للاعبيه الذين قدما اداءا اكثر من ممتاز في شوطي المباراة . ومهما اختلفنا او اتفقنا مع هذا الراي او ذاك فاننا نرى ثمة نقطة في غاية الاهمية تهم موضوع التعاقد مع المدربين وهي – هل نستطيع التمسك بموضوع التعاقد مع المدرب الاجنبي كونه اهلا للمسؤولية ويسهم في ارتقاء مستوى اللعبة بشكل عام ومنتخباتنا بشكل خاص بعد ان اصابنا الملل من تصريحات كثيرة في هذه المسالة التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ولم نستطع من وضع حد لها بينما كرتنا بحاجة للكثير والكثير الذي يجعلنا نرتقي الى رياضة المستويات العليا ولنا في تجربة البرازيل الكثير من الدروس التي تجعلنا نستفيد منها ؟

لان منتخبنا وكما بقينا نشير اليه مرارا وتكرارا يمثل العراق شعبا وعلما وتاريخا اذا كنا حقا راغبين بالافادة منها والعمل وفق اساليب باتت تتعامل معها العديد من منتخبات العالم واسهمت في وصول منتخباتها الى نهائيات المونديال . – فهل نحن على اعتاب مرحلة جديدة ينتظرها وبشغف جمهور الكرة العراقية الذي يتطلع لان تكون استعدادات منتخباتنا ترتقي لمكانة البطل الذي يسعى للمحافظة على لقبه ؟ – ام اننا مستمرون في تكرار اخطائنا وماضون في تشنجاتنا التي لم نجن منها سوى وعود اقل ما يمكن وصفها انها تفتقر الى المصداقية ؟

Editorial1مؤلف

Avatar for Editorial1

الدكتور عبد الجبار البصري رئيس تحرير صحيفة الرياضة العراقية

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *