هشام السلمان
لايمكن لك ان تحصل على بطاقة القبول في الامتحان النهائي لبطولة كأس العالم المقبلة في روسيا 2018 مالم تجتاز الادوار التصفوية من تمهيدي ومتوسط ونهائي ومهما كانت الاسئلة المستويات والاداء والامكانيات وحتى التوقعات صعبة سواء جاءت امام اليابان او استراليا وحتى تايلند والامارات والسعودية .. وبطبيعة الحال ان جميع دول العالم المشاركة حاليا في التصفيات او تلك التي ودعتها من الادوار الاولى كانت تعلم كل المواعيد والتوقيتات لمبارياتها وعملت وفقا لتلك الجداول الزمنية خططا وبرامجا لاعداد وتحضير المنتخبات بغية تحقيق الهدف المنشود من المشاركة وقبل ذلك عملت اتحادات تلك الدول على تسمية المدرب القادر على الظفر او المنافسة المشرفة في التصفيات للفوز ببطاقة التاهل الحلم المنشود لجميع دول العالم اما نحن ايها السادة .. فلا نحسن التخطيط ولانعرف ما يسمى بالرؤية ونفتقد للواقعية في التعامل مع الاحداث الكبرى في عالم كرة القدم الحديثة , نحن فقط نصرح وننظر ونتقول , ولكن على الارض لايوجد شيء ناجح بتخطيط واستراتيجية حتى الطفرات التي حصلت في سجلات كرة القدم العراقية خلال العشر سنوات الاخيرة فانها اما تأت بضربة حظ كما حصل مع فييرا في كاس اسيا 2007 او التأهل الى الاولمبياد الذي جاء بصدفة المباراة مع قطر واحداثها الغريبة وحتى التاهل الى الدور النهائي لتصفيات كاس العالم الحالية فاننا لم نكن نستحق التاهل وكانت فيتنام تشكل قوة عظمى امامنا .. من يريد الصعود الى كأس العالم عليه ان لايخشى من يقابله وان كانت اليابان واستراليا واذا كنت تخشى كل من تقابلهم في التصفيات فما بالك وانت تلعب مثلا في النهائيات مجموعة تضم منتخبات البرازيل وهولندا والمانيا ؟ هذا كله يقودنا الى قراءة واقع كرة القدم العراقية والتي فاجأت الشارع الرياضي العراقي بتناقضاتها التي تتعلق بتوقيع عقد مع المدرب راضي شنيشل لمدة ثلاث سنوات دون وضوح او تأكيد هدف الاتحاد العراقي لكرة القدم من التعاقد لهذه المدة الزمنية المناسبة .. هل هو مثلا الصعود الى كأس العالم ؟ أم بناء منتخب عراقي جديد للكرة العراقية ؟ .. لم يثر هذا الموضوع من قبل ولا حتى في المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه اتحاد الكرة عن تسمية راضي شنيشل مدربا لمنتخب العراقي .. لكن الموضوع اخذ مديات اوسع واسرع عندما خسر المنتخب العراقي لمباراتين الاولى امام استراليا والاخرى مع النمنتخب السعودي حتى ظهر راضي شنيشل على الملأ ليعلن ( ان احدا لم يطالب مني الصعود الى كاس العالم , ولكن نحن نريد بناء جديد للمنتخب العراقي ) غير ان الاتحاد بشخص رئيسه عبد الخالق مسعود اكد ان هدفنا الصعود الى النهائيات .. هذا التناقض في الهدف العام للاتحاد جعل من المنتخب العراقي ضعيفا في التصفيات واصبح الجسر الذي تعبر من خلاله المنتخبات الاخرى , ارى ان الواقعية تقول .. الصعود والتاهل اصبح ليس مستحيلا بل من الصعب جدا ادراكه بعد ان اضعنا طريقة التعاطي مع الاحداث المهمة وبدأنا نتلمس الطريق الى روسيا بنظارة سوداء المعتمة الرؤيا … الستم معي ؟
No comment