بقلم علي النعيمي- روما
خاض منتخبنا الوطني بكرة القدم لقاءً ودياً أمام نظيره الاردني انتهى بالتعادل السلبي، تحضيراً لمواجهته المقبلة أمام الإمارات برسم التصفيات المونديالية في الخامس عشر من الشهر الحالي، وقد رمى المدرب راضي شنيشل في هذه التجريبية بأوراق محلية ثانية، فضلاً عن الوقوف على المستوى الفني للاعبين المغتربين ريبين سولاقا وبروا نوري اللذين لفتا الانتباه بفضل تركيزهما العالي وقد قدما لمحات فنية سوف يأخذها الجهاز الفني بنظر الاعتبار وربما سيكونان ورقتين رابحتين في المواجهات المقبلة من دون ان نغفل موهبة اللاعب بشار رسن الذي أضاف الحيوية في جهة اليسار عبر محاولة تغيير مسار اللعب بصورة فاعلة.
التنظيم الدفاعي
لعب ريبين سولاقا إلى جانب زميله مصطفى ناظم بعد ما اشترك مع المنتخب اول مرة في لقاء اليابان الودي في العام الماضي ولعب يومها الى جانب سلام شاكر، وقد شهد التنظيم الدفاعي استقراراً ملحوظاً من خلال التعامل المثالي مع حالات اختراق مهاجمي الاردن والتصدي لحالات(رجل ضد رجل) الدفاعية وكذلك قراءة هجمات المنافس بشكل دقيق مع التوقيت المناسب عند الارتقاء وتأمين المنطقة العكسية التي تظهر خلف المدافعين بغية التعامل مع الكرات المرفوعة من طرفي الملعب، وكانت هناك تعليمات مشددة فيما يتعلق بعمل مسافات مثالية بين الظهيرين حسام كاظم ووليد سالم والقلبين سولاقا وناظم، كما يجب الاشارة الى الأدوار الثانوية التي طبقها اللاعبون بشار رسن وأمجد عطوان وبروا نوري وجاسم محمد خلال تنظيم الصفوف وطريقة التغطية خلال الكرات الثابتة واجتهد اللاعب حسام كاظم في تأمين جهة اليسار والتصدي للمحاولات الاردنية التي نشطت في الشوط الثاني.
تألق بروا
من ايجايبات هذه التجريبية، تألق صانع الالعاب بروا نوري بشكل لافت على الرغم ان المواجهة لم ترتق الى مستواها المعهود، وكانت جهوده فردية واضحة الملامح وطبق أدوار متعددة تتمحور في بناء الهجمات وتدوير الكرات ونقلها من جهة الى جهة اخرى في منطقة الوسط وقد أجاد الواجبين الدفاعي والهجومي معا رغم غياب سعد عبد ألامير، واعتمد بناء الهجمات من الخلف ووسط الملعب وتوزيع الكرات ولعبها بشكل متقن وتحقيق حالة الانتقال من الدفاع الى الهجوم وبأقل عدد من اللمسات وتميزه في المراوغة واللعب تحت الضغط وقدرته في اجتياز المنافس مع القوة في الالتحام والصراع على الكرة، وقد قطع مسافات كبيرة بسبب تحركاته وعمل الاسناد وشكل ثنائياً رائعاً في بعض الهجمات مع الموهبة الصاعدة بشار رسن الذي يثبت يوما بعد يوم احقيته في ارتداء فانيلة المنتخب الوطني بحكم امتلاكه للعديد من الحلول الآنية وقدرته في اختراق المدافعين من الطرف الى العمق بكل رشاقة ومهارة ونتمنى ان يمنحه شنيشل الكثير من الثقة في المستقبل.
هجوم ضائع
افتقد هجوم المنتخب الوطني إلى التجانس والبديهية في فهم النقلات ولعب الكرات وقد نلتمس العذر للجهاز التدريبي بسبب غياب 8 من أهم ركائزه الاساسية ابرزهم في خط الوسط احمد ياسين وسعد عبد الامير، وأرتكب الثنائي علاء عبد الزهرة وجاستن ميرام وجاسم محمد أخطاء متكررة في التمرير أو التمركز الخاطئ، واصرارهم على فك التكتل العددي لدفاع الاردني بواسطة الاختراقات الفردية والتحركات العشوائية، لكن ميـرام تـحرك في كل ارجاء الملعب، وبالتنسيق مع رسن وعطوان لكن ما عابه هو عدم تقـدير المسافة الكافية بينه وبين مدافعي الخصم في حالة الاجتياز في ظل غياب اي ستراتيجية هجومية واضحة أوأسلوب معين يمكن ان نستدل عليه في إنهاء الهجمات.
أخطاء ساذجة
نقل لاعبو منتخبنا الوطني من المحليين الاخطاء ذاتها التي كانوا يرتكبونها في دوري الكرة الى التمثيل الدولي ولأسباب متعددة منها عدم المبالاة في تقدير التدخل مع الخصم واستخدام القوة المفرطة في القطع والاستسهال في عمل المخالفة التي تقودهم الى البطاقات الملونة في حالات ساذجة جداً وشاهدنا العديد من اللاعبين في الشوط الثاني يميل إلى عرقلة الاردنيين اوسحبهم من الخلف باستخدام اليدين كلما فقد احدهم الكرة علما ان طابع اللقاء كان ودياً وبات لزاما على الجهاز الفني تشذيب اللاعبين من هذه الخصلة وتحذيرهم من عواقبها.
No comment