السويد – إحســان ديبـس السماوي / صحفي رياضي عراقي: 
لعل اكثر ما يشغل الشارع الرياضي العـراقي في الوقت الحاضر هي إنتخابات رئاسـة وعضويـة الإتحاد الكروي ، والذي اثير حولها الكثير من اللغط ، ومن جهات شتـى.

 وإذا ما أردنـا الحديث عن هـذه المشكلـة فقـد نحتاج للكثير من الوقت والصفحات ، وهذا ما لا يتوفر لدينـا للأسف الشديد حاليـاً
ولكن بمختصر شديد ، ســأحاول بإذن الله تعالى أن أتطرق لأهم ما يتناوله الشــارع الرياضي وأهم الأسباب التي دعت الحكومـة العـراقيـة إلى وضع يدها على هذه الإنتخابات دون التدخل فيها بصورة مباشـرة ، كما يتحدث به الذين يشعرون ان حصتهم من هذه الكعكة بات أشبـه بالخيـال ، وحلم يرادوهم حتى في صحوتهم .
فالجميـع يعلم ماهيـة الآليـة التي اعتمدها أعضـاء الإتحاد الحاليين في الإنتخابات السابقـة والتي جعلتهم يتمسكون بمناصبهم التي هم عليها الآن.
ومع علم الجميع بأسبـاب تمديد الإتحاد الدولي ( الفيفا ) لأعضاء الإتحاد الحالي سنـة كاملـة  بعـد نهايـة دورتهم الماضيـة ، والرسائل الخاصـة التي وردت للفيفا بعدم إمكانيـة خوض إنتخابات جديدة في العـراق لأسباب أمنيـة وجدها أهلها قادرة على بقائهم فترة أطول على قيادة دفـة الإتحاد ، ناسين أو متناسين بأن العـراق أقبل على إنتخابات أوسـع وأشمل من إنتخابات الإتحاد الكروي ، وشــارك فيها الملايين من الشعب العـراقي دون أي يصيبها زعزة أمنيـة ، أقول مع علم الجميـع بذلك إلا أن الحكومـة العـراقيـة لديها ملفات أمنيـة وسياسيـة دوليـة أهم من أن تتركها ، وتتجه صوب الإتحاد العـراقي لكرة القدم وانتخاباتـه والتي يظن البعض من غير العارفين بأن الدولـة لايحق لها أن تتدخل بأمور إتحاد الكرة بحجة ان قوانين الفيفا لا تسمح بتدخل الحكومات بشـأن الإتحادات الكروية .
لذلك استغل أعضـاء الإتحاد العراقي هذه المسـألـة ، وبدهاء كبير من رئيسه ، حولها لصالحه مما أعطاهم فرصـة البقاء مجدداً رغم المستوى الهزيل الذي وصلت اليـها الكرة العـراقيـة على جميع الأصعـدة .
وســأترك كل هذا لأتجـه صوب الإنتخابات القادمـة والتي يتقاتل عليها بعض اصحاب السيادة والتي كادت لو انها حصلت بموعدها المحدد السابق ، وعلى ضوء القرارات وعدد أعضاء الهيئة العامـة للإتحاد ، لهبط مستوى الكرة العـراقيـة الى ما لايحمد عقبـاه ، مع أن ترتيب المنتخب العراقي حينها هبط لما تحت التسلسل 100 بالترتيب العام للمنتخبات العالميـة والذي يحدده الإتحاد الدولي ( الفيفا ) كل شهر حسب نتائج الفرق ، وهذا ما لم تكن عليـه كرتنـا منذ نشــأتها ، فإلى أين سيصل المستوى بعد ذلك ؟؟!!
السيد حسين سعيد والذي قاد الإتحاد من خلف حدود الدولـة العـراقيـة طيلـة فترة رئاستـه بحجة التهديدات الأمنيـة التي ابتدعها لنفسـه ، وصدقها الكثير من اصحاب المصالح الفئويـة ، أو غير العرفين بحقائق الأمور والأسباب الحقيقية التي دعتـه يتخذ من عمان مقراً له ويسيّر أمور الإتحاد عبر جوالـه ، وبحساب مصرفي خاص للإتحاد تعود اليه جميع المبالغ المستحصلـة للكرة العراقية ، ضارباً بذلك كل القرارات الحكوميـة ومتحدياً لها بالقوة التي يستمدها من الفيفا ومن صاحبـه ابن همام ..
يطمح السيد سعيد للبقاء بمنصبـه دورة أخرى لظنه انـه الأكفأ والأقدر على ذلك رغم السلبيات التي رافقت مسيرتـه الرئاسيـة حسب اعترافه  ، وهذا ما يشاطره به جميع أصحابـه وبعض أعضــاء الإتحاد الحالي كي يضمنوا بقائهم معـه في القيادة وإن كانت القرارات فيها تصدر منفردة بشخص حسين سعيد وحده حسب قول أكثرهم ، ورغم ما وصل اليـه حال كرتنـا الذي لا يسر عدو ولا صديق بقيادة السيد سعيد نفسه ، والفشل الكبير لأكثر مهمة كرويـة عراقيـة في المحافل الدوليـة ، والتي جاءت بسبب التخبط الإداري لسعيد وأعضاء إتحاده وعدم التخطيط الصحيح لقيادة الكرة ، ولكن قد تكون هنـاك اسباب لا يعلم بها غيره ومن معـه تجعلـه يفعل كل شيء من أجل بقاءه دورة أخرى أو دورات عدة ، حتى وان وصلت الكرة العراقيـة الى ما لا تسمى كرة قدم ، وآخرها العــدد الكبير من الأنديـة التي سيكون به الدوري العراقي في سابقـة لم يشهدها العالم أبداً منذ نشـأة كرة القدم ، إذ سمح لـ 42 فريقاً بأن يلعبوا ضمن دوري الدرجة الممتاز ، وهذا كله بسبب ضمان حصولـه على أصوات هذه الأنديـة لبقائه على رأس الهرم الإتحادي .
ودخل على نفس الخط السيد رعـد حمودي الذي انتخب رئيسـاً للجنـة الأولمبيـة العراقيـة في الإنتخابات الأخيرة ، والتي شهد الجميـع بنزاهتها ، رغم أننـا ولغايـة هذا الوقت لم نرَ جديد من وعوده الكثيرة ، والتي نطمح حقـاً للعمل بها ، إذ أعلن نفسـه مرشحاً لشغل منصب رئاسـة الإتحاد إضافـة لمنصبـة الأولمبي ، وذلك كي يتمكن وحسب قولـه من إعلاء شـأن الكرة العراقيـة ، والإستفادة من منصبـه كرئيس للجنـة الأولمبيـة .
وعلى الجانب الآخر يدخل الكابتن شرار حيدر رئيس نادي الكرخ الرياضي بالخط نفسـه ، ويطمح هو الآخـر بتقلد منصب رئيس الإتحاد لخروج الكرة العراقية من عنق الزجاجـة التي عليها حالياً حسب زعمـه ايضاً .
وآخر من أعلن عن ترشيحـه لمنصب الرئيس الإتحادي هو اللاعب السابق أحمد راضي والذي يشغل منصب رئيس لجنة الشباب والرياضـة في البرلمان العـراقي ، والذي اثار عـدة قضايا حاول من خلالها تسيس الرياضـة التي يتهم بها الآخرين ، ومنها مراسلـة الإتحاد الدولي الفيفا مؤخراً طالباً منهم تأجيل الإنتخابات الإتحاديـة لما بعـد الإنتخابات البرلمانيـة بحجـة التدخل الحكومي الذي (قد) يصاحب إنتخابات الإتحاد ،  أو الذي (قد) يستغل لدعايات إنتخابيـة ، بيد انـه أحد المحسوبين على رجال السياسـة في الوقت الحاضر بإعتباره أحد أعضـاء البرلمان العراقي ضمن كتلـة تشترك فعلاً في الحكومـة العراقيـة الحالية .
وقد فسر الكثير هذه العملية بأنها محاولـة فاشلـة بعد أن أدرك السيد النائب فشله سياسياً ، ولم يقدم أي شيء يذكر في تطوير الرياضـة العراقيـة كرئيس للجنـة برلمانيـة تعني بالشباب والرياضـة ، وفشله هذا قد لا يجعل له أي محل في الإنتخابات البرلمانيـة القادمـة.
وكما يدرك وحسب قوانين البرلمان بأنـه لا يحق له شغل منصب وظيفي آخر مع منصبـه الوظيفي في البرلمان العراقي ، لهذا عمد على مراسلـة الإتحاد الدولي لتأجيل الإنتخابات مستغلاً منصبـه البرلماني الذي لا يحق من خلاله وحسب النظام الداخلي للبرلمان بمراسلـة اي مؤسسة دوليـة مالم تكون عبر رئاسـة البرلمان نفسـه .
ويعتقد الكثير بأن سبب مراسلتـه للإتحاد الدولي هو الحصول على فرصـة حقيقية لشغل منصب رئيس الإتحاد العراقي لكرة القدم بعد خروجه من منصبه الوظيفي الحالي .
بيد أن الحكومـة العـراقيـة والتي شكلت مؤخراً لجنـة خاصـة للإشراف على هذه الإنتخابات برئاسـة السيد د.علي الدباغ الناطق الرسمي بإسمها ، أوعزت لجميع أصحاب الكفاءات من الرياضيين العراقيين القدماء أمثال السيد مؤيد بدري والدكتور عبد القادر زينل والكابتن المبدع فلاح حســن وغيرهم الكثير بالعودة لبلدهم العراق ويخدمونه بما يملي عليهم الواجب الوطني وذلك بتقلدهم تلك المناصب الإتحاديـة ، وتغيير الوجوه الحاليـة التي يئس الجمهور العراقي من قدرتهم على إعادة الكرة العراقيـة لسابق عصرها الذهبي ، ويدركون بذات الوقت انهم سبب التدهور الكروي .
ولكن قد تكون ظروف بعض من تمت مراسلتهم عبر الحكومـة العراقيـة تمنعهم من العودة للعراق في الوقت الحاضر بعـد سنين هجرتهم في بلاد الغرب والعرب لأسباب مختلفة.
وحتى يحين موعد الإنتخابات القادمـة للإتحاد العراقي لكرة القدم ، والذي من المحمتل انها ستجري في شهر تشرين الأول القادم ، وبعـد إكمال جميع ملفاتها من قبل اللجنـة المكلفـة عليها .
وحتى يحين ذلك الوقت يتـفق الكثير من المعنيين بشــأن الكرة العـراقيـة بأن رئاسـة الإتحاد يجب أن يشغلها المخلصون العارفون بالإدارة الصحيحة , وليس شرطـاً أن يكون من اللاعبين السابقين .
 فلا يعني أبداً أن اللاعب الناجح والماهر في ساحات اللعب ، قـادر على النجاح في إدارتـه لإتحاد الكرة ، كون الأمر يختلف تماماً ، وهذا ما لمسـته الجماهير العراقية في الإتحاد الحالي ويضربون بذلك أمثلـة كثيرة ، أهمها أن رئيس الإتحاد الدولي الفيفا السيد بلاتر ، ورئيس الإتحاد الآسيوي السيد ابن همام لم يكونا لاعبين سابقين وقد نجحا كثيراً بإدارتهما لإتحادهما .
إذن بعـد كل هذا من يصلح أن يكون رئيسـاً للإتحاد العراقي لكرة القدم ويخرجها من عنق الزجاجـة التي وضعه فيها الإتحاد العراقي الحالي؟؟

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *