د.محمد صادق العيدان – نائب رئيس التحرير/ صحيفة الرياضة العراقية:
عندما تكتب مقالتك الرياضية فإن احد شعورين قد ينتابك ، إما الحزن وأنت تكتب عن هزيمة لفريق او منتخب يعز عليك وانت من مشجعيه ، او عن سلبيات ازعجتك تواجدها

واتيت تضع لها الحلول ، او تستهيجها وتتركها لاصلاحات ذوي الشأن ، وفي الحالة الكتابية الاخرى فإنك تكتب فرحا مسرورا بفوز او انتصار او لتحقيق انجاز ضخم وجبار.
في كلا الحالتين ، ولكثرة وقوع الملكة الكتابية بهما ، فإنهما تجعلان الامور اقل تعقيدا ، بسبب حالة الخبره التي تتولد لدى الكاتب منهما ، ولكن ان تأتي لتكتب حول امر يجمع بين الحزن والفخر معا في ان واحد ، فإنك تقف حائرا مع كلماتك التي لا تعرف من اين تبدأ بها وأين ستنتهي!؟.


انها الحالة التي اوجدتها قصة لاعبة كرة السلة العراقية الاصل والسويسرية الجنسية (سرى الشوك) ، ابنة ال(19) ربيعا ، والتي اثبتت كفاءتها وتميزها دون مثيلاتها لتتسلم وبكل جدارة شرف قيادة فريقها ، وحصولها على الميدالية الذهبية كأكثر لاعبات السلة اهمية في موسم 2008-2009.
وصعقت “سرى” بتسلمها قرار رئيس الاتحاد السويسري لكرة السلة (هانيتس شلوسل) الداعي الى إلزام اللاعبة خلع حجابها اثناء ممارستها للعبة وفي البطولات التي تشترك بها ، بإيعاز ذلك الى لوائح الاتحاد الدولي لكرة السلة والذي يمنع على اللاعبات إرتداء الحجاب أثناء لعبهن ، بإعتبار ذلك منافيا لقانون الحياد الديني اثناء المباريات.
وكان لـ”سرى” تساؤلات مشروعة من هكذا قرار ، فقالت “لماذا لا يتحدثون عن وشم يغطي أجزاء من أجساد بعض اللاعبين وبه رموز دينية ، حتى يمنع!؟”.
وتتوقع “سرى” بأنها قد تلقت لطمة قوية لطموحاتها الخاصة اثر هكذا قرار جائر ، فإنها أعلنت موقفها الذي لا رجعة به ، فاختارت الحجاب انتصارا لدينها ، ولكنها تتوقع حرمانها من الاستمرار بطموحاتها قدما بسبب هذا القرار.
وعندما اجد هكذا حالة تدل على قوة العزيمة ، والتمسك والألتزام بتعاليم الدين الحنيف ، بالرغم من تواجد لاعبتنا “سرى” في بلاد المهجر ، وفي الوضع العربي الذي يعيش به شباب وشابات المنطقة نوعا من الانحلال والتشبه بالغرب ، إلا ان موقف الفتاة ذات الأصول العربية والعراقية على وجه الخصوص ، وذات اللباس الاسلامي الذي لا يتعارض مع اساسيات اللعبة لا من قريب ولا من بعيد ، فإنها مدعاة فخر واعتزاز لنا عندما نقف موقف الداعم لابنتنا واختنا الاصيلة في موقفها الشجاع.
ولكن الألم المصاحب في هذا الوقت ، هو القصور الحاصل في الاقلام المساندة للبطلة الصامدة “سرى الشوك” ، وتركها حبيسة الموقف تصارع لاستخلاص حقها من قرار جائر  يراد ان ينتهك وجودها.
فإننا وبإسم صحيفة الرياضة العراقية ، هيئة وكادرا وكتابا ومتابعين ، نعلن تأييدنا ودعمنا المتواصل للبطلة العراقية “سرى الشوك” والتي هددها البعض في سويسرا بالقول ان لم تعجبك قوانيننا فإرحلي عن بلدنا ، وبإنتهاكهم الفاضح هذا لحق مواطنة لديهم بسبب عداء لرمز ديني لا يؤثر عليهم شيئا ، وللاسباب التي نص على اساسها هذا القرار الجائر ، فإننا نعلن شجبنا واستنكارنا لهذا الموقف الغبي والتبرير الابله (كما وصفته سرى) ونعلن تضامننا الكامل معها ، وشكرنا لموقف سعادة وزير الشباب والرياضة العراقية المندد والمستنكر لهذا القرار الظالم بحق هذه المثابرة والمتميزه ، ونشد على أيادي “سرى” ، وكل من سار على نهج الانتصار للحق وعدم الرضا بالذل والهوان والتجني.

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *