حسين الخرساني – المرافق الصحفي لوفد منتخب الشباب-صحيفة الرياضة العراقية

لم يدر بخلد احد من الوفد العراقي المتوجه الى الصين عبر مطاري دمشق وقطر ان يكون خروجهم من البطولة الاسيوية سريعا ومن دورها الاول وهم مثقلين بثلاث خسارات متتالية ، فالجميع كان يعيش اجواء تفاؤلية بعد ان بعثت ايام المعسكر القصيرفي مدينة زيبو الذي اقامته شركة بيك للتجهيزات

الرياضية برسائل معنوية مميزة بعد تلاشي فارق الساعة البيولوجية لدى اللاعبين واعتيادهم الفارق الزمني الذي كان مثار اهتمام الملاكين الاداري والفني، توني ممثل شركة بيك الصينية كان ملازما للوفد طيلة الايام الاربعة التي قضاها الوفد في فندق اربع نجوم، وكانت توجيهاته المستمرة عاملا مساعدا في نجاح المعسكر برغم قصرفترته، توني منع الوفد العراقي من التجول ليلا في المدينة الا باخبار الشرطة خوفا من حدوث شيء قد لا تحمد عقباه بعد تواتر اخبار تفيد بوقوع احداث سلب ، افاق الوفد العراقي صبيحة نهاره الاول على اصوات انفجارات رهيبة وسط استغراب الجميع من حدوث هكذا شيء في دولة تعد شمولية وذات سلطة الحزب الواحد ، بيد ان مخاوفنا من تكرار الحالة مرة اخرى انجلت بعدما تبين ان طقوس اعراس صينية كانت وراء الاصوات الهائلة والغريب ان الاعراس الصينية دائما ماتكون مع اطلالة الصباح حيث يقوم العروسان باستقبال الضيوف في باحة الفندق لساعات طويلة الى ان ينفض المولد الصيني .

مفأجاة التاشيرة بانتظار الموفد الصحفي

لحظة وصولنا الى مطار بكين الذي كان اشبه بتحفة معمارية تمتد لمسافة ليست بالقصيرة كانت المفاجاة بانتظار الموفد الصحفي حيث ان الرسالة التي وصلته من اللجنة المنظمة للبطولة والمكتوبة باللغة الصينية كانت تفيد بضرورة استحصاله التاشيرة من القنصلية الصينية في دمشق مما ادخلنا في حيرة برغم الجهود التي بذلها مدير الفريق سيف عادل الا انها لم تؤت اكلها فغادر الوفد الى زيبو وبقي الموفد وحيدا في مطار بكين ، بعد ساعتين من الانتظار حصل الموفد على تاشيرا مؤقتة لمدة خمسة ايام ، لكن المفاجاة الثانية تمثلت بمغادرة الوفد الذي مدينة جينان التي تبعد ساعة عن بكين جوا مما جعل الموفد ينتظر رحلة اخرى على امل الالتحاق بالوفد الى غادر الى مدينة زيبو التي تبعد ساعة برا عن مطار جينان ، واصل الموفد الرحلة الى جينان على امل الوصول الى الفندق الذي يسكنه الوفد العراقي الاان المفاجاة كانت تتمثل بعدم معرفة العاملين في المطار باسم الفندق ما جعلنا في حيرة في امرنا الاان تدخل احد الوافدين العرب ( فلسطيني الجنسية ) بعد سماعه لغتي اسهم كثيرا في حل الازمة وتبنيه بشكل كبير الاتصال بالنائب الاول لرئيس الاتحاد ناجح حمود من خلال هاتفه الخاص ، مطار جينان اغلق ابوابه عند منتصف الليل وكان لزاما علي ان اغادره الى فندق قريب ريثما اعود صباحا لمتابعة رحلة البحث عن الوفد والفندق، حسام الفلسطيني ذلك العربي الاشم ابى ان يغادر الى الفندق القريب الا ويصطحني معه في ليلة اجتاحني فيها الشك والخوف وانتظار المجهول مالم يمر علي طيلة سنين حياتي، كنت ادعو الى ان ينجلي ليل جينان بسرعة لاعود الى المطار من جديد ، باغتني النوم في فجر اليوم التالي بعد رحلة القلق ولم افق الا ان عند العاشرة من صباح اليوم التالي ، ادركت ان حسام قد تركني لقضاء حاجياته في مدينة اخرى لكنه ترك رسالة من تحت باب غرفتي قال فيها : اخي الحبيب اضطررت للذهاب دون ايقاظك لاني ذاهب الى شاندو وليست جينان تحياتي لك بالتوفيق لاي شيء ممكن ان تتصل بي. ملاحظة الحساب مدفوع لليلة واحدة اخوك حسام كمال. اكملت جاهزيتي وغادرت بسرعة الى المطار على امل ايجاد بارقة امل تعيدني الى الوفد من جديد ، عدت من جديد رحلة الاسئلة عن الفندق دونما جدوى ، فما كان علي الا اللجوء الى الانترنت علي امل ان اجد احدا من الوفد او اي زميل اخر ابث اليه شكواي وحيرتي ، ذاب القلق والحيرة حينما وجدت المنسق الاعلامي جالسا على الاوفلاين فكتبت له بروحي لا باصابعي ليرد علي هو ايضا.. ابو علي انته وين، يمعود اني بمطار جينان اريد اوصلكم ومااعرف ، ابو علي ابقه بمكانك احنه جايين الك ، بعد ساعة اخرى جاءني ثائر الموسوي وسيف القصاب ومعهما توني لتنتهي رحلة القلق بالتحاقي بالوفد وسط ترحيب الجميع .

جواد يذيب جليد التوتر في جلسة قصيرة

من خلال اشرافه المباشر على منتخب الشباب طيلة السنين الماضية ادرك هادي جواد رئيس الوفد العراقي ان جوا مشحونا وبرودا يسود العلاقة بين الملاك التدريبي للفريق والمنسق الاعلامي للمنتخب بسبب اراء كان قد طرحها المدرب حسن احمد تتعلق بعمل المنسق نقلت اليه بصورة غير صحيحة ما جعل الاثنين يغرقان في الابتعاد عن بعضهما ، هذا الشيء لم يرض طبعا القائمين على رئاسة الوفد ما حدا برئيس الوفد الى عقد جلسة ودية ضمت الجميع تكاشف فيها الجميع وانزاحت غيوم الزعل وعاد كل شيء الى وضعه الطبيعي ، فكانت خطوة موفقة لرئيس الوفد في سبيل ازاحة المشاكل عن الوفد الذي يستعد للدخول في معترك البطولة.

اقرأ في الحلقة المقبلة

الفريق الكوري الشمالي فريق عادي ومن اندية الوسط في الدوري العراقي وجليل زيدان يستقيل بمفرده عشية الخسارة مع كوريا وجاسوس في الطابق السادس لفندق هوول زيبو .

1 Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *