السويد – علي النعيمي / (خاص)الرياضة العراقية:
لم تأتِ صرخات ابن الجوية وحارسها الأمين كاظم شبيب من فراغ ، وهو ينادي إلى عودة الهيكلية العسكرية للهيئة الإدارية للقوة الجوية العريق ، بل حملت في طياتها رسائل متشعبة وإيحاءات واضحة على أنها لحظات الخلاص القريب كما يظنها
بل وهي من أفضل الحلول المطروحة كمعالجات آنية من شأنها إن توقف نزيف الإخفاق ، وأنها ستطفق بأجنحة الستر على سجل الإخفاقات ، ومن يدري؟ ، علها تمحو كل خطوط التقاطعات الشخصية ، ومهما قلنا في ذلك وتسيدنا مجالس النقاشات ، وبرر الجميع له الأسباب ، إلا أننا نضطر أحياناً اللجوء إلى حبال الاجتهاد قبل أن نصطدم بحواجز الواقع المستنبط من التجربة ، فلا نقوى على فك حبرها السري ، وسوف نذعن صاغرين لأولي التجارب السابقة ، ومن عمل تحت هيلمان هذه الهيئات ، وخدم تحت إمرتها ، ونال ما ناله من حلاوة الشهد الأزرق ، وما ذاق من لوعة المرارة من مرطبان الهزائم الكائن على رفوف التاريخ وسجلاته القديمة.
وعلى الرغم من التضاد في الآراء ، وصعوبة المقارنة المستحدثة عطفاً على النتائج المتحققة في العهد القريب ، فإن كفة الميزان لا تزال تميل لصالح إدارة العسكر للأندية العراقية قياسا لما تحقق من من بطولات ونتائج وحسن تدبير وعدم الاستئثار بالقرار الفردي ، في السابق وكي لا نذهب بعيداً عن غرض المقال ، وبناء التوقعات الايجابية على هذا التصريح ، لذا كان حريٌ بنا أن نعيد عقارب الزمن إلى الوراء ، مُفتشين وباحثين بتمهل بين اسطر التاريخ الرياضي العراقي ، مقلبين صفحات الماضي ومتهجين الحروف الأولى لكرتنا ، ومهما قلنا فإن همزة التاريخ الأولى ستصرخ وباللهجة العامية ، متجاهلة كل قواعد الصرف ، على ان ألف باء كرة القدم في العراق ولدت في حاضنة عسكرية ، وترعرع وليدها على إيقاع طبول العسكر ، واشتدّ عودها على إيعازات الانصراف والحضور ، واكتمل نموها ودخلت في ريعان شبابها وبهائها ، فإذ بالمراتب والضباط من حولها يديروا ويمسكوا دفة الأمور في القيادة ، ويخططوا برؤى عسكرية بحتة ، حتى تكامل الهرم الإداري الرياضي على يد المهندس العسكري ، وبعد عدة عقود بدأنا نشاهد ان ما زرعه القدماء من فسائل فاضت غلته ذهباً وكؤوساً وبطولات سرعان ما بدأنا ندون لهم ما تحقق وتعالت صيحات الجماهير انه القوة الجوية والجيش الملكي ، ومن ثم الجيش واليات الشرطة والفرقة الثالثة وغيرها من الفرق التي انتظمت في أطار دوري المؤسسات ولاحقاً الدوريات.
وبعيداً عن حسبة التبعية العسكرية لهذه الأندية كونها تمثل خطاً رياضياً لهيئة عسكرية ، فأن باقي الأندية المدنية مسكت وتعلقت بأذيال الدولة والخط الحكومي ، وحصنت جدران خزائنها بعشرات الألوف من الدنانير ، وانتسبت إلى مؤسسة الوزارت.
وفي حقبة الثمانينيات عاد نفوذ العسكر بأشكال متعددة حيث توزعت الأسماء المتنفذة في الحكومة وبعض رجالات الدولة على الأندية التي كانت تصنف حينها بالمدنية ، وعاد الروتين العسكري بزي حاكم او ضابط الذي يرتدي البنطال المدني والقميص المزركش ، لكن الهيكلية الإدارية لكل الهيئات أضحت نسخاً منقحة من النظام العسكري الذي أرسى دعائمه الانكليز ، ولكن باليات مخففة ، لذلك كنا نرى بإن أندية الزوراء والشباب وصلاح الدين والكرخ كانت تدار برؤى عسكرية ، وتم استقطاب شخصيات أكاديمية وزجّ بهم ضمن الهيئات الإدارية ، من اجل التلاقح الفكري والمهني لخط الإدارة الرياضية ، ولكن مهما سجلنا من أخطاء وممارسات مزاجية تتبع هوى النفس ، كأن ينقل اللاعب الفلاني من نادي إلى اخر بجرة قلم دون مراعاة اللوائح والقوانين الاتحادية ، إلا أن عجلة الإدارة ومن نواحي أخرى كانت سائرة على أوجهها الصحيحة من حيث الدعم المادي والنفقات والتجهيز ، بإستثناء بعض سنوات الحصار ، هذا ما كنا نلمسه سابقاً في الأندية العسكرية وما كنا نراه من ضوابط متبعة في تسيرالنشاطات الأخرى.
ولكن ماذا عن هيئاتنا الإدارية الآن بعد أفول نجم عسكر الهيئات الرياضية ، وتم تحريرها من نظامها الهيكلي السابق , فهل تحققت الأحلام المنشودة؟ ، وهل تكاملت الرؤى الإدارية التي يحملها ذلك المدني الرياضي مع واقعه الرياضي؟ ، ألم تحول بعض الأندية الجماهيرية إلى متارس فئوية قبل أن يورثها إلى ذلك الأخ وابن الخال وانتهاءاً بابن العشيرة والأقربون بالمعروف؟ ، الم يستفرد البعض بالقرار المصيري واستحوذ على كل شيء؟ ، هل تعزز فعلاً ذلك الشعار المخيف المرعب الناسف لكل قوانين الإدارة الأشهر بأن قمة الهرم الإداري لا يحتاج إلى استعراض ما ترثه من شهادات خبرة ، بل تحتاج إلى لاعب جماهيري معتزل مشهور ابن النادي ومبلغ من الأموال نحصل عليها من المؤسسة الحكومية او تلك الدائرة العسكرية فقط ، ومجموعة من المشجعين الخُلّص ، وهلم بنا جميعاً كي نؤسس هيئاتنا الإدارية الجديدة على إن نراعي في ذلك عهد الولاءات وقسم المصالح المشتركة ، وان البعض يتصور أن بقاء الوضع الراهن هو أنجع السُبل من اجل التواصل والتعايش مع مستحقات العمل والنشاط الرياضي ، وكي لا نظلم البعض ، نقول هنالك هيئات طورت نفسها كثيراً ولازلت ترتقي بذاتها نحو الأفضل ، ولكنها لا تزال تحبو بخطوات سلحفاتيه إذا ما قارناها بدول الجوار ، ولن نقل بلدان أوربا ، لأن الكلام في هذا الجانب يثير تحسساً جلدياً تنتهي بالحك الشديد قبل مواسم الربيع ، إن لم يكن كلامنا هذا لدى البعض ضرباً من ضروب الخيال والتمرجح على خيالات(الفانتازيا).
1 Comment