
لم يكن اكثر المتشائمين في الشارع الكروي العراقي يتوقع ان يجتاز منتخب الناشئين العراقي بكرة القدم الدور الاول من نهائيات كأس اسيا التي اختتمت قبل ايام في العاصمة الاوزبكستانية طشقند والتأهل الى الدور الثاني من البطولة القارية بل ان اغلبهم كان يتوقع ان تكون مشاركة العراق
مخيبة للامال من خلال الخروج من الدور الاول حاله بذلك حال منتخب الشباب الذي خرج من منافسات نهائيات كأس اسيا التي اقيمت في الصين خالي الوفاض … الا ان منتخب الناشئين خالف جميع التوقعات بعد ان قدم مستويات رائعة ومباريات متميزة في نهائيات اسيا وكان على مقربة من التأهل لنهائيات كأس العالم للناشئين التي ستقام العام المقبل في المكسيك الا انه خسر المباراة الفاصلة والحاسمة امام منتخب اليابان بدور الثمانية بهدف لثلاثة اهداف في مباراة كان عنوانها الرئيسي (الاخطاء القاتلة).
البداية من ريفا
رغم ان منتخب الناشئين بكرة القدم اقام العديد من المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية وخاض الكثير من المباريات الودية الا ان المعسكر الاخير الذي اقيم في منتجع ريفا بتركيا كان الانجح والاكثر فائدة من بين جميع المعسكرات الاخرى حيث الاجواء المثالية وقوة الفرق التركية التي تبارى معها منتخب الناشئين وبالتالي كانت الاستفادة اكبر للجهاز الفني واللاعبين الذين اكدوا في تصريحات صحفية لموفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية ان منتخب الناشئين تطور كثيرا عما كان سابقا بعد ان اصبحت الصورة واضحة امام الجهاز الفني لوضع ملامح التشكيلة الاساسية التي ستخوض مباريات كأس اسيا فضلا على تعزيز الجوانب الايجابية التي ظهرت على مستوى الفريق في المباريات التجريبية الست التي خاضها هناك وانتهت بفوز المنتخب في جميعها كما تمكن الجهاز الفني المؤلف من المدربين موفق حسين واثير عصام ووسام شامل وشيت جاسم مدرب حراس المرمى من معالجة السلبيات والاخطاء التي حدثت خلال تلك المباريات التي لعبها هناك اذ استطاع الفوز على المنتخب العماني بهدفين مقابل هدف واحد وقبلها تغلب على شباب فريق بيشكتاش التركي بهدفين مقابل هدف واحد وعلى فريق شباب باشا التركي بسبعة اهداف مقابل هدفين وعلى شباب فريق كيلاش التركي الذي يلعب في دوري الدرجة الاولى بستة اهداف نظيفة وعلى شباب فريق ديلول التركي بستة اهداف مقابل هدف واحد وعلى فريق شباب باشا اوغلو التركي باربعة اهداف نظيفة حيث سجل الفريق العراقي 27 هدفا مقابل 5 اهداف دخلت شباكه .
خصم مجهول
بحث اعضاء الجهاز الفني لمنتخب الناشئين العراقي عن اية معلومة هنا او هناك تكشف لهم عن نقاط قوة وضعف المنتخب الصيني الذي سيلاقيه منتخب الناشئين في اولى مبارياته ضمن المجموعة الرابعة لنهائيات كأس اسيا في اوزبكستان والتي تضم ايضا منتخبي الكويت والامارات الا انه وللاسف الشديد لم يحصل الوفد العراقي عن اية معلومة عن الفريق الصيني الذي كان مجهولا لجميع منتخبات المجموعة الرابعة قبل انطلاق المنافسات القارية .
مدرب منتخب الناشئين العراقي بكرة القدم موفق حسين اكد خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق انطلاق مباراة العراق مع التنين الصيني ان منتخب الناشئين قادم للمنافسة بقوة على احراز احدى البطاقتين المؤهلتين عن المجموعة الرابعة في نهائيات اسيا والمنافسة بقوة لحجز احد المراكز الاربعة في النهائيات المؤهلة للعب في بطولة كأس العالم للناشئين المقبلة للمرة الاولى بتاريخ العراق مؤكدا في الوقت ذاته ان اللاعب العراقي قادر على قهر جميع الصعوبات التي تعرض طريقه في المجموعة والبطولة ككل وبالتالي عكس صورة مشرقة عن الكرة العراقية والعربية ايضا وهذا ليس ببعيد عن ابناء العراق بلد الحضارات الذي عانى الكثير في الحقبة الماضية بينما وعلى الطرف الاخر توقع مدرب الصين خلال المؤتمر الصحفي ان تكون المباراة الاولى مع العراق في غاية الاهمية والصعوبة مبينا ان المجموعة الرابعة من اصعب مجاميع البطولة ومتمنيا في الوقت ذاته ان يتأهل منتخبه الى نهائيات كأس العالم والمنافسة على احراز لقب البطولة القارية.
لاعبو الفريق العراقي لم يتأثروا بغياب مدربهم موفق حسين الموقوف بقرار اسيوي وايضا لم يشارك كل من اللاعبين عباس علي وحسين رحيم اللذين حصلا على انذارين صفراويين لكل منهما خلال التصفيات المذكورة العام الماضي فتمكن الفريق العراقي من مفاجأ الفريق الصيني بهدف مبكر عن طريق المهاجم علي حسين فندي الذي صال وجال في ساحات لعب المنتخب الصيني وتمكن من صناعة الهدف الثاني بعد ان تعرض لاعثار متعمد داخل منطقة الجزاء ليحتسب حكم المباراة القطري عبد الله البلوشي ركلة جزاء ترجمها بنجاح المهاجم حسين عبد الله محرزا الهدف الثاني في المباراة التي جرت على ملعب جار الخاص بنادي بونيدكور الاوزبكستاني , ورغم ان الفريق العراقي خسر خدمات قائده جلال عدنان صمام امان الدفاع العراقي بعد ان تعرض للاصابة في نهاية الشوط الاول الا ان الفريق العراقي اضاع عددا كبيرا من الفرص المحققة للتسجيل في الشوط الثاني بينما على الجانب الاخر ظهر الفريق الصيني خصما متواضعا وضعيفا للغاية , الفوز بالمباراة الاولى جعل المنتخب العراقي يقطع خطوة مهمة نحو التأهل الى الدور الثاني من البطولة القارية اذا ما علمنا ان نتيجة المباراة الاخرى التي جمعت المنتخب الكويتي بنظيره الاماراتي انتهت سلبية لذلك اصبح الفوز على منتخب الكويت في المباراة الثانية مطلب الجميع كون ان هزيمة الكويت سيؤهل العراق بشكل رسمي الى الدور الثاني من البطولة .
طموح عراقي وقلق كويتي
اجمع اعضاء وفد منتخب الناشئين العراقي قبل مباراة الكويت في الجولة الثانية على اهمية الفوز على المنتخب الكويتي من اجل ضمان التأهل بصورة رسمية الى الدور الثاني فكان الطموح واضحا في احاديث الجهاز الفني واللاعبين من اجل تجاوز العقبة الكويتية خاصة بعد الاداء العراقي الكبير في المباراة الاولى امام الصين وهزيمته بهدفين نظيفين وبالمقابل كان القلق واضحا لدى المعسكر الكويتي وهذا ما تجلى بشكل كبير من حديث مدير المنتخب الكويتي نواف العجمي الذي اكد لموفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية بأن الفريق العراقي خصم صعب ولا يستهان به اطلاقا واتوقع له ان يكون الحصان الاسود في نهائيات اسيا للناشئين لذلك ستكون مباراتنا مع الفريق العراقي صعبة ولكن سنعمل ونجتهد على تحقيق نتيجة ايجابية والظفر بنقاط المباراة الثلاث لتعويض نتيجة التعادل التي خرجنا بها امام منتخب الامارات مبينا ان اللاعب العراقي يمتلك امكانات فنية وبدنية هائلتين وهذا مارأيناه بشكل واضح خلال مباراتهم امام الصين اذ لم نتوقع ابدا ان يظهر الفريق العراقي بهذا المستوى الطيب بعد ان كنا نرشح الصين للفوز على العراق وتصدر المجموعة الرابعة الا ان منتخب العراق اثبت العكس تماما واصبح هو المرشح المفضل للانتقال الى الادوار الثانية عن المجموعة الرابعة بصفة متصدر المجموعة.
هزيمة ساحقة
منتخب الناشئين العراقي كان في الموعد وتمكن من انزال هزيمة ساحقة بالفريق الكويتي وبثلاثة اهداف نظيفة كان من الممكن جدا ان تصل الى نصف دزينة من الاهداف لولا الفرص الكثيرة التي تسابق على اضاعتها اعضاء الفريق الوطني للناشئين وسجل الاهداف الثلاثة للعراق كل من ضرغام اسماعيل ورسول حسين وحسين عبد الله وبالمقابل لم يقدم الفريق الكويتي الاداء ذاته الذي ظهر به امام منتخب الامارات فظهر الضعف واضحا في اغلب خطوط لعبه واعتمد على الهجمات المرتدة التي لم تجدي نفعا مع قوة الدفاع العراقي وبسالة الحارس فهد طالب فأنتهت المباراة عراقية بثلاثة اهداف نظيفة وبالتالي ضمن العراق التأهل الرسمي الى دور الثمانية وبات عليه ان يواجه احد المنتخبين الاسترالي او الياباني اللذان ضمنا التأهل الى دور الثمانية ايضا عن المجموعة الثالثة.
قصة هدف
بعد انتهاء المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة منتخب الناشئين مع الكويت الذي حضره من الجانب العراقي كل من موفق حسين مدرب الفريق ورسول حسين لاعب خط الوسط والمنسق الاعلامي للمنتخب ابلغت اللاعب رسول حسين بضرورة ان يسجل هدف على منتخب الكويت على ان اذكر له بعد المباراة اسباب هذا الطلب الخاص ووعدني رسول بأحراز هدف في المباراة وبالفعل اوفى بالوعد بعد ان سجل هدفا جميلا بمرمى الفريق الكويتي فأبلغته بأسباب طلبي هذا اذ استهزأ عدد من لاعبي الفريق الكويتي بما قاله اللاعب رسول حسين في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة لذلك كان على رسول لان يعاقبهم وبالفعل سجل هدفا وقدم مستوى مميز فكان ابلغ رد على الفريق الكويتي .
اعتراض عراقي واستجابة اسيوية
قدم مدير المنتخب العراقي للناشئين عبد الكريم فرحان خلال المؤتمر الفني للبطولة اعتراضا بخصوص سوء التنظيم الذي شاهده الجميع من قبل اللجنة المنظمة للبطولة وادارة فندق اوزبكستان وذلك من خلال عدم تواجد اداريي ومدربي ولاعبي كل منتخب من المنتخبات الثمانية الذين يتخذون من فندق اوزبكستان مقرا لهم في طابق واحد حيث يوجد عدد من اللاعبين العراقيين في طابق معين ومثلهم في طابق اخر وكذلك الحال ينطبق تماما على اداريي المنتخب الذين يسكن كل واحد منهم في طابق معين وهذا الامر تعاني منه بقية منتخبات المجموعتين الثالثة والرابعة وكذلك اعترض مدير المنتخب العراقي على مسألة المرافق الصحية في غرف الفندق التي لا تتلائم مع عادات وتقاليد منتخبات الدول الاسلامية المشاركة في البطولة الاسيوية وهذا الموضوع لاقى ترحاب كبير وتصفيق حار من ممثلي المنتخبات الاسلامية التي حضرت المؤتمر الفني ومنها الامارات والكويت وعمان والاردن وسوريا وايران وبالفعل استجاب الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وايضا ادارة فندق اوزبكستان لمطالب الوفد العراقي التي طرحت في المؤتمر الفني من قبل عبد الكريم فرحان مدير منتخب الناشئين حيث تم حصر وفد المنتخب العراقي من اداريين ومدربين ولاعبين في ثلاثة طوابق فقط بعد ان تم توزيع الوفد في السابق في اكثر من ستة طوابق .
اخطاء فادحة
ارتكب الاتحاد الاوزبكستاني لكرة القدم الجهة المنظمة لنهائيات كأس اسيا للناشئين العديد من الاخطاء الفادحة والقاتلة وكأنه بتلك الاخطاء يعترف بفشل البطولة القارية التي اقيمت في العاصمة طشقند حيث اصرت الجهة المنظمة للبطولة على وضع العلم العراقي السابق على شاشة ملعب جار الذي احتضن مباراة العراق والصين الاولى برغم المحاولات الكثيرة من قبل مدير المنتخب الوطني عبد الكريم فرحان والتي اكد فيها للجنة المنظمة والاتحاد الاسيوي بأن هناك خطأ كبيرا فيما يخص العلم الا ان الجانب المنظم للبطولة لم يكترث بما قام به مدير منتخب الناشئين الذي نجح في نهاية الامر وقبل انطلاق مباراة العراق والصين بتغيير العلم العراقي بيده من على شاشة الكومبيتر مما ادى في النهاية الى اعتماد العلم الصحيح للعراق واستمرت الاخطاء الكبيرة من قبل اللجنة المنظمة من خلال الخلل الذي شاهده الجميع في عزف النشيد الوطني للمنتخب العراقي حيث لم يكن الصوت واضحا عى العكس تماما من النشيد الوطني الصيني وهذا الامر يحسب ايضا على الجهة المنظمة للبطولة وتكررت الاخطاء في مباراة الفريق العراقي امام منتخب الامارات وهذه المرة على ملعب باختاكور حيث وضعت اللجنة المنظمة الشعار الخاص الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يحمل علم العراق السابق على شاشة الملعب قبل انطلاق المباراة ومرة اخرى يبذل مدير منتخب الناشئين جهودا كبيرة مع ادارة الملعب وبالفعل تمكن فرحان من رفع النجوم الثلاث على العلم السابق واصبح الشعار الخاص بالاتحاد العراقي خاليا منها وتحقق ذلك قبل انطلاق المباراة مع الامارات ببضع دقائق .

1 Comment