مسقط د.عبد الجبار البصري/ اكاديمي وصحفي رياضي
يتميز الانسان العراقي بالابداع ونقش فنه اينما تواجد، ونجوم الرياضة العراقية يتزامن ذكر اسمائهم مع انجازات حققوها مع فرقهم لاعبين او مدربين. موقع الرياضة عودنا على ان ينقل الحقيقة ويتابع النجوم ، فوجهتنا اليوم النرويج هذا البلد الاسكندنافي الذي تغطيه الثلوج اغلب اوقات السنة.

 

عمو بابا احتضنني وجسام وفرطوس ظلموني.

اللاعب العراقي موهوب ويمكن ان يلعب في اوربا.

اتحاد نا الموقر شهرة اللعب ليست جوازا للتدريب.

حلمي قيادة منتخبنا الوطني الى نهائيات كأس العالم.

مجموعة من الخبرات التدريبية العراقية الذين لم يكتفوا بالتواجد متفرجين بل ساهموا في تقديم خبراتهم التدريبية وحققوا انجازات كبيرة على مستوى فرقهم واسهموا في نقل صورة مشرفة عن المبدع العراقي. التقينا المدرب حيدر جعفر الذي يعمل محاضرا ومعلما لفنون التدريب ومدربا لفريق اسلو سيتي النرويجي في الدرجة الثالثة منذ ثلاث مواسم، لم يخسر فريقه الموسم الماضي اية مبارة وتصدر مجموعته وكان على وشك الصعود للدرجة الثانية فالقوانين في النرويج توجب على المتصدر لمجموعة مقابلة بطل مجموعة اخرى في مباراتين فاصلة ذهابا وايابا ، هناك حوالي تسعين فريق درجة ثالثة يقسمون لثمانية مجاميع ويصعد للدرجة الثانية اربعة فرق هي الفائزة بنتيجة المباراتين الفاصلة فخسرفريقه في الذهاب وفاز بالاياب ولكن فارق الاهداف رجح كفة الفريق الخصم.

 رحب بنا بلهجته العراقية الجميلة فسالناه ماذا نقرأ في بطاقتك الشخصية ، فاجاب اسمي حيدر جعفر التكمجي وعمري 53 عاما متزوج ولدي خمسة اولاد، اعيش حاليا في النرويج ، واملي العودة لاخدم وطني الحبيب. ثم سالناه ماذا يحب وماذا يكره ، فاجاب: احب الصراحة ومساعدة الناس وبلدي العراق في القلب واكره الكذب والظلم، اردد دائما المقولة  “لا تطربن لطبلها  فطبولها كانت لغيرك قبل ذلك تقرع” ، وحكمتي بالحياة هي “اعمل لدنياك كأنك تموت غدا وأعمل لأخرك كأنك تعيش أبدا “.

وعن وتحصليه العلمي وبدايات اللعب اجاب: حاصل على شهادة البكلوريوس في التربية الرياضية من جامعة بغداد والرابع على دفعتي ، بدأت بمداعبة الكرة مع اشبال السكك بأشراف المدرب العبقري جرجيس الياس ولطفي عبد القادر وتشرفت في اللعب بأفتتاح ملعب الشعب الدولي عام 66 حيث قدمنا عرضا بين شوطي مباراة منتخب بغداد ونادي بنفيكا البرتغالي تحت شعار (صغار اليوم كبار الغد) وكان يوم لا ينسى صافحت فيه اعظم نجوم الكرة  العراقية والعالمية مثل اوزيبيو  وسيماش وقاسم زوية وهشام عطا وحسن بلة واخرين . كما لعبت لمنتخب تربية الرصافه ومنتخب العراق المدرسي في زمن المرحوم محمد حسون وبقيادة المدرب القدير داود العزاوي ولعبت لنادي العمال مع جرجيس الياس كمحطة اولى للعب مع الاندية الكبيرة. فمثلت لاحقا الطلبة والشرطة والشباب والتجارة ومنتخب بغداد ومنتخب العراق المدرسي.

 وعن سؤالنا لمن من المدربين تدين بالفضل واخرين تعاتبهم فاجاب: ادين بالفضل للمرحوم الكابتن عموبابا الذي احتضنني عندما كنت ضمن صفوف نادي الطلبة عام 1980 وهو من رشحني للعب ضمن منتخب بغداد المشارك في بطولة دكا الدولية في بنغلادش في كأس الرئيس الدولية ويبقى عمو بابا صاحب الفضل على اكثر نجوم الكرة العراقية. والمواقف الايجابية للمدربين محمد طبرة ومؤيد محمد صالح وعبد كاظم وعلي كاظم وباسل مهدي كمدربين لا تنسى. وعلى النقيض فمن المدربين الذين ظلموني الكابتن انور جسام بعد ان لعبت للزوراء اكثر من اربع مباريات تجريبية كقلب دفاع اساسي بداية موسم 82- 83 ، تم ابعادي لأسباب اجهلها لليوم ، بالاضافة لموقف الكابتن مجبل فرطوس حين كان يعمل مساعدا للكابتن عمو بابا الذي رشحني لاكون ضمن قائمة المنتخب استعداد لدورة لوس انجلس وتمت المفاضلة بيني وحسام نعمة وتم اختيار الاخير بسبب  مزاج البعض من المدربين.

ماهي الشهادات التدريبية التي حصلت عليها، فاجاب: بطبيعة نفسي احب التواصل مع علم التدريب لذلك فما زلت متواصل للحصول على شهادات اخرى، حصلت على عدة شهادات تدريبية فلدي شهادة تدريب باشراف الاتحاد السويدي من اكاديمية داكرفوش السويدية عام 2007 ، وايضا مجموعة شهادات باشراف الاتحاد السويدي لكرة القدم في اللياقة البدنية والطب الرياضي وعلم الادارة 2006. كما لدي شهادة تدريب في كرة القدم باشراف الاتحاد السويدي باشراف نادي شستا السويدي 2006 وشهادة تدريب باشراف الاتحاد النرويجي لكرة القدم عام 2000. وشهادات باشراف الاتحاد العراقي لكرة القدم حاضر فيها الخبير الايرلندي جاك كاليكر والخبير الالماني نيكولاي، وشهادة  تدريب دولية في دورة التضامن الاولمبي باشراف الخبير الالماني الدكتور تراب بموافقة الاتحاد الدولي  لكرة القدم الفيفا.

هل لك ان تحدثنا عن تجاربك التدريبية المختلفة وماذا استخلصت منها؟ فاجاب : ان الخبرة الاكاديمية والنظرية لابد ان تصقل بالخبرة العملية ، والحمد لله لي خبرة تدريبية لاكثر من 18 عاما قضيتها بين فئات الناشئين والشباب والكبار. عملت بالعراق والاردن والنرويج. فتجربة الاحتراف ليست سهلة وكانت صعبة في البداية وتعرفت على مدارس مختلفة واكتسبت خبرات كروية عديده من خلال البحث والدراسة والدورات والتجربة العملية على الارض وتعمقت فكرة الاحتراف لدي في النرويج وقدمت فكرة رائعة عن المدرب العراقي في المهجر سواء من خلال عملي كمدرب وبشهادة مدربين كبار من النرويج او من خلال تفوقي بالدورات التدريبية التي شاركت بها في اوربا فعلم التدريب فلسفة وقدرة على التنظيم مع تخصص اكاديمي في عدة جوانب منها علم التدريب وعلم النفس والطب الرياضي وعلم الحركة مع موهبة الاكتشاف وصقل المواهب والقدرة على توظيف قدرات اللاعبين  لخدمة طريقة لعب الفريق مع القدره على قراءة الخصوم. فانا لدي الطموح وتنوعت قدراتي مع حبي للكرة والتدريب وصممت على ان اكون مدربا شاملا فتخصصت في علم التدريب مع قدرتي على العمل في التكتيك والتكنيك واللياقة البدنية وعلم النفس والطب الرياضي وتدريب حراس المرمى. حاليا مدرب منتخب الممغتربين العراقيين لعموم اوربا المشارك في بطولة غوتا الدولية في السويد للعام الحالي والمشارك ايضا في بطولة اسفين الدولية في السويد ايضا 2009. وبنفس الوقت اعمل مدربا لنادي اوسلو ستي النرويجي في الدرجة الثالثة منذ ثلاث مواسم وهو  متصدر الدوري الحالي. كما عملت مدربا لفريق شباب نادي كرينر النرويجي للموسم 2002 – 2003. وايضا عملت معلم كرة قدم للناشئين في مركز فروست لتدريب الشباب في اوسلو 2004-2005 . ودربت نادي زحر درجة ثانية في الدوري الاردني للموسم 1998 – 1999. ومدربا لنادي البقعة الاردني في الدوري الممتاز للموسم 1997-1998. وسابقا عملت مدربا لشباب فريق الطلبة العراقي لستة مواسم. ومصنف ضمن قائمة مدربي الدرجه الاولى منذ التسعينات في العراق اضافه الى تواجدي ضمن كشافي الكره العراقية من المدربين حيث تشرفت بتقديم مجموعة لاعبين امثال موفق جعفر لاعب الجوية والشرطة وحيدر عبد الرزاق واحمد والي ومؤيد سليم وعباس رحيم وعماد طه وعلي عبد الزهرة وحيدر عبد وسيف حيدر لاعب اوسلو ستي النرويجي واخرين.


ماهو الفرق بين اللاعب العراقي والاجنبي؟ اجاب جعفر: اللاعب العراقي موهوب ونحتاج لمدربين لهم القدرة على تطوير المواهب ونحتاج لنتعامل بعقلية احترافية سواء كلاعبين او مدربين وفق ثقافة الاحتراف الصحيحة، وعلينا ان ننمي الثقافة الرياضية لدي اللاعبين وهذا يبدأ من التنشئة الصحيحة للاعب منذ طفولته، مع الاخذ بنظر الاعتبار زرع الثقة بنفس اللاعب وتنويع طرق التدريب بالاعتماد على العلم الحديث لترسيخ افكار وثقافة اللعب الصحيح واعتماد نظام تغذية صحية وتفريغ اللاعبين وتوفير احتكاك مع فرق عالية المستوى، سيصل باللاعب العراقي للعالمية لان اللعب في اوربا ليس سهلا ويحتاج لهمة وفكر احترافي مع قليل من الحظ.

لديك خبرات في تدريب حراس المرمى وترجمت كتاب لتدريب حراس المرمى، هل ان تحدثنا عن ذلك؟ اجاب جعفر: لي خبره كبيرة في تدريب حراس المرمى وذلك لبحثي الدائم عن تمارين جديدة لخدمة عالم حراسة المرمى الصعب وقد ترجمت كتاب (كيف تقف في المرمى ) وهو كتاب فيه مجموعة تمارين ووصايا للحراس، وعندي الموهبة والعلم لاختراع انواع جديدة من التدريبات، وهناك من رشحني للعمل مع احد فرق المقدمة في النرويج كمدرب لحراس المرمى ولكني رفضت لكوني مدرب لي فلسفة خاصة وتدريب الحراس هو ضمن عملي وطموحي يتعدى ذلك.

ماهي صفات المدرب الناجح بنظرك؟ اجاب قائلا: صفات المدرب الناجح عديده منها القدرة على التنظيم والموهبة والشخصية المؤثرة الكاريزما مع دقته في الاختيار والتوقع والمنطق السليم والجانب التربوي وقدرته على صقل الموهبة اضافة الى كونه محاضر ،معلم ، محفز ،مدرب لياقة ،انضباطي  ،اداري ،اعلامي ،اجتماعي ،صديق ،محلل ،طالب علم ويستمع للجميع. واقول الى الانديه التي تبحث عن مدربين يجب تقييم المدرب من خلال عمله لفترة معينة وليس من خلال اسمه.

كيف تقيم واقعنا الرياضي وبماذا تهمس باذن المسؤولين؟  الكره العراقية بحاجة الى تخطيط بعيد المدى وبرامج عملية مع دماء شابة لكل مرحلة وبديل ناجح ودقة اختيار للمدربين والاستعانة بخبرات المهجر وتشكيل اكثر من منتخب رديف والعمل منذ الان الى الاستعداد لتصفيات  كأس العالم 2014. يجب تشكيل مجاميع من مدربين كشافين لكل محافظات القطر والعمل على اختيار الافضل من خلال جمع هؤلاء المواهب في بطولات محلية وخارجية وتقييم مستواهم وتطورهم من قبل لجنة خاصة وبشكل منظم ودوري للوصول الى مجموعة مواهب تخدم الكرة العراقية وترفد المنتخبات العراقية بالنجوم. واهمس باذن اتحاد كرة القدم العراقي الموقر شهرة اللعب ليست جوازا للتدريب.

 ماذا تقول لو عرض عليك تدريب احد المنتخبات العراقية ؟ فاجاب جعفر: تدريب المنتخب حلم لكل مدرب عراقي وشرف كبير وحلمي ان اقود المنتخب الى نهائيات كأس العالم وبأعتقادي ان المنتخب العراقي قادر على الترشح لكأس العالم كما هي السعودية او كوريا لو تم حسن الاختيار من مدربين ولاعبين مع تخطيط ومنهاج بعيد المدى وعدم تبديل المدربين خلال فترات قصيرة.

امنية تحققت واخرى لم تتحقق ؟ اجاب جعفر: اجمل امنية تحققت هي حجي لبيت الله الحرام والعمل مدربا لفريق اجنبي وهي مهمة ليست سهلة رغم اني اطمح نحو الافضل ، امنيه لم تحقق هي العمل مع فريق عربي معروف لنقل خبراتي وتقديم ما يفرح الجماهير الكروية. وتدريب احد فرق الاندية الجماهيرية  هو طوح كبير، فهنا من يقول لي انك محترف في كل شيء وهذه شهادة مدربين كبار في النرويج والسويد ومع هذا افضل العمل مع نادي عراقي جماهيري. واسعى لمواصلة دراستي الجامعية للحصول على الماجستير في التربية الرياضية حيث لي الرغبة في تأليف كتاب حول احوال الكرة وافكار  المدربين من سلسلة مقالاتي التي نشرتها في عدة صحف.

كلمة اخيرة : الى المرحوم عمو بابا ستبقى فارس الكرة العراقية وعرابها وقصتك ستكون منار للاجيال الكروية ، وتحية من القلب لموقعكم الرائع ولكل العاملين فيه لخدمة الرياضة والكرة العراقية ونتمنى لكم كل التوفيق في نقل الكلمة الهادفة واحقاق الحق وتوعية الجماهير ووضع اسم العراق فوق كل اعتبار.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *