مسقط- د.عبد الجبار البصري / اكاديمي وصحفي رياضي
تصنف عادة الالعاب الرياضية الى العاب جماعية تتكون الفرق فيها من مجموعة لاعبين كمثال كرة القدم والطائرة والسلة والعاب فردية يتكون الفريق من شخص واحد كالملاكمة والمصارعة والمبارزة ، ويكون فيها الفوز معتمدا على قدرات الفرد وتكنيكه العالي ولياقته البدنية والاستعداد الجيد.

اما معشوقة الجماهير العراقية كرة القدم فتعد من الالعاب الجماعية التي تعتمد بالاساس على روح الفريق المتكامل، وارتفاع مستوى الانسجام والتعاون بين اللاعبين سيؤدي الى الارتقاء بمستوى الفريق لتحقيق افضل النتائج بحيث يظهرالفريق كوحدة واحدة وكل لاعب سيتوقع حركة اللعب اللاحقة لزميله ويتوقع انتقالته ما يزيد من قدرة الفريق على تطبيق الخطط التكتيكية المخطط لها وكمثال مدرسة اللعب الهولندية الشاملة حيث يلعب الفريق كوحدة واحدة عند الهجوم والدفاع وهو ما يتطلب ان يمتلك الفريق لياقية بدنية عالية تمكنه من انجاز متابعة مجريات اللعب عند الهجوم يندفع لاعبي الوسط والدفاع للمساندة وخلق زيادة عددية على مرمى الخصم ، وعند استحواذ الخصم على الكرات ، نلاحظ الرجوع السريع لاغلب لاعبي الفريق ومحاولة قطع الكرة وهي في منطقة الخصم وهو ما يسمى بالدفاع العالي. ومن العوامل التي تساعد على خلق هذا التناغم في اللعب هو تطوير القدرات الفنية للاعبين منذ الصغر وتوجيهها بالشكل الصحيح وزرع روح التعاون بين الزملاء لتحقيق الفوز والابتعاد عن اللعب الفردي العقيم وتطوير مستوى اللياقة وفق خطط علمية ممنهجة لتحقيق اعلى انجازية.

ويضاف لها دور التثقيف النفسي للاعبين الصغار ورزع بذرة روح التنافس الشريف من اجل تقديم الافضل ضمن روح الفريق ليكون طريق لنجاح الفرد واظهار نجوميته وليس العكس . اذن هل يمكن ان يلغي اللعب بروح المجموعة مهارات اللاعبين الاساسية الفردية ، فبالتاكد سيكون الجواب كلا . لان المهارات الفردية تعد عامل قوة للفريق ككل اذا ما وظفت بالشكل الصحيح لتحقيق تكتيك الفريق لان اللعب الفردي سيساعد على التخلص من الخصوم وخلق مساحات فارغة ليتم استغلالها للهجوم ومباغتة المرمى وتسجيل الاهداف ، فمثلا استغلال مهارات اللاعب الارجتيني ميسي ليقوم بحلحلة دفاعات الخصوم بحركته المستمرة ومراوغاته الجميلة ، وهو ما يتطلب ان تعهد الرقابة عليه لاكثر من لاعب للحد من خطورته وهو ما سيوفر الفرص التهديفية لزملائه بعد ان تم مشاغلة اكثر من لاعب وتركهم لمساحات فارغة سيتم استغلالها. ومن هنا تكمن اهمية ان يقوم المدربون بتنمية مهارات اللاعبين التكنكية الفردية وايجاد موزانة مع روح الفريق لتطيبق خطط الفريق التي تتغير تبعا لمعطيات المباراة مع قراءة جيدة للخصم وكشف واستغلال نقاط ضعفه وبالمقابل الحد من نقاط قوته.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *