
د.عبد الجبار البصري – رئيس التحرير/ صحيفة الرياضة العراقية:
تعلمنا منذ الصغر ان الحياة مدرسة كبيرة ومنها نتعلم في كل يوم درس وحكمة جديدة نستفاد منها في قوادم الايام ، الا ان انديتنا تصر على عدم التعلم من تجاربها السابقة.
لسنا هنا لنضع انديتنا في قفص الاتهام ولسنا بموضع من ينتظر زلة حتى يثخن طعنا بالاخرين، وانما نكتب كلماتنا من حرقة قلوبنا وضياع الفرص الواحدة تلو الاخرى وفي كل مرة نطلق عبارتنا الشهيرة (هاردلك) وتتعوض في المرات المقبلة، فكم من الفرص اضعنا، وكم هاردلك سمعنا ووضعت في خزانات انديتنا وكان من المفروض ان تتحول كلمات المواساة الى كؤوس وانجازات.
وستعلو من هنا وهناك صيحات المتبجحين لنعلق فشلنا على شماعة الاوضاع الامنية وقلة الدعم المادي وعدم توفر البنية التحتية، ولكن أسألكم بالله ماذا ينقص فريق اربيل؟ ، ألم توفر له الإدارة كل ما يحتاج؟ ، ألم تنفق عليه مئات الالاف من الدولارات للتعاقد مع افضل اللاعبين بالدوري العراقي؟ ، وتم توفير أفضل المعسكرات الداخلية والخارجية لزيادة الخبرة والاحتكاك ، فزج الفريق بمرحلة إعداد جيدة ببطولة شباب الاردن ، والتي خرج منها فريق اربيل بحصيلة جيدة من الملاحظات لم يتم الاستفادة منها لتصحيح الاخطاء ، بل اكتفينا بأخذ خواطر اللاعبين وتوزيع كلمات المواساة.
هل أصبحت أنديتنا تلعب للألقاب المحلية فقط؟ ، ولترمي سمعة العراق خلف ظهرها؟ ، بالأمس تم منع انديتنا من اللعب في ابطال آسيا لاننا لانطبق القوانين المطلوبة؟ ، واليوم نخرج خالين الوفاض من منافسات بطولة الاتحاد الاسيوي ، وغدا أين ستكون أنديتنا؟ ، حيث من الممكن أن يخترع لنا إبن همام دورات تحت التأهليية لأنديتنا طالما لانمتلك صوتًا مدويًا يوقف الاخرين عند حدهم.
لو سألت طفلا صغيرا كم هو عدد اعضاء فريق كرة القدم؟ ، لاجاب على الفور 22 لاعبا ، لأن البديل يجب ان يكون بمستوى اللاعب الاساسي اذا ما كنا نفكر بأن نحقق إنجازًا ، فلماذا لم يتوافر البديل الناجح عند افضل فريق عراقي وصاحب اللقب لثلاث مواسم متتالية؟ ، ونعلم أيضا ان أبسط خطط الفوز هو مفاجأة الخصم بما لا يتوقعه ، فما فعله المدرب ثائر أحمد أنه فاجأنا بأشباه لاعبين غابت عنهم ثقافة الفوز ، وغاب فنهم الراقي ، وإكتفوا بالتفاخر بسيرة أيام زمان ، وبان عليهم الإرهاق الشديد ن ونتيجة لقلة اللياقة البدينة ، أصبحوا عاجزين عن حمل ثقل أجسادهم ، فكيف سيركضون او يسجلون الاهداف؟ ، ولا أعرف ماهو عمل مدرب اللياقة البدينة اذا كان ثلاث لاعبين يصابون بشد عضلي عند نهاية الشوط الاول؟ ، ولاعبو الهجوم أسودًا على أبناء ملتهم ، ولا تسمية عندي لهم عندما يلعبون امام الاخرين ، حيث أضاعوا اليوم طريق المرمى ، فهل يعقل ان لا تسجل اكثر من خمسة فرص محققة؟ ، ثلاثة منها بمنطقة الستة ياردة؟ ، فلو حاولت ان تعطي جائزة لمن يهدر هذه الفرص ، لفاز واحد من الف تجربة ، فكيف اضاعوها جميعا؟.
إن ضياع الفرص هي العامل المشترك لمهاجمي الفريق بلا استثناء منذ فترة طويلة ، ولكن فرحة الفوز كانت تغطي العيوب وتخرس الالسن ، وأعتقد جازما أنه حان الوقت لمحاسبة المقصرين ، والعقد هو شريعة المتعاقدين ، اما ان يكون اللاعب جاهزا وبكامل ليقاته البدينة ويقدم ما عليه ليتقاضى اجره كاملا ، وإلا فالأولى أيجاد البديل المناسب.
وسيخرج لك شخص يقول ومن تكون لتحاسب الفريق أو إدارته، وسأجيب أن الفريق لعب بإسم العراق ، وكنا نشجعه كفريق عراقي اولا ، ولأنها سمعة وترتيب العراق بين الفرق ، فمن حقنا أن نحاسب من نجده لا يقوم بعمله على اكمل وجه ، هدفنا التغيير ، هدفنا التقويم (فقليل من العلم مع العمل به ، أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به).

1 Comment