مسقط- د.عبد الجبار البصري / اكاديمي وصحفي رياضي
ما يميز الرياضة تماسها المباشر مع مجموعة كبيرة من الجمهور والغالبية منهم الشباب الذين يمتلكون اعلى مستوى من الطاقات البدنية والعقلية التي يجب ان نوظفها بشكل سليم للاستفادة القصوى منها، وهنا ياتي دور التخطيط الصحيح من قبل وزراة الرياضة والشباب لاستيعاب هذه الفئة الكبيرة وتوجيها لكي نصل الى مرحلة توظيف الطاقات الكبيرة لخلق نجوم للرياضة ليحققو امال وتطلعات جماهيرهم،
وشعار الرياضة هو الحب والطاعة والاحترام والتي يجب ان تتجسد الى حالات ملموسة لا شعارات مكتوبة عندما تتوافر المصداقية في العمل وبث روح التنافس الشريف بين الفرق لكي نصل الى مرحلة العدل المطلوبة لخلق اجواء رياضية يسودها جو التنافس الشريف. الشغب هو قيام بعض الجماهير الرياضية بافعال احتجاجية قد تصل لمستوى العدوانية ، ويقابله حالات رد فعل مشابهة من الجمهور الاخر. فاذن الشغب في الملاعب سببه الرئيسي قلة الوعي الثقافي الرياضي عند الاشخاص المنتمين للمنظومة الرياضة ومن يحكمها ويوجهها ومنها مسؤولي الرياضة واداريي الاندية والصحافة واللاعبين والحكام والجمهور ورجال الامن. فالجمهور المثقف الحاضر يجب ان يشارك بالقول والفعل لازالة اية انفعالات بين المتواجدين من خلال النصح والتوجيه. وان يكون للاجهزة المسموعة والمرئية دورا في نشر الثقافة الرياضية من خلال مجاميع من الارشادات والمحاورات الواعية الموجهة للتعريف بمضار الشغب وتوابعها على الرياضة ككل.
ولابد ان نشير الى ان حالات الشغب في الملاعب تحصل وبجميع الدول المتقدمة ودول العالم الثالث ، الدول الغنية والدول الفقيرة فهي لاترتبط بمكان او مستوى معين وكمثال ما نشاهده عبر التلفاز لمباريات عالمية من نزول الجماهير الى الملاعب ومحاولة الاعتراض على قرار معين او ايصال فكرة ما ، وقد تصل حالة الانفلات الى القتل المتعمد اوغير المتعمد عندما لايتم التعامل مع الموقف بحكمة فاي فعل غير محسوب من امن الملاعب سيقابله رد فعل قد يصل لحد العنف والعدوانية . فهل يعد الشغب حالة محلية ام حالات اممية؟
فمهمة مسؤولي الرياضة هي اصدار القوانين لتنظيم وتسيير العملية الرياضة بشكل صحيح ، وحل جميع الاشكالات من خلال قوانين توضح الواجبات والحقوق والعقوبات بحق المخالفين ، قوانين تطبق بشكل عادل على الجميع وبدون استثناء بعيدا عن المزاجية اوالمجاملات ولا تتأثر بالمصالح الخاصة، وهو ما سيكفل رفع الغبن عن الفرق وجماهيرها التي حينما تحس بأن فريقها تعرض لظلم كبير عليها مساندته ولو باتباع طرق غير حضارية مثلا تخريب الكراسي او رمي القناني على لاعبي الخصم والحكم وغيرها من الاعمال ، لذلك فوجود قانون صريح عادل سيكون كفيلا بالقضاء او التقليل من حالات الشغب الانفرادية التي تحصل من بعض اللاعبين او الاداريين او المحسوبين على الجمهور . بالاضافة الى توفير الملاعب الامنة وهي من احدى واجبات وزارة الشابا والرياضة التي من مهامها دعم بناء ملاعب حديثة تتمتع بكامل مستلزمات الامن الحديثة فاحتواء الملعب على اسيجة مناسبة لمنع دخول الجماهير الى الملعب ، وتقليل امكانية رمي الاشياء الى داخل الملعب وبالتالي تفادي حصول اية خروقات. كما ان توفير افراد حماية خاصة بامن الملاعب الذين تم ادخالهم لدورات متطورة يتعلموا فيها كيفية السيطرة النفسية على الجمهور والتعامل معه بطرق حديثة ومتطورة مثلما هو مطبق باغلب دول العالم الغربي، سيكون عاملا مساعدا لتقليل الشغب والحد منه.
ونزيد ان على ادارات الاندية ان تتمتع بقدر عالي من الثقافة الرياضية والادارية وطرق التعامل السليم مع الانفعالات النفسية للجماهير واللاعبين وامكانية تجاوزها بحيث لا يصبو الزيت على النار من خلال شحن لاعبيهم قبل المباراة بكلمات حساسة لها وقع عدواني على النفس وانما توضيح ثقافة الفوز والخسارة بصورة حضارية وايضا للمدرب دور في ايضاح اهمية احترام الحكام ولاعبي الخصم وكيفية التعامل مع الجمهور وكل ما يدور بالملعب.
ولاننسى دور السلطة الرابعة في التوجيه والتنظيم والتقليل من حالات الانفعال والتوتر ، بالمقابل نجد بعض الدخلاء على الصحافة والمرتدين ثوبها حديثا يساعد على اشعال روح العدواة بين الجمهور من خلال التصريحات الصحفية الرنانة التي تؤدي لنتائج غير مدروسة او غير مسيطر عليها مما يولد حالة من الاحتقان كقنبلة موقوتة تنفجر عند اقل تماس في الملعب او الشارع. وعلينا ان نكون عيون صادقة لكشف الخطأ ونقده باسلوب حضاري مدروس ، وان نتجرد عن العاطفة حين الكتابة لننقل الاخبار بحيادية.
ومن جهة اخرى فالثقافة الرياضية للاعب تعطيه القدرة على التحكم الامثل بالنفس للوصول لاعلى انجازية وتوجيه افعاله داخل الملعب وخارجه، وتمنعه القيام بحركات استفزازية للجمهور او الاعتراض اللامبرر على قررات الحكام ، ومعرفة التعامل مع الجمهور عند حالات الغضب وامتصاص نقمته وسخطه. كما لايفوتنا التركيز على ثقافة الحكام وخبراتهم في التعامل مع الحالات المختلفة وعليهم ان يعوا حساسية المنافسات وان يمتصوا حالات النرفزة والتوترعند اللاعبين والجمهور بشكل حضاري، وان تتصف قرارتهم بالعدل وعدم ظلم اي فريق او لاعب، فهو ما يعد عاملا لخمد اية اعمال شغب والعكس سيعد عامل اشعال لثورة غضب عارمة.
1 Comment