الرياض: بعثة الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية – صحيفة الرياضة العراقية
بادء هزيل ونقطة يتيمة وهدف وحيد ودّع منتخبنا الوطني منافسات خليجي22 لينهي واحدة من اسوأ مشاركاته في الدورة على امتداد تاريخها ، ووضعت مباراة الامارات التي جرت اول امس الخميس حدا لتطلعات جماهيرنا التي كانت تنشد تعويض النقاط الخمس التي ضاعت في المباراتين السابقتين امام الكويت وسلطنة عمان بيد ان ذلك لم يحدث حيث خسرها منتخبنا بهدفين دون رد بعد ان ظهر حملا وديعا لم يقو على مجارات منافسه بل اكد للجميع بانه اضعف فريق في الدورة على الاطلاق .
مسعود يؤكد انها الاسوأ
وفي ضوء خروج العراق من منافسات خليجي22 عند حدود الدور الاول اكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود بان المشاركة العراقية في الدورة كانت الاسوأ من بين جميع المشاركات السابقة ليس من حيث النتائج فقط وانما في طبيعة الاداء ايضا مضيفا بان لجنة المنتخبات ستعقد اجتماعا مهما بعد العودة الى بغداد لمناقشة ماحصل للمنتخب الوطني في الرياض ومن ثم رفع توصياتها الى الاتحاد لاتخاذ الاجراءات المناسبة ، واشار مسعود الى ان اللاعبين لم يقدموا الاداء الذي يتناسب مع مستوياتهم المعروفة كما حمّل الجهاز الفني ماحصل من نتائج محبطة للفريق .
حامل اللقب يقصي الوصيف
وكان المنتخب الاماراتي حامل اللقب قد نجح بخطف بطاقة التاهل الى الدور نصف النهائي عندما اقصى منتخبنا الوطني وصيفه في النسخة السابقة بهدفين دون رد سجلهما علي مبخوت في المباراة التي احتضنها ملعب الملك فهد الدولي بالرياض وقادها الحكم السعودي فهد المرداسي ، وبهذا الفوز احتل المنتخب الاماراتي المركز الثاني في المجموعة الثانية خلف المنتخب العماني الذي فجر مفاجأة مدوية في ملعب الامير فيصل بن فهد بالملز عندما اثخن شباك الازرق الكويتي بخماسية دون مقابل جاءت عن طريق سعيد سالم ( هاتريك ) وعبد العزيز المقبالي ( هدفين ) ، وكان المنتخب السعودي قد تصدر المجموعة الاولى بعد تغلبه على منتخب اليمن بهدف دون رد فيما خطف المنتخب القطري نقطة ثمينة من منافسه البحريني جلبت له السعد ونقلته الى مصاف الاربعة الكبار ليكون الفريق الوحيد الذي يجتاز الدور الاول بثلاث تعادلات من دون ان يحقق اي فوز يذكر ، وبذلك سيلتقي في المربع الذهبي يوم غد الاحد منتخبا السعودية والامارات تعقبها مباشرة مباراة سلطنة عمان وقطر .
عقم هجومي غير مسبوق
تنفس جمهورنا الصعداء بعد انتهاء الشوط الاول امام الامارات بالتعادل السلبي في الوقت الذي كان فيه الاماراتيون هم الطرف الافضل مع انهم لم يقدموا نصف مستواهم ..وبقينا ننتظر تغييرا في اسلوب لعب فريقنا او تكتيكا واضحا يخالف الدفاع في ساحتنا واللعب على الهجمات المرتدة التي اثبتت المباريات السابقة باننا لا نحسن التعامل معها ولكن خابت امالنا ولم نشهد اي لمسة تدريبية على الفريق في الشوط الثاني .. بالمقابل فان مستوى الفريق الاماراتي تطور كثيرا في هذا الشوط وبانت تعليمات المدرب للاعبيه بشكل واضح عبر الطريقة التي اعتمدها بتكثيف الهجوم والضغط على حامل الكرة واحداث فراغات كبيرة في ساحته والامساك بوسط الملعب ليشهد الشوط الثاني تسجيل هدفين اماريتين مع اضاعة ثلاث فرص سهلة للتسجيل مقابل عقم هجومي لم يشهد له المنتخب مثيلا قبل خليجي 22 ، والحقيقة اثبتت مباراة الامارات ومن قبلها المباراتين السابقتين امام الكويت وعمان بان غياب يونس محمود كان مؤثرا للغاية وان الجهاز الفني لم يتمكن من ايجاد البديل المناسب حتى الان .
مبخوت يتصدر الهدافين
بعد ان سجل هدفي الفوز بمرمى منتخبنا الوطني تصدر اللاعب الاماراتي علي مبخوت لائحة هدافي الدورة برصيد اربعة اهداف حيث سبق له ان سجل هدفي منتخب بلاده بمرمى الكويت ، وافتتح مبخوت التسجيل بمرمى جلال حسن عند الدقيقة 50 اثر كرة صاروخية ارسلها من نحو 25 مترا استقرت في الجانب الايسر لمرمانا فيما جاء الهدف الثاني بعد 12 دقيقة اثر خطا دفاعي استثمره احمد خليل الذي خطف الكرة ومررها الى علي مبخوت فارسلها الاخير لتعبر الحارس جلال حسن وتدخل المرمى ، وهكذا يصر منتخبنا على ان يكون له تاثير مباشر في تسمية هداف الدورة تماما كما حدث في خليجي 19 بسلطنة عمان عندما سمح للاعب المنتخب العماني حسن ربيع بتسجيل ثلاثة اهداف من اصل اهداف الفوز الاربعة التي خسرنا بها امام منتخب السلطنة ليحرز بعدها ربيع لقب هداف الدورة برصيد اربعة اهداف .
سلمان : مشكلتنا كبيرة في خط الدفاع
قال المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني عبد الكريم سلمان ان المنتخب الاماراتي استحق الفوز على العراق في مباراة الجمعة ,
واكد سلمان الذي حضر المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة نيابة عن المدرب الاول حكيم شاكر بان المنتخب الوطني فشل للمرة الثانية على التوالي في تقديم مباراة جيدة بعد مباراة سلطنة عمان مشيرا الى ان الفريق عانى من مشكلة كبيرة في خط الدفاع سيما من جهة اليسار بعد حرمان علي عدنان واصابة بديله علي بهجت ,
وبين سلمان ان الجهاز الفني بقيادة المدرب حكيم شاكر حاول احداث بعض التغييرات الايجابية من اجل استعادة السيطرة والعودة الى الوضع الطبيعي لكنه لم يفلح في ذلك ,
لافتا الى ان العراق وقع في مجموعة صعبة للغاية بدليل ان المنتخب الكويتي حقق اربع نقاط ولم ينجح ببلوغ الدور نصف النهائي ,
وارجع سلمان حالة الانهيار في المعنويات والروح القتالية والانكسار النفسي الى ما حدث من ظلم تحكيمي في مباراة العراق والكويت في فاتحة مباريات المجموعة بعد ان امتنع حكم المباراة السلوفيني سكومينا عن احتساب ركلة جزاء مع طرد لاعب المنتخب الكويتي حسين فاضل جراء ابعاده الكرة من على خط المرمى الكويتي ,
لافتا الى ان الجهازين الفني والاداري فشلا في التقليل من الضغط المسلط على اللاعبين جراء ما حدث في تلك المباراة وبالتالي اعادة اللاعبين الى اجواء البطولة ,
وشدد سلمان على ان الجو المحبط وانخفاض الروح المعنوية وعدم وجود رغبة حقيقية لدى اللاعبين في تعويض ما حدث قاد العراق لخسارتين قاسيتين امام الكويت والامارات وتعادل غير مقنع امام سلطنة عمان ,
مؤكدا على ان نوعية اللاعبين الذين تم اختيارهم للمنتخب الوطني لم ينجحوا بتجاوز حالة الاحباط التي اجتاحتهم بعد المباراة الاولى ,
مضيفا بان المنتخب الوطني قدم في الشوط الثاني مستوى افضل من الشوط الاول بيد ان الخطا الذي ارتكبه احد المدافعين ادى لدخول هدف بمرمى منتخبنا الامر الذي اجبر اللاعبين على الاندفاع للامام من اجل تعويض الهدف الذي دخل مرمانا لكن هذا الامر حدث بشكل عشوائي ودون تخطيط مسبق مما تسبب باحداث بعض الارباك داخل صفوف الفريق معترفا بعدم ظهور اللاعبين البدلاء بالمستوى الفني الذي يجعلهم ورقة رابحة او اضافة نافعة معتبرا ان غياب القائد والهداف يونس محمود ادى لحدوث ثغرة واضحة في خط الهجوم وبالتالي غياب النجاعة الفاعلة عن الخط الامامي للمنتخب العراقي.
مهدي علي : جازفنا في الهجوم
من جهته شكر مدرب منتخب الامارات مهدي علي لاعبيه على المستوى الفني الكبير الذي قدموه في مباراة العراق يوم الخميس الماضي وايضا قدم شكره للجمهور الاماراتي الذي حضر المباراة وكان اللاعب رقم12 بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,
مبينا ان المنتخب العراقي تراجع الى منطقته في الشوط الاول مما صعب علينا مهمة تسجيل الاهداف ,
وكشف علي ان تقدم سلطنة عمان على الكويت بهدفين في الشوط الاول اجبرنا على المجازفة في الهجوم والدفع باكثر من لاعب الى المنطقة الامامية وكذلك منح لاعبي الوسط واجبات هجومية من اجل الوصول الى مرمى المنتخب العراقي وبالتالي ضمان بطاقة العبور للدور نصف النهائي معتبرا ان الامارات وسلطنة عمان استحقا الوصول للمربع الذهبي عن المجموعة الثانية من خلال الاداء الفني المتوازن والقوي خلال مبارياتهما في الدورة ,
وشدد علي على ان المباراة كانت تكتيكية من الطراز المتقدم سيما في الشوط الاول لكننا نجحنا ومن خلال احداث بعض التغييرات من ان نهدد المرمى العراقي في اكثر من فرصة لافتا الى ان المنتخب الاماراتي لن يخشى المنتخب السعودي الذي سيكون مدعوما باكثر من 70 الف متفرج معتقدا ان المنتخبات الاربعة التي وصلت الى الدور نصف النهائي كلها تستحق التواجد في المربع الذهبي لدورة كاس الخليج العربي ال22.
الوادعي يقيم المرداسي
اكد المحاضر الاسيوي ومقيم الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم احمد الوادعي بان الحكم الدولي السعودي فهد المرداسي فات عليه احتساب ركلة جزاء للعراق في الدقيقة 22 واربع ثواني من عمر المباراة مع الامارات عندما قام المدافع وليد عباس رقم 3 بركل لاعب العراق مصطفى ناظم رقم 4 رغم ان موقع الحكم كان جيدا والرؤية واضحة له وقريب من الحالة ،
كما اشار الوادعي الى ان المساعد الاول السعودي احمد فقيهي اخطا في عدم الانتباه للكرة عندما تجاوزت بكاملها خط مرمى الامارات في الدقيقة 86 و38 ثانية مضيفا بان الحكم المرداسي كان الواجب ان يظهر بشكل افضل لاسيما وان استدعاءه بدلا لمرعي العواجي يعطيه دافعا نفسيا .
السليمي :التوتر ساد صفوف الاسود
اثارت خسارة المنتخب الوطني العراقي ردود افعال حزينة في الوسط الاعلامي والصحفي المراقب والمتابع لاحداث هذه الدورة ومن بين الاراء التي استطلعها الوفد الاعلامي المرافق لمنتخبنا الوطني اكد رئيس اللجنة الاعلامية للبطولة رجا الله السليمي بانه لم يكن يتوقع ان ينتهي مشوار المنتخب العراقي في البطولة بهذه السرعة بعد خسارتين امام الكويت والامارات وتعادل مع عمان مضيفا بان اكثر ما فاجأنا هو المستوى الضعيف،
اذ لم يكن مأمولا بالمرة ولم نتوقعه اطلاقا نظرا لقوة اللاعبين العراقيين وشدة بأسهم في المواجهات الخليجية والجميع هنا في الرياض كان يعتقد بان المنتخب العراقي كان سينافس على اللقب حتى الرمق الاخير ..
وتابع السليمي” هذا هو حال كرة القدم التي لا تخضع لمقياس واحد وثابت وتتأثر بالعوامل الفنية والنفسية على حد سواء لافتا الى ان التوتر كان باديا على ملامح اللاعبين العراقيين نتيجة الضغوط الشديدة التي يتعرضون لها والمطالبة باحرازهم اللقب ..
سالم :مشاركة لاترتقي لسمعة الكرة العراقية
من جانبه وصف الصحفي والاعلامي المعروف عصام سالم المحلل الفني في قناة mbc مشاركة المنتخب العراقي في هذه الدورة بانها مشاركة هزيلة ومهينة لا ترتقي لقيمة وسمعة الكرة العراقية التي كانت على الدوام محل ثقة وفخر جمهورها الكبير والعريض..
واضاف” لقد حضر المنتخب العراقي لهذه الدورة وهو يحمل في جعبته الكثير فهو صاحب الالقاب الثلاثة وافضل المنتخبات ليس خليجيا فحسب بل اسيويا ايضا كما انه احد ثلاثة منتخبات مشاركة سبق لها ان تاهلت لكاس العالم وعليه كنا نتوقع ان يتقدم خطوة الى الامام لكنه فاجأنا بتراجعه عشر خطوات للوراء ..
وتابع” في مباراة الكويت كان الفريق العراقي هو الافضل لكن السلبية الهجومية في ادائه هي من قادت الكويت لتحقيق الفوز وحرمته من الحصول على نقطة على اقل تقدير اما في المباراة الثانية فالمنتخب العراقي لم يستحق التعادل وكان العمانيون هم الاقرب لتحقيق الفوز لولا سوء الطالع ..
واكمل” اما في مباراة الامارات فقد انكشف المستور وبانت الملامح الهزيلة في اداء المنتخب العراقي الذي افتقد الى الانياب وبدى كانه منتخبا هاويا يلاعب منتخبا محترفا ولو تم استثمار الفرص التي اتيحت للمنتخب الاماراتي كانت الهزيمة مرة وقاسية ..
وبين” نعلم تماما حجم الظروف الصعبة التي تواجه العراق ولكنها لن تكون حائلا بينه وبين النجاح في الاستحقاقات الرياضية وكلنا نتذكر كيف قهر الظروف في 2007 واحرز لقب بطولة الامم الاسيوية ،
وعن تقييمه لقدرات المدرب حكيم شاكر قال سالم “يبدو هناك مشكلة بين حكيم ولاعبيه تتمخض بعدم فهمه واستيعابه لقدراتهم مما ادى الى عدم توظيفها بالشكل الملائم مما جعل الانسجام غائبا ..
واختتم حديثه بمطالبة القائمين على الكرة العراقية بتصحيح مسارها وبالسرعة الممكنة نظرا للفترة الزمنية الضيقة التي تفصل عن المشاركة في نهائيات اسيا والتي تحتاج قرارات جريئة ومسؤولة تعيد الهيبة المفقودة للكرة العراقية ..
عموري ..نجما كعادته
لم تفلح الطريقة التي تعامل بها مدرب منتخبنا الوطني حكيم شاكر في الحد من خطورة لاعب منتخب الامارات عمر عبد الرحمن حيث اناط مهمة مراقبته باللاعب سيف سلمان الذي حاول في مرات كثيرة تضييق الخناق على عموري لكنه وجد نفسه عاجزا تماما عن تحجيم قدراته او الحد من خطورته فبقي النجم الاماراتي مصدر خطورة دائم على مرمانا بحركته الدؤوبة ومهارته العالية في التخلص من المراقبة والدخول في عمق المناطق الدفاعية بمهارة عالية فكان ابرز لاعب في المباراة وسببا مهما من اسباب التفوق الاماراتي ،
وبالمناسبة فان اليومين اللذين سبقا موعد المباراة شهدا اخبارا اكدت عدم مشاركة عموري في مباراة العراق بداعي الاصابة مع الاشارة الى انه لم يتدرب مع الفريق وتبين فيما بعد بان تلك الاخبار كانت لمجرد التمويه ليس الا .
علي بهجت ..اصابة في غير موعدها
رغم انها مشاركته الاولى في مباريات خليجي 22 الا ان مدافع منتخبنا الوطني علي بهجت قدم مستوى مقبولا في ظل سلبية خط دفاعنا المترهل بيد انه لم يكمل المباراة بسبب الاصابة التي تعرض لها ومنعته من اللعب في الشوط الثاني ..
فيما ابدى الكثيرون هنا استغرابهم من غياب المغترب جستن ميرام عن اجواء اللقاء مع الامارات لاسيما وان هذا اللاعب ابهر الجميع في مباراة العراق مع الكويت الاولى بقدراته وامكانياته العالية وتسديداته القاتلة لكنه غاب تماما عن اجواء المباراتين امام عمان والامارات ولم يكن له وجود يذكر في المباراتين المذكورتين.
جلال حسن .. بالامكان افضل مماكان
صحيح ان حارس مرمانا جلال حسن كان افضل لاعبينا في الدورة ولكن ظهر من بين المتابعين من يقول بانه يتحمل مسؤولية الهدف الاول للامارات على اساس ان تسديدة اللاعب علي مبخوت كانت من مسافة بعيدة وان الكرة لم تكن بتلك السرعة التي لا يمكن للحارس الوصول اليها ..
وكان عدد من النقاد قد حملوا حارسنا مسؤولية هدف الكويت الوحيد في مباراتنا الاولى لانه كان متقدما عن مرماه وان تمركزه لم يكن صحيحا كما ان الكرة عبرت من فوق يديه لتستقر في الشباك .

1 Comment