بقلم محسن التميمي:

لم يكن فيفا منصفا ابدا مع كرة القدم العراقية ، لو كان كذلك وهو يشاهد العديد من المباريات الجماهيرية التي تزينها لوحات وجود المشجعين باعداد كبيرة جدا تصل الى اكثر من اربعين الف متفرج في ملعب الشعب الدولي بوجود الامان الكامل لما بقي ظالما الى هذا اليوم ، ممكن ان نطالب برفع الحظر من مؤسسة تتمتع بنزاهة كبيرة لكانت فعلت وانتهت الامر ولكن فيفا مؤسسة فاسدة وربما هناك تأثيرات وضغوطات تمارس عليها من دول خليجية مستعدة لدفع الاموال الطائلة ولم يكن بعيدا الموقف المتشنج من الاتحاد السعودي وهم يرفضون اللعب مع فريقنا الوطني في الملاعب الايرانية فضلا عن بداية الشرارة التي اشعلها الصحفي السعودي المدعو عبد العزيز المريسل وهو يتطاول على رئيس اتحاد كرة القدم العراقي عبد الخالق مسعود ،

لم تكن هناك مواقف عربية واسيوية مشجعة تقف معنا ، بل بقي هؤلاء يتفرجون على كرتنا وهي تواجه خصومها خارج ارض الوطن منذ مدة طويلة جدا ، مؤسف ان نمنح صوت العراق الى شخصيات عربية في انتخابات فيفا وهي اصلا لم تنظر الى موضوع رفع الحظر ولو بعين واحدة ،

المطلوب الان ان نفعل المبادرة التي قدمها المدرب العراقي المغترب في النرويج يونس جاسم القطان وهي تجميع فريق من اللاعبين العراقيين الذين يلعبون في الدوريات الاوربية من اجل اقامة مباراة مع اي فريق عراقي في افتتاح ملعب كربلاء الدولي او الاولمبي ، لسنا بحاجة الى وجود فريق من اية دولة اجنبية او عربية وهم في غفلة من مد يد المساعدة او العون لنا في الجانب الرياضي .

اجبار العراق من قبل الاتحادين الدولي والاسيوي على التخلي عن اختيار الملاعب الايرانية واختيار ملاعب اخرى هو سلب واضح لابسط حقوقنا ، خاصة ان المنتخبات الوطنية العراقية ومنذ زمن طويل جدا وهي تلعب مبارياتها خارج الديار ، الان توضح الصورة بشكل كبير ولم تعد ضبابية مثلما كنا نتوهمها او نعتقدها وهناك من يدفع باتجاه تجريد فريقنا الوطني من ابسط اسلحته وهو يحمل كل الاسلحة حتى المحرمة منها ،

المطلوب من اتحاد كرة القدم العراقي ان يتمسك برأي واحد واختيار واحد وينطلق من مصلحة الكرة العراقية وسيجد الجميع يقف معه وبقوة ، يكفينا مجاملات لمن كنا نحسبهم اشقاء واصدقاء واخوة ، ممكن ان نرفض اللعب سواء في ايران او غيرها ونضحي بكل شيء وننسحب من التصفيات المؤهلة الى اسيا وكأس العالم ولكن سيكون من المستحيل ان نضحي بسمعة وتاريخ وحاضر ومستقبل وجغرافيا العراق امام الاخرين ، يجب ان نفهم ان بناء البيت الرياضي العراقي وكرة القدم بوجه التحديد واظهاره بالشكل اللائق اهم بكثر من اية مشاركة اخرى حتى لو كانت تصل بكرتنا الى ابعد من الدور الاول باشواط ، هل سنكون اهلا لهذه المسؤولية ونتعامل بالمثل مع من يرغب وبقصد ان يسلب منا ابسط حقوقنا وهو يقف مستخفا بنا جميعا