بقلم عدي المختار
إهمال الانجاز خسارات مستقبلية, وإدامة زخم النصر بالاهتمام والعناية تعني انتصارات لاحقة ومتوالية, هكذا علمتنا أبجدية الحياة حينما يحرز النصر او ينزل الفشل في أي مجال من مجالات الحياة، فالاهتمام ثقافة الساعين الى ان تتوالى الانتصارات، وانعدام الاهتمام مرض مجتمعي يفضي الى الانكسارات، وكل دول العالم تخطط للاهتمام والرعاية لأي انجاز رياضي كما تخطط للسياسات الرياضية الكبرى إلا في العراق فلا سياسات رياضية ناجعة ولا اهتمام رياضي يحف الانجاز الرياضي حتى باتت الارتجالية والعشوائية في التخطيط والتنفيذ هي السمة البارزة لحاضر الرياضة العراقية (مع الأسف).
وبعيداً عن السياسات وقريباً من الاهتمام أسجل امتعاضي وتحفظي على السياسة المتبعة ضد اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية من قبل أصحاب القرار الرياضي (تشريعياً – وتنفيذياً ) للإهمال الذي يبدونه إزاء هذه اللجنة التي باتت عنوانا كبيرا للانتصارات الرياضية وسط الخسارات الكبيرة التي تكتنف رياضة الأصحاء خارجياً، هذه الانجازات المطرزة بالذهب والفضة والبرونز في كل محفل عربي وآسيوي وعالمي والتي تحرزها ألعاب البارالمبية في العراق لا يمكن ان تواجه بالإهمال وعدم الرعاية من قبل وزارة الشباب والرياضة ولجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي، وحري بهم ان يباركوا هذه الانجازات بالقول والفعل معاً, لا ان يضيق على اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية مالياً فتقتطع نصف ميزانيتها وهي منبع الانجاز الرياضي، في حين يفيضون بالأموال على مؤسسات رياضية أخرى لا تحصد ربع ماتحصده البارالمبية!!!، وكان يجب على وزارة الشباب ولجنة الشباب في البرلمان الوقوف مع اللجنة البارالمبية وإعادة حقها المالي بالزيادة لا النقصان.
كما يجب أن تكون الوزارة واللجنة حاضرتين في كل انجاز رياضي يحققه أبطال البارالمبية لان الاهتمام الحكومي بوابة للدفع نحو تحقيق الانجاز، وإلا فإن موقف وزارة الشباب والرياضة ولجنة الشباب في البرلمان إزاء ما حققه أبطال ألعاب القوى من ذهب للبطل (جراح نصار) وفضية (كوفان حسن) كان موقفاً مخزياً!!، فلم يكن في استقبال الأبطال أي مسؤول في مطار النجف الدولي، ولم يكلفوا أنفسهم حتى بانتداب ممثلين عنهم لاستقبال الأبطال الذين شعروا بالحزن والإحباط إزاء هذا الموقف. أما كان يفترض استقبالهم حكومياً وإعلامياً بشكل يليق بما قدموه من انجاز عالمي للعراق على الرغم من اننا أبلغنا بشكل رسمي إعلام الوزارة بكل مستجدات البطولة والنتائج أولاً بأول إلا ان اللامبالاة حاضرة دوماً في العراق، وهي سبب كل خسارة وانكسار.
ختام القول… فإن وزارة الشباب والرياضة ولجنة الشباب في البرلمان يترتب عليهما الوقوف مع الانجاز بشتى الطرق والوسائل لتتوالى انتصاراتنا الرياضية، وان يبتعدوا من ثقافة الإهمال او الاهتمام بهذه الموسسة وإهمال تلك لأنها ثقافة لا تجلب إلا الفشل، كما يجب عليهما الوقوف مع البارالمبية مالياً ومعنوياً لأنها باتت اليوم عنوانا عريضا للانتصارات التي لا تنضب، والحفاظ على النصر وديموته يعني تعبيد الطريق لفتوحات أخرى من الانتصارات.
No comment