الاستاذ : نعمان عبد الغني / صحيفة الرياضة العراقية
تتبوأ الرياضة مكاناً خاصاً في نفوس الشباب مما يلقي بالمسؤولية على القطاع الرياضي للعب دور هام في تشكيل تفكير الشباب وتوجيهاتهم.. وفي هذه المرحلة الهامة من تاريخ مجتمعنا تتضاعف المسؤولية بعد ظهور فكر العنف والارهاب بين فئة من الشباب وتعاطف فئة اخرى معهم وحيرة البعض الاخر في فهم ما يجري من احداث.
المطلوب من القطاع الرياضي ان يركز على العمل خارج الملاعب الرياضية مثلما يعمل داخلها. كثيرا ما كانت المناسبات الرياضية الدولية هدفا للعناصر الارهابية.. فقد امتدت يد المخربين في ملاعب كرة القدم لتحولها الي أحداث مؤسفة تفقد الجماهير متعتهم, ولكن لم يقتصر الامر علي مباريات كرة القدم وامتدت الي جميع الرياضات وكان أخرها الانفجاران اللذان تعرض لهما ماراثون بوسطن والذي يعد أقدم ماراثون في العالم ــ حيث يقام سنويا منذ انطلاقه لأول مرة عام1897 ــ وقد أدي التفجيران الي مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من170 آخرين وذلك اثر انفجار قنبلتين بالقرب من خط النهاية للسباق الذي يقام إحياء لذكري المعارك الاولي من الحرب الامريكية من أجل الاستقلال وقد شارك في السباق20 ألف متسابق اضافة الي نصف مليون متفرج. هذه الواقعة ذكرتني بأحداث الإهاب والعنف التي شهدتها أكثر من دورة أوليمبية بداية من دورة ميونخ عام1972 والتي راح ضحيتها عدد كبير من الرياضيين ومن منفذي الهجوم, الأمر الذي أدي الي إيقاف كل المنافسات لأكثر من34 ساعة, ثم ما حدث في دورة أتلانتا عام1996 والتي قتل علي أثرها شخصان وأصيب111 أخرون.
وبعيدا عن الإرهاب وما فعله بالرياضة فهناك شغب في الملاعب والذي أري أن من أبرزه علي الاطلاق واقعة استاد بور سعيد والتي راح ضحيتها72 شابا من خيرة شبابنا في لقاء كرة قدم بين الاهلي والمصري الشهيرة ( بمجزرة بور سعيد), وكذلك.. وقائع حادثة لقاء ليفربول وتوتنهام في نصف نهائي كأس انجلترا عام1989 والذي أسفر عن وفاة96 مشاهدا وإصابة أكثر من200 آخرين. وبعيدا عن الارهاب إن شغب الملاعب ظاهرة لابد من دراستها والتعرف علي أسبابها الحقيقية حتي نتمكن من القضاء عليها وأري أن من أهم أسبابها البطالة والفقر و انتشار تعاطي المخدرات والتفكك الاسري وغيرها من المشاكل التي تجعل الشباب محبطا ويجد في شغب الملاعب متنفسا لما يشعرون به من احباطات .
وأخيرا أحمد الله أنه أتضح لنا أن أحداث ماراثون بوسطن لم تكن من صنع أي عناصر من المتطرفين العرب. يجعلنا نحن الرياضيين نطالب بتفعيل دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الكروية والاندية الرياضية في جوانب توعية الشباب وتثقيفهم وتحذيرهم من هذه الافكار الشاذة المتطرفة التي بدلاً من ان يكون شبابنا رجالاً صالحين يقدمون الغالي والنفيس لخدمة وطنهم ورد الدين له نجدهم يساهمون في تخريبه والاساءة له وترويع الآمنين. ولا شك ان الرياضة لا تتوقف على تنافس الهلال والنصر والاتحاد والاهلي والفوز والخسارة والبطولات وما الى ذلك بل ان اهداف الرياضة تتجاوز ذلك لما هو ابعد بكثير فأملنا ان تكون هناك مبادرات منذ اللحظة لتفعيل الجوانب الثقافية والاجتماعية ومشاركة مجتمعنا في همومه والمساهمة في اقتلاع جذور هذه الافكار المتطرفة من عقول الشباب بمحاربتها الدائمة عن طريق محاضرات منظمة تقام داخل مقرات الاندية يحضرها الناشئون والشباب ويستفاد من المثقفين واهل العلم الذين يجيدون ايصال المعلومة بالأسلوب المناسب، كما ان النقاد الرياضيين في وسائل الاعلام المختلفة عليهم تحمل مسؤولياتهم في واجب النصح والارشاد بالكلمة المسموعة والحرف المكتوب والمشاركة الايجابية فقد يكون من الصعب تغيير افكار الطغمة الفاسدة اليوم لكننا بالتأكيد نبحث عن جيل شاب يحترم دينه ويكرم وطنه. ولابد ايضاً من الاستفادة من نجوم الاندية ومشاهير الكرة وابرز الرياضيين في هذا الامر بدعم الشعارات التي تندد بهذه الاعمال مستفيدين من النقل التلفزيوني المباشر لمباريات الكرة وكذلك البرامج الرياضية بهدف تأكيد وقوف الجميع مع جهود الدولة ايدها الله في محاربة الارهابيين وصولاً لتأكيد الوحدة الوطنية، وثقتنا بالله عز وجل كبيرة للقضاء على هذه الخلايا الصغيرة التي حادت عن اوامر الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام
شكرا استاذ نعمان عبد الغني…نعم الرياضة تجمع الشعوب وتوصل المقطوع